الكيمياء والصيدلة > صيدلة

لقاح الإنفلونزا لهذا العام يؤَّمن حماية ضعيفة

يستمر موسم الأنفلونزا بالانتشار هذا للعام مع ارتفاع جميع المؤشرات الدالة على المرض في الولايات المتحدة الأميريكية.

فمع نهاية شهر كانون الأول 2014، شهدت نصف البلاد نشاطاً مرتفعاً للمرض ومن المتوقع استمرار ارتفاع لنشاط المرض وازدياد عدد الحالات لنهاية موسم الأنفلونزا.

ينتشر مرض الأنفلونزا في جميع أنحاء العالم وفي جميع أوقات السنة على نحو لا يمكن التنبؤ به، ويختلف توقيت الانتشار وشدة المرض وطول موسم الأنفلونزا من سنة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر.

حيث يبدأ موسم الانفلونزا في بداية تشرين الأول إلى نهاية شهر أيار ويشهد ارتفاعاً حاداً في الولايات المتحدة الأميريكية في أوائل شهر كانون الأول إلى نهاية شباط من كل عام.

يتوافر لقاح الأنفلونزا في المراكز الصحية والصيدليات ويختلف تركيبه من سنة لأخرى وقد سبق وتكلمنا عن آلية تصنيعه في مقالنا السابق هنا

حيث يختار الخبراء قبل شهور عديدة من الموسم ما هي أنواع الفيروسات التي من المحتمل انتشارها لموسم الأنفلونزا القادم ويبدأ تصنيع اللقاح وفق ذلك ليكون جاهزاً مع بدء موسم الانفلونزا ويوزع لجميع أنحاء العالم.

ولأخذ العلم فإن فيروس الأنفلونزا يتغير جينياً ويخضع لطفرات مستمرة تجعله فيروساً مختلفاً في كل موسم كما أنه يتغير خلال الموسم الواحد نفسه ولهذا يجب تحضير لقاح خاص بكل موسم، وبسبب هذه العوامل جميعها هناك دائماً احتمال ألا تتوافق كلياً مجموعة الفيروسات المختارة للقاح مع الفيروسات المتواجدة لأحد مواسم المرض.

بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإنَّ لقاح الإنفلونزا لهذا العام ليس فعالا ً بشكل كافي ،خاصة بين البالغين.

أظهرت نتائج دراسة شملت 2000 شخص بين الأطفال والبالغين في الولايات المتحدة، الأشخاص الذين حصلوا على لقاح الإنفلوانزا لهذا العام كانت نسبة زيارتهم للطبيب بسبب الأعراض أقل من 23% من الذين لم يحصلوا على اللقاح، وهذه النسبة هي أقل من النسب المحققة في الأعوام الماضية، فعلى سبيل المثال: خلال موسم الإنفلونزا بين عامي 2012-2013 خَفَّضَ اللُّقاح من زيارة الطبيب بسبب الإنفلونزا بنسبة 56%.

حسب الدراسة فإن القاح لهذا العام كان فَعَّالا ًّ عند الأطفال بينما لم يعط هذه الفعالية عند البالغين.

وقد أكدت النَّتائج صحة شكوك مسؤولي الصحة حول ضرورة إعطاء المصابين بالإنفلونزا وإذا كانوا من الأشخاص الذين لديهم خطورة عالية بالمعاناة من مضاعفات الانفلونزا علاجٍ مبكرٍ مع الأدوية المضادة للفيروسات، ويشمل هؤلاء الأشخاص: الأطفال الصغار، الحوامل، المسنين، الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة كالرَّبو والسُّكري والأمراض القلبية.

تنتمي معظم فيروسات الإنفلونزا المنتشرة هذا العام إلى سلالة تسمى H3N2، ولكن 70% منها مختلفة عن فيروسات السُلالة نفسها الموجودة في اللقاح، وذلك قد يكون غالبا ً نتيجة لتغيرات بسيطة في المادة الوراثية للفيروسات ضمن السلالة نفسها.

إنَّ عدم التَّطابق بين اللقاح والفيروسات الممرضة المنتشرة هو مايفسر ضعف فعالية اللقاح هذا العام.

رُغم ذلك، فقد أشار الباحثون إلى أن هذه النتائج تعتبر أولية ولازالت بحاجة لدراسات أوسع لنحدد بدقة مدى فعالية اللقاح.

وينصح مركز السَّيطرة على الأمراض بأخذ اللقاح لأنَّه قد يحمي من المرض في حال بدأت تسود سلالة فيروسات جديدة، كما أنه يخفف من حدة الأعراض في حال الإصابة.

وهو ماحدث في موسم 2012-2013 حيث أن المسنين الذين أخذوا اللقاح كانوا أقل عرضة لدخول المستشفى بسبب الإنفلونزا بنسبة 77% من أولئك الذين لم يأخذوه، ووفقا ً لدراسة نشرت في ذلك الوقت في مجلة الأمراض المعدية "Clinical Infectious Diseases".

المصادر:

هنا

هنا