الفنون البصرية > فن وتراث

حين يُصبح الفن علاجاً

باتَت النظرة إلى الفنون مختلفة عمّا كانت عليه في العقود الماضية، فالفن بكافة تجلّياته لا يقتصر على الناحية الجمالية والتعبيرية. ما قدر يثير مفاجأة البعض أن الفن هو أداة مؤثّرة في علاج اضطّرابات الصّحة العقلية.

ولنتوخى الدّقة في معلومتنا يمكننا القول بتعبير أدق أنّه بات يمكن للفن أن يُستخدم للمساعدة في التواصل والتغلب على التوتر، واستكشاف نواحي أخرى جديدة في حياتهم الشخصية.

وهذا ما يُدعى بــ: "العلاج عن طريق الفن" في علم النفس الحديث عن طريق استخدام أساليب وطرق فنّية لعلاج الاضطّرابات النفسية و تعزيز الصحة العقلية، وذلك من خلال دمج تقنيات العلاج النفسي مع العملية الابداعية لدعم الصحة العقلية.

وقد عرّفت الجمعية الأمريكية للعلاج بالفن* بأنه تخصص في العناية بالصحة العقلية يستفيد من الآلية(العملية) الابداعية في الفن لدعم وتعزيز الرفاهية الحسّية(الجسدية) والعقلية والعاطفية للأفراد من كافة الفئات العمرية.

بالاعتماد أساساً على أن العملية الابداعية تُعنى بالتعبير الفني عن الذات والذي يساعد الأشخاص في علاج وحلّ الصراعات والمشاكل وتطوير المهارات الفردية والسيطرة على السلوك والحدّ من التوتر والضغط وتعزيز الثقة بالنفس والوعي الذاتي وتحقيق البصيرة.

لكن متى نشأت هذهِ الطريقة الفنّية العلاجية !

بينما كان البشر يُسخّرون الفنون كطريقة للتعبير والتواصل والتعافي (الاستشفاء) لآلاف السنين، فإن العلاج بالفن بدأ بالتّشكل فقط خلال منتصف القرن العشرين.

فقد لاحظ الأطباء بأن الأشخاص الذين يعانون أمراضاً عقلية غالباً ما يعبّرون عن عن أنفسهم من خلال الرسومات والأعمال الفنية الأخرى مِما قاد العديد من الأطباء لاستكشاف(تحري) إمكانية استخدام الفن كتقنية علاجية ومنذ ذلك الحين أصبح الفن جزءاً هاماً من الحقل العلاجي وبات يستخدم في بعض التقييمات والتقنيات العلاجية.

متى يُستخدم هذا النوع من العلاج؟

يمكن استخدامه لعلاج طيف واسع من الاضطّرابات والصراعات العقلية والمحن النفسية ،وفي بعض الحالات يمكن أن يستخدم إلى جانب أساليب علاجية أخرى كالجلسات العلاجية الجماعية والعلاج السلوكي المعرفي.

وهذه بعض الحالات التي يمكن الاستفادة من الفن كعلاج:

1)- الأطفال الذين يعانون صعوبات في التعلم.

2)- البالغين الذين يعانون من التوتر والضغط الشديدين.

3)- الأطفال الذين يعانون من مشاكل سلوكية أو اجتماعية في المدرسة أو المنزل.

4)- الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية.

5)- الأشخاص الذين خضعوا لجراحة في الدماغ.

6)- الأطفال والبالغين الذين تعرضوا لصدمة

أمّا عن آلية عمل العلاج بالفن فيمكن للمعالج أو المختص أن يستخدم أشكالاُ متنوعة من الفنون كالرسم أو التلوين ،النحت أو الكولّاج(اللصق) مع المستفيدين سواء كانوا من شرائح عمرية فتية أو متقدمين في السن، والذين عانوا من صدمات أو أذى وعنف جسدي أو عنف منزلي كذلك هؤلاء الذين عانوا من القلق أو الاكتئاب أو من مشاكل نفسية أخرى مستفيدين من التعبير الابداعي عن أنفسهم.

وحري بالمشافي وعيادات الصحة العقلية الخاصة والمدارس ومنظمات المجتمع الأهلي(المدني) جميعها أن تصبح مؤهلة لتوفير خدمات العلاج بالفن لديها.

قد تتساءل كيف لجلسة العلاج بالفن أن تختلف عن أي صف فنون عادي؟

في أغلب جلسات العلاج بالفن يكون التركيز فيها على الخبرة الذاتية: مشاعرك ،تصوراتك ،ومخيلتك.

في حين أن العلاج بالفن قد يتضمن تعليماً وتدريباً على مهارات أو تقنيات فنية ،يأتي التأكيد بالعموم بداية على التطوير والتعبير عن الصور التي تأتي من داخل الفرد (الشخص) أكثر من تلك تأتي يراه\تراه في العالم الخارجي.

ففي حين أن بعض صفوف الفنون التقليدية قد تطلب اليك أن تلون أو ترسم من مخيلتك،فإن جلسة العلاج بالفن تولي الأهمية لعالمك الداخلي من صور ومشاعر ورؤى وأفكار دوماً.

المصدر:

هنا

The Art therapy Source book - Cathy Maldiochi

هنا

مصدر الصورة:

هنا|

هنا

هنا