تعريف علامتك التجارية: الخطوة الأولى في استراتيجيتك التسويقية

إن التعريف الدقيق لأعمالك هو خطوة أولى هامة جداً عند وضع وتطوير خطتك التسويقية.

لقد تم من خلال العديد من التجارب السابقة ملاحظة الكيفية التي يمكن من خلالها بناء تجربة خاصة بالعلامة التجارية ومقنعة لدرجة تقود إلى ولاء المستهلكين مع مرور الوقت. عبر تسليط الضوء على أساسيات تسويق العلامات التجارية الكبيرة أصبح بإمكان أصحاب الأعمال صغيرة الحجم تبني هذه الأساسيات لتكرار النجاح الذي حققته تلك العلامات التجارية الضخمة. ولكن قبل أن تبدأ ببناء تجربتك الخاصة مع زبائنك من خلال علامتك التجارية، عليك أن تقوم ببضع خطوات رئيسية لتعريف وتحديد نوع العلامة التجارية التي تريدها.

وللمضي في وضع الخطة التسويقية، لا بد أولاً من التحديد الواضح لأنواع الأعمال التي تقوم بها، أنواع المستهلكين الذين تستهدفهم وكيف ستستهدفهم، عليك أولاً أن تحدد ما هو سبب قيام هذه الشركة، وما هي أنواع المنتجات والخدمات التي يمكن للمستهلكين توقعها من شركتك. هذه الخطوة هي الخطوة الفعلية الأولى في عملية الترويج للعلامة التجارية.

للوهلة الأولى، يخيل لك بأن تحديد علامتك التجارية هو عملية سهلة وبسيطة، ولكنها على العكس، تتطلب جهداً مركزاً في البحث، واتخاذ القرارات وجمع المعلومات.

على سبيل المثال، شخص ما يريد أن يدخل عالم الأعمال بصفته محامي. قد تظن أن تحديد جوهر العلامة التجارية التي ستعرّف به عملية سهلة للغاية – ستقول هو شخص يمارس القانون، أليس كذلك؟

لبناء علامة تجارية حول هذه الممارسة، على المحامي أن يحدد بشكل مفصّل ما هي نوعية الممارسات القانونية التي يتخصص بها، وما هي نوعية العملاء التي يستهدفهم، وذلك قبل البدء بأي نشاط تسويقي مهما كان نوعه. وهو ما يعني أن على هذا المحامي تحديد ما هي المناطق التي يستطيع ممارسة مهنته فيها، وما هي أنواع الممارسات القانونية، وما هي نوعية الخدمات والعروض التي يمكن له تقديمها للعملاء.

عند تعريف علامتك التجارية، عليك بوضع أكبر كمية ممكنة من التفصيل والتوضيح حول هوية العلامة التجارية وتوصيف الأعمال التي تقوم بها، بحيث تتمكن من بناء تجربة واضحة ومحددة بعلامتك التجارية. ولمساعدتك على البدء، تجد تالياً 3 خطوات ستمكنك من الوصول إلى غايتك:

1- قم بجرد شامل لكل المهارات التي تمتلكها

لا بد في البداية من وضع لائحة بالمهارات التي تبرع بها، وما هي الأفكار أو المواضيع الأساسية التي تود أن تخطر ببال زبائنك المستهدفين عندما يتم ذكر علامتك التجارية. إن مجموعة المهارات المميزة التي تمتلكها هي أساس تعريف علامتك التجارية.

2- ما هي احتياجات زبائنك؟

بدءاً من تحديد مهاراتك الخاصة، عليك أيضاً بتحديد ما هي المهارات التي يحتاجها زبائنك على وجه الخصوص. قم بالتفكير في نوعية النشاطات أو المهارات التي تمتلكها والتي سيقوم زبائنك بطلب مساعدتك فيها. عليك بتعريف علامتك التجارية اعتماداً على قدرتك على تلبية هذه الطلبات والحاجات.

3- ركّز على ما يميزك

إنه من المهم لعلامتك التجارية أن تكون مميزة عن الخيارات المشابهة والمتاحة للمستهلكين. لا ننسى بالطبع، أن التجربة الخاصة بعلامتك التجارية ستقوم في نهاية المطاف بوضعك في خانة خاصة مختلفة عن غيرك، ولكن، التميز عن الغير يبدأ بتحديد السمات التي تميزك. فهدفك هو أن تتميز وتكون أفضل من منافسيك.

بالعودة إلى مثالنا عن المحامي، ليس كافياً أن يعرف نفسه بأنه "شخص يزاول القانون كمهنة" فحسب، إذ ينبغي أن يكون أكثر تحديداً ووضوحاً بالنسبة لزبائنه المستهدفين الذين قد يرون أعماله على أنها علامة تجارية مميزة. وبالتالي بدلاً من التعريف بنفسه على أنه " محامي يزاول القانون" من الأفضل أن يحدد " علامته التجارية" ويعرف عن نفسه بأنه " محامي مخلص متخصص بالقانون العائلي في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، يقوم بخدمة النساء اللواتي بحاجة للمساعدة في تجاوز الأوقات الصعبة في حياتهن ".

لاحظ مقدار الوضوح والتحديد في تعريفه هذا !

توازياً مع ضرورة توفير أكبر قدر ممكن من الوضوح، عليك أيضاً أن تكون حذراً من أن تضيق أعمالك ضمن نطاق محدود وذلك بتعريفك لعلامتك التجارية بشكل مقيد ومحكم. على سبيل المثال، إذا قام صالون لتصفيف الشعر بتعريف نفسه على أنه يقوم بالقصات القصيرة لشعر النساء. بذلك سيكون قد حجب نفسه عن الأعمال والفرص التي قد تأتي من الزبونات الطالبات لأنواع أخرى من قصات الشعر أو الخدمات الأخرى كتسبيل الشعر أو صبغه. أو حتى إبعاده عن شرائح أخرى من الزبائن كالرجال والأطفال.

إذا كان من المنطقي والضروري توفير تعريف محدد بشكل دقيق جداً في حال استهدافك في أعمالك لسوق صغير ومحدد جداً من الزبائن عليك أن تقوم بذلك مع وعي كامل للمخاطر أو الفرص التي قد تضيع مستقبلاً. أما في حال كانت أنشطتك وأعمالك كبيرة بما فيه الكفاية -بما يمكنك من تعريفها جيداً بشكل واضح ومحدد- وناجحة بنفس الوقت ففي هذه الحالة احذر من تقييد علامتك التجارية ضمن ذلك الصندوق الضيق الذي ذكرناه سابقاً.

الحيلة هنا تكمن في الموازنة بين التحديد، والتركيز، والتميز, مع القدرة على التوسع مستقبلاً. عند تعريفك لعلامتك التجارية، تأكد من وصفك لأعمالك بما يؤهلها للتوسع والنمو مع مرور الوقت.

المصدر

هنا