الغذاء والتغذية > مدخل إلى علم التغذية

مصير الدهون التي يخسرها الجسم

عالمياً،تُعتبر البدانة(السُمنة) ظاهرةً شائعةً و منتشرة على نحو واسع،و أكثر ما يَهم أخصائيو التغذية معرفة مصير الدهون الزائدة التي يفقدها الجسم عند إتباع نظام غذائي صحي لإعادة الوزن إلى وضعه الطبيعي،وكان الاعتقاد الشائع أنَ الدهون هذه تخضع لعمليات استقلابية عند خسارة الوزن متحولةً إلى طاقة أو حرارة يستهلكها الجسم.

بقيَ هذا التعليل سائداً حتى آخر دراسة توصل إليها فريقٌ من الباحثين في استراليا حيث وجدوا بأنَ معظم الدهون تُطرح إلى خارج الجسم عبر التنفس على شكل غاز ثاني أكسيد الكربون بعملية الزفير!

قد يبدو هذا التفسير غريباً بعض الشيء أو غير منطقي، نظراً إلى أننا لا نستطيع رؤية غاز ثاني أكسيد الكربون التي يزفرهh الجسم (أي التي يخرجها بعملية الزفير) و إليكم التوضيح :

وجد الباحثون بأنَ كل 10 كغ من الدهون التي يخسرها الجسم يتحول منها إلى 8.4 كغ من غاز ثاني أكسيد الكربون تُطرح بعملية الزفير ، و إلى1.6 كغ من الماء تُطرح من خلال عمليات التعرَق،طرح الفضلات(البول و البراز)،التنفس، الدموع وسوائل الجسم الأخرى.

المبدأ الذي اعتمده الباحثون خلال العمل و التي رأوا أنَ التعليلات التي كانت سائدةً لتفسير مصير الكتلة التي يفقدها الجسم و الدهون كانت تُخالفه هو مبدأ حفظ الطاقة الذي يقول:"الطاقة لا تُفنى ولا تُخلق من عدم إنما تتحول من شكل إلى شكل آخر".

ففي الدراسة التي أُجريت بعد الحصول على نتائج الاستبيان الذي شمل 150 طبيباً و أخصائي تغذية والتي أظهرت أنَ أكثر من 50% منهم يعتقدون بتحول الدهون إلى طاقة أو حرارة،قام الباحثون بحساب نتائج التفاعلات البيولوجية الحيوية الناتجة عن عملية خسارة الوزن وفق الآتي:

تم احتساب الوزن الناتج عن عملية تحوَل الكربوهيدرات و البروتينات التي نتاولها و التي يقوم الجسم بتحويلها من خلال العمليات الاستقلابية إلى دهون ثلاثية triglycerides ( تتألف البنية الجزيئية لهذه الدهون من كربون، هيدروجين و أكسجين)، ولاحقاً يقوم بتخزينها ضمن الخلايا الدهنية على شكل قطرات دهنية، و تعتمد خسارة الوزن على تحطيم هذه الدهون الثلاثية، وهنا وجد الباحثون أنه لتحطيم 10 كغ من الدهون يلزم استنشاق 20 كغ من الأكسجين(O2) وحرق 49.000 سعرة حرارية وينتج عن هذه العملية:28 كغ من غاز ثاني أكسيد الكربون((CO2 و 11 كغ من الماء(H2O)،ومن هنا وجدوا بأنَ الرئتين هما الجهاز الأساسي الذي تُطرح عبره الدهون حيث يتم طرح 84% منها عبر عملية الزفير على شكل غاز ثاني أكسيد الكربون و ماتبقى 16% يتحول إلى ماء.

توضح الصورة التالية التفاعلات السابقة

قد يخطر ببال بعضكم بعض الأسئلة:

- هل يمكن للتنفس العميق أن يُسهم وحده بخسارة الوزن ؟

الإجابة هي لا، فزيادة عمليات التنفس عن المعدل الطبيعي الذي تحتاجه العمليات الاستقلابية في جسم الإنسان يُسبب فرطاً في التنفس؛ مؤدياً إلى الدوخة،زيادة معدل ضربات القلب و فقدان الوعي.

ففي حالة الراحة، يتنفس الإنسان في الدقيقة الواحدة 12 مرة( أي يقوم بعملية الشهيق و الزفير 12 مرة)،أي في اليوم الواحد 17،280 مرة وفي كل عملية تنفس يقوم بها الجسم يحتاج إلى 10 ملغ من الكربون، وتساعد الرياضة في تحطيم المزيد من الدهون و طرح المزيد من غاز ثاني أكسيد الكربون .

- سؤال آخر: هل تؤثر خسارة الوزن على ازدياد ظاهرة الاحتباس الحراري بسبب غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عنها؟

الإجابة هي لا، فذرات الكربون التي يزفرها جسم الإنسان عبر عملية التنفس تنطلق إلى الغلاف الجوي بعد أشهر أو سنوات من احتجاز النبات لها ضمن الأغذية التي يُنتجها.

أخيراً،أوصى الباحثون بضرورة إدراج هذه المفاهيم في مناهج الدراسة لتصحيح المعلومات الخاطئة حول آليات فقدان الوزن بين الناس و حتى المختصين.

المصادر:

هنا

هنا

مصدر الصورة: هنا