الطب > طب الأسنان

آثار التعرض لمركب ثنائي الفينول أ BPA

ثنائي الفينول أ (Bisphenol A BPA) هو مركّبٌ كيميائيٌ صناعي يُستخدم في صناعة المواد البلاستيكية والراتنجية مثل عبوات تخزين الأطعمة والسوائل من قوارير وعلب المشروبات والمعلبات الغذائية، كما وُجدت كميّاتٌ كبيرةٌ منه عند البشر في عينات الدم والبول والسائل الأمينوسي الذي يحيط بالجنين وفي المشيمة أيضاً.

وأظهرت الدراسات الحديثة على الحيوانات ما لهذا المركّب الصناعي من آثارٍ سلبيّةٍ على التكاثر والتطوّر وعمليات الاستقلاب الخلوي لديها، وهناك اعتقادات قويةٌ بأنه يسبّب الآثار نفسها للبشر أيضاً.

لذلك وكإجراءات وقائيّة، قامت الدول الأوروبية بمنع إنتاج وتسويق القوارير التي يدخل في صناعتها ال ثنائي الفينول أ (BPA).

واليوم.. هل الأسنان هي أحدث ضحايا ال BPA ؟

استناداً إلى عمل فريقٍ بحثيٍ بقيادة "Ariane Berdal" في جامعة

Université Paris-Diderot and Sylvie Babajko

توصل الباحثون إلى أنّ قواطع الفئران تتضرّر في حال تمّت معالجتها بجرعاتٍ صغيرةٍ يوميةٍ من ثنائي الفينول أ ( 5 ميكروغرام/كغ في اليوم ).

وتمّت ملاحظة هذا التأثير في الفترة التي تلي الولادة بأقل من 30 يوماً مما يدل على الحساسية العالية عند تعرض أسنان الفئران لهذه المادّة.

من خلال تحليل ودراسة الأسنان المُعالَجة، وُجدت العديد من الخصائص المشتركة مع مرضٍ يصيب مينا الأسنان عند حوالي 18% من الأطفال بين عمر 6 - 8 سنوات، ويدعى "نقص تمعدن الأسنان والقواطع

MIH (Molar Incisor Hypomineralisation) ، ويؤثّر هذا المرض بشكلٍ انتقائي على الأضراس الأولى والقواطع الدائمة بحيث تصبح الأسنان شديدة الحساسيّة للألم وعرضةً أكثر للنخر والتسوّس.

من الجدير بالذكر أيضاً أن الفترة التي يتم فيها تشكّل الأسنان (السّنوات الأولى من الحياة) هي نفس الفترة التي يكون فيها الإنسان أكثر حساسيّةً لهذا المركب.

ومن خلال الفحوصات الأولية التي تم القيام بها، لوحظ وجود علاماتٍ بيضاء على قواطع الفئران التي تمت معالجتها بمُثبّطات الغدد الصم والتي يعتبر ثنائي الفينول أ منها.

قرّر الباحثون تحديد خصائص قواطع الفئران المُعالجة بجرعاتٍ قليلةٍ من ال BPA ومقارنتها مع خصائص الأسنان التي تعاني من الMIH لدى البشر، وعن طريق الملاحظة العيانيّة للحالتين، ظهر التشابه بينهما ولاسيّما بالنسبة للمينا الذي أصبح هشّاً وسهل الكسر.

وعند الدراسة المجهرية للمينا المتضرّر تبيّن وجود انخفاضٍ كبيرٍ في نسب الكالسيوم/الفوسفور والكالسيوم/الكربون، وهذا الانخفاض يؤدي إلى استنزاف معادن الأسنان وبالتالي تصبح الأسنان أكثر هشاشةً وأكثر عرضةً للتسوّس.

وبتحليل التعبير الوراثي لمورثات المينا برزت اثنتين من المورّثات التي يستهدفها ال BPA وهي مورثات ال(enamelin )وال( kallicrein 4).

Enamlelin هو البروتين الأساسي لتشكيل المينا وبناء الألبيومين وبالتالي فإن التعرض ل BPA سيؤدي لاستهداف ال هذا البروتين وإصابة الأسنان بنقص التمعدن.

وبذلك توضح هذه الدراسة أنّ الأسنان اليوم هي الأحدث في قائمةٍ طويلةٍ من ضحايا ثنائي الفينول أ.

يقول العلماء: بما أن للBPA التأثير نفسه لدى الفئران والبشر، وبما أنه يمكن أن يكون السّبب الأساسي للإصابة بال MIH، فإنه من الممكن أن تُستخدم الأسنان كعلاماتٍ مبكرةٍ للكشف عن اختلالات الغدد الصم - التي لها أعراض مشابهة للتعرض لBPA وبالتالي المساعدة في الكشف المبكر لأمراض خطيرة.

المصدر:

هنا