الطب > مقالات طبية

ينبوع الشباب يكمن في تفكيرك الخاص

يعتقد الكثير من الناس أن النضوج الفكري والتقيّد بالأعمال التقليدية أمرٌ جيد. ولكن هل هذا صحيح؟ هل من الأفضل أن نتقيّد بالتصرف بناءً على عمرنا الحقيقي أم أن نتصرف بحيوية بغضّ النظر عن عمرنا الحقيقي. هل من الممكن أن يكون التصرف بنضج مُضرّاً بصحتك؟

هل تَشعر أنّك أصغر سناً من عمرك الحقيقي؟

إذا كنت كذلك فأعلم أنّك قد تعيش لمدة أطول ممّا إذا كنت تشعر أنّك أكبر أو مساوٍ لعمرك الحقيقي.

وجد فريق من الباحثين البريطانيين أن العامل الأساسي للحياة الطويلة لا يعتمد على أي من الفيتامينات الداعمة. ويبدو أن الأشخاص الذين يشعرون أنهم أصغر سناً من عمرهم الحقيقي هم من يعيشون حياة أطول. فقد وجد الباحثون أن كبار السن الذين شعروا أنهم أصغر سناً من عمرهم الحقيقي بثلاث سنوات أو أكثر كانت معدلات وفياتهم أقل بشكل ملحوظ مقارنة بمن شعروا أنهم أكبر أو بنفس عمرهم الفعلي.

ووفقاً للبحث المنشور، فقد شارك بالدراسة حوالي 6489 شخصاً متوسط أعمارهم 65.8 سنة، وكان متوسط سن الإدراك الذاتي لديهم - أي العمر الذي يشعرون به- 56.8 سنة.

قال العدد الأكبر من البالغين والمشاركين في هذه الدراسة أنهم يشعرون أنهم أصغر من عمرهم الحقيقي، في حين صرّح نحو ربع المشاركين تقريباً أنهم يشعرون بنفس سنهم الحقيقي، و 4.8 بالمئة شعروا أنهم أكبر بسنة من عمرهم الحقيقي.

وقد اتضح أن مدة البقاء على قيد الحياة للمشاركين مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بسن الإدراك الذاتي لديهم. وكانت معدلات الوفاة للمشاركين على مدى زمن الدراسة -99 شهراً- كالتالي:

14.3 بالمئة للأشخاص الذين شعروا أنهم أصغر سناً من عمرهم الحقيقي (سن الإدراك الذاتي < العمر الحقيقي).

18.5 بالمئة للأشخاص الذين شعروا أنهم بعمرهم الحقيقي (سن الإدراك الذاتي = العمر الحقيقي).

24.6 بالمئة للأشخاص الذين شعروا أنهم أكبر من عمرهم الحقيقي (سن الإدراك الذاتي > العمر الحقيقي).

وعلّق الباحثون أنه على الرغم من أن هذه العلاقة قد وُجدت في كل من وفيات أمراض القلب والأوعية الدموية، إلا أنها لم توجد في المشاركين الذين لقوا حتفهم من مرض السرطان.

ومع أن السبب في ذلك لا يزال غير معروف بشكل واضح، إلا أنه من الواضح أن الحالة النفسية تُؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على الحالة الصحية، أو كما يقول البعض "العمر ما هو إلا حالة ذهنية" فهذه ليست المرة الأولى التي يلاحظ فيها العلماء أن الحالة الصحية للشخص تتأثر بشكل واضح بحالته النفسية.

إن العواطف غير السعيدة؛ كالحزن والأسى والإجهاد تؤدي إلى إفراز هرمونات قد تكون مُضرّة بصحة القلب. فالإجهاد والقلق يؤديان إلى زيادة نسبة هرمونات الإجهاد (أو التوتر stress hormones) بالدم، وإذا استمر ذلك لفترة كافية فسيؤثر بالتأكيد على صحة قلب صاحبه، وإضافة لذلك فإن هرمون الكورتيزول -أحد هرمونات الإجهاد - يقوم بإضعاف جهاز المناعة وبالتالي إضعاف مقاومة الأمراض. في النهاية يبدو أن التصرف بنضج أمر غير صحي دائماً.

وأخيراً، إذا كنت ممن يشعرون أنهم أكبر من عمرهم الحقيقي فلا داعي للقلق لأن ذلك لا يعني بالضرورة أنك ستموت مبكراً. الحزن والقلق يلعبان الدور الأساسي المرتبط بالشعور بالشيخوخة المبكرة، لذا فمن الأفضل لنا الاستمتاع بالحياة مهما كان عمرنا.

المصدر:

هنا

هنا

مصدر الصورة:

Shutterstock