البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي

خلايا جذعية لمريض تغلق ثقباً في جهازه التنفسي

كمقدمة سنبدأ بلمحة عن الخلايا الجذعية الذاتية (autologous) والخيفية (allogenic) ويقصد بالأخيرة تلك المستمدة من متبرع وليس من المريض نفسه. لكل من هذين النوعين طريقة خاصة في التعامل معه، كما لكل منهما فوائد ومخاطر مختلفة يجب أخذها بعين الاعتبار عند تحديد أي منهما يجب استخدامه للعلاج.

يفضل استخدام الخلايا الجذعية الذاتية التي تؤخذ من المريض نفسه في حالات معينة كالأورام الصلبة، من أهم ميزاتها قدرة الجسم على التعرف عليها وعدم رفضها. بالإضافة إلى سهولة الحصول عليها وعد الحاجة إلى البحث عن متبرع.

أما الخلايا الجذعية الخيفية فمصدرها المتبرع الذي قد يكون توأم المريض أو أحد أفراد عائلته أو حتى شخصاً غريباً. أحد مساوىء هذه الطريقة أنها قد تتسبب في رفض الجسم للخلايا المزروعة وبالتالي الحاجة إلى علاج قوي للسيطرة على ردات الفعل هذه. وتفضل هذه الخلايا في حالات معينة كعلاج اللوكيميا.

ولكن ماذا عن الحالات الطبية الأخرى؟ هل يمكن للخلايا الجذعية أن تستخدم لأغراض أخرى؟

إحدى المشكلات الطبية التي ما تزال صعبة العلاج تحدث في عمليات استئصال الرئة. إن بقاء فتحة بين الطرق الهوائية والوسط المحيط بالرئة (الجنب) بعد عمليات استئصال الرئة وهو ما يعرف بناسور الطرق الهوائية هو من المشاكل الصعبة لعملية استئصال الرئة وذلك بسبب ندرة العلاجات الفعالة. وفي بعض الحالات السريرية (كتجمع القيح حول الرئة) يحدد وجود أو غياب هذا الناسور بعد الجراحة حالة المريض السريرية بين الشفاء والمرض المزمن أو حتى الموت. ماهي تفاصيل هذا الإنجاز الطبي؟ طبق العلماء نتائج تجاربهم ماقبل السريرية على مريض يبلغ من العمر 42 سنة ويعمل كرجل إطفاء بأن استطاعوا إغلاق أحد النواسير التي نشأت بعد استئصال الرئة بسبب السرطان باستخدام الخلايا الجذعية المأخوذة من نقي عظام المريض نفسه. تم إجراء رشف (سحب) لخلايا نقي العظم ثم عزل للخلايا الجذعية من هذه الرشافة. وبعدها تم حقن حوالي 10 ملايين من الخلايا الجذعية المأخوذة من نقي عظم المريض حول فتحة الناسور. بعد حوالي 60 يوماً أثبتت التصاوير الشعاعية إغلاق الناسور بشكل كامل. وأظهرت الخزعات المأخوذة من المكان تكاثر الخلايا المبطنة للطرق الهوائية فوق صفيحة حلت فيها الألياف مكان العضلات. وأظهرت باقي الفحوص النوعية أن هذه الخلايا التنفسية الناتجة عن تكاثر الخلايا الجذعية كانت خلايا متمايزة وفعالة وظيفياً. ماذا عن المستقبل؟ أظهرت كل الفحوص الشعاعية والنسيجية أن الخلايا الجذعية كانت السبب في إغلاق هاذا الناسور وهو ما تم لأول مرة حتى الآن ونأمل التمكن من إعادة تطبيق هذه الطريقة في حالات أخرى.

المصادر:

هنا

هنا