الفنون البصرية > فن وتراث

على الطريق الواصلة بين الماضي والحاضر.. هكذا بدت القاهرة بريشة لويس كومفورت تيفاني

ترنو إلى قلبي موسيقى تنطلق من مداعبة أصابع لوتر عود في مقهى بسيط شعبي في إحدى شوارع القاهرة القديمة، وهو يعزف "تقاسيم نهاوند" فتسبح روحك في أرجاء المكان، الأمر الذي تفتقده على عتبات الحداثة والتطور، إنها قاهرة المعز، أرض الكنانة، المحروسة، أحاول أن أستعير عيني وقلب الرسام الامريكي "لويس كومفورت تيفاني" (1848 – 1933) وهو يرقب هذه القافلة الأفلة من أرض الجانب الجانب الحديث والفاره، بعد أن باعت بضاعتها المزجاة عائدة إلى منازلها تقاسي القيظ ووعورة الطريق، كان هذا المشهد الذي حبسه لويس في لوحته الزيتية في سنة 1872، وكان ذلك زمن الخديوي اسماعيل (1863 - 1879)، حيث مصر الحديثة طرقت الأبواب قبيل عامين من رسم هذه اللوحة؛ نتيجة شق قناة السويس التي ستصبح محط اهتمام البشرية جمعاء، تجمع رؤوس أموال المستثمرين على أرض شعبها الذي لا يملك أن يقتني بيتاً في الشقّ الحديث من مدينته وعاصمته يريحه من عذاب السير يومياً من البيت إلى سوق تصريف المنتجات.

تبدو أطراف مصر في اللوحة مغبَّرةً، طريقاً وعرة وخلفها مسجد محمد علي باشا الذي بُني ضمن قلعة القاهرة ما بين عامي 1830 - 1848 وتظهر مجموعة من القبب الصغيرة والمقامات، ليست إلّا مقابر المماليك، فعلى طول الطريق المؤدية بين المدينة الجديدة حيث الأسواق الحديثة وسعة العيش والمدينة القديمة حيث التاريخ والأصالة، نجد قبور المماليك مبعثرةٌ على جانبي الطريق. تُرى مالذي دفع هؤلاء العصبة من الناس إلى قضاء عمرهم متنقلين بين المدينة الحديثة والمدينة القديمة؟!

الجواب بسيط، إنهم يعيشون المعاناة نفسها في البحث عن سكن رخيص بعيد عن ارتفاع أسعار المعيشة في قلب المدينة الغنية، فنقضي عمرنا متنقلين ببين الريف والمدينة، بين ذلك المكان البسيط الذي يساعدك في الاقتصاد وبين هذا المكان الذي يقسو عليك ولا يعينك في نوائب الدهر

لوحة لا تزال معانيها موجودة في حياتنا، أبدعها لويس كومفورت تيفاني وتبلغ أبعادها 105.4 × 172.7 سم محفوظة في متحف بروكلين للفنون في نيويورك - الولايات المتحدة الامريكية، ناقلة معها عبر المحيطات منظراً مهيباً لعاصمة النيل، القاهرة.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا