الطب > علوم عصبية وطب نفسي

وضعية النوم لمرضى الصرع قد تساهم بنوبة قاتلة !!

الصرع عبارة عن اضطراب في الدماغ يتصف بحدوث نوبات متكررة للأشخاص المصابين به. تحدث النوبات عندما ترسل مجموعات من الخلايا العصبية في الدماغ إشارات خاطئة، وبالتالي فالنوبات تنجم عن تفريغ متكرر للشحنات الكهربائية في مجموعة من العصبونات، ويمكن لهذا التفريغ أن ينتشر، وبحسب مكان حدوثه ومدى انتشاره تتفاوت الأعراض، وبشكل عام يعاني المرضى من تشنجات عضلية كبيرة وقد تؤدي النوبة لفقدان الوعي.

يعاني من الصرع -تقريباً- 65 مليون شخص حول العالم؛ وله أسباب عديدة منها إصابات بالدماغ أو نمو غير طبيعي له؛ ولكن السبب في الكثير من الحالات يبقى غير معروف. ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد دواءشافٍ تماماً لهذا المرض، ولكن يمكن السيطرة على النوبات الصرعية عند معظم الناس باستخدام الأدوية، وفي حال عدم الاستفادة من الدواء تُجرى عملية جراحية أو زرع أنواع من الأجهزة كتلك التي تحفز العصب المبهم.

وجدت دراسة نُشرت في دوريّة الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب أن مرضى الصرع الذين ينامون على بطونهم لديهم خطرٌ أعلى للتعرض لنوبة قاتلة. وقال الدكتور James Tao من جامعة شيكاغو في ولاية Illinois، وعضو الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب، "أنّ الموت المفاجئ هو السبب الرئيسي للوفاة في الصرع غير المضبط، ويحدث أثناء النوم عادة".

جمع James Tao وزملاؤه معلومات من 25 دراسة، واستناداً إلى 254 حالة وفاة مفاجئة، سجّل الباحثون فيها وضعية الجسم أثناء الوفاة، وجدو أن النوبات التوتّرية الرمعية tonic clonic seizure، والمعروفة سابقاً باسم grand mal، وجدو أنها ذات خطورة أعلى للموت المفاجئ بسبب تأثيرها على الدماغ بأكمله مقارنة مع النوبات الجزئية التي تؤثر فقط على منطقة معينة من الدماغ.

وبيّنت النتائج أن 73% من حالات الوفاة المفاجئة المرتبطة بالنوبات التوترية الرمعية، كان المرضى في وضعية نوم على البطن. في حين أن الـ27% المتبقية من الحالات كانوا ينامون في أوضاع مختلفة. وأشار فريق البحث أيضاً إلى 11 تقرير عن حالات موت مفاجئ وقعت أثناء مراقبة التخطيط الكهربائي لأدمغة المرضى المصابين بالصرع. وفي جميع تلك الحالات كان المريض يموت في وضعية نوم على البطن.

كما تبيّن أن احتمال إصابة الشباب بالنوبات التوترية الرمعية أثناء النوم على البطن أكبر بأربع مرات مقارنة مع كبار السن. كما كشفت مجموعة مؤلفة من 88 شخصا أن 86 % من الناس الذين تقلّ أعمارهم عن الأربعين يموتون فجأة أثناء النوم على بطونهم مقارنة ب 60% من الناس فوق سن الأربعين.

وأوضح James Tao "نحن لسنا متأكدين لماذا كان هذا أكثر شيوعاً عند الشباب؛ من المحتمل أن يكون السبب كونهم لوحدهم أثناء النوبة." ومن الجدير بالذكر أن هناك حوالي 326000 طفل أمريكي تحت سن 15 حالياً تم تشخيصهم بمرض الصرع.

ووفقاً لمؤسسة الصرع، فإن مريض الصرع الذي يعاني من النوبات التوترية الرمعية غالباً ما يفقد وعيه، كما أنه يعاني من تقلصات عضلية شديدة لكل عضلات الجسم تستمر دقيقة لثلاث دقائق يمكن أن تترافق مع صرخة، أوتغوط أوتبول أو زيادة في اللعاب أوازرقاق في الوجه، بعدها يعود المريض تدريجياً للوعي ولكن عادةً يشكو من تخليط وتعب وقد يغط في نوم عميق.

يقول James Tao "وعلى غرار حالات متلازمة الموت الفجائي للرضيع SIDS ، كثيراً ما قد يواجه البالغين صعوبة في الاستيقاظ بعد النوبات، وخصوصاً في حالات النوبات المعمّمة" ثم يضيف "النتائج التي توصلنا إليها تبرز استراتيجية هامة للوقاية من الموت المفاجئ في الصرع، حيث يمكن استخدام ساعات المعصم وأجهزة إنذار للسرير مصممة للكشف عن النوبات أثناء النوم قد تساعد في منع هذه الوفيات.

المصادر: هنا

هنا

حقوق الصورة: Shutterstock