الطب > مقالات طبية

موت الأم دماغياً ..هل يلغي حق الجنين في الحياة؟

الحق في الحياة..

إذا اعتبرنا أن الحق في إنهاء حياة الجنين هو خَيارٌ للأم، ماذا سيحدث إن لم تعد الأم قادرةً على اتخاذ هذا القرار؟ هذا ما كان الحال عليه بالنسبة لسيدةٍ في أسبوعها الـ 23 من الحمل، والتي انتهت حياتها فجأةً بسبب إصابتها بنزيف في الدماغ في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي. وبناءً على طلب من عائلتها، أبقى الأطباء على حياة الأم بواسطة أجهزة الإنعاش لفترة كافية أملاً في إنقاذ حياة طفلها.

هذه المرأة – التي تم إخفاء هويتها- هُرِع بها إلى المستشفى بعد تعرضها لنزيف حادٍ في الدماغ، إلا أن الأطباء، وللأسف، لم يتمكنوا من إنقاذ حياتها. وقد ذكرت صحيفة ديلي ميل Daily Mail أن عائلتها طلبت أن يُحافَظ على جسدها على قيد الحياة لفترةٍ كافيةٍ حتى تتم ولادة الجنين.

بعد تسعة أسابيع، وبعد بقاء المرأة على قيد الحياة باستخدام الأجهزة الداعمة للتنفس وتدفق الدم، قام فريقٌ من الأطباء بإخراج الطفل من رحم أمه بعمليةٍ قيصرية. الجدير بالذكر أن المولود كان ذكراً ويزن مايقارب 4 باونداتٍ (1.8 كغ) وبصحةٍ جيدة.

وصرّح أحد الأطباء العاملين في مستشفى ميلانز سان رافاييل Milan’s San Raffaele hospital قائلاً: "على الرغم من الفرح بهذا الإنجاز، إلا أنه لا يمكننا أن ننسى ألم الأسرة على فقدانهم لابنتهم الشابة".

على الرغم من أن الحفاظ على هذه الأم على قيد الحياة لفترة كافية لإنقاذ طفلها كان قراراً سهلاً من قبل المستشفى، ولكن ماذا كان سيحدث لو لم تكن عائلتها ترغب في ذلك؟ هذا تحديداً ما حدث في دُبلن، إيرلندا.

في الوقت نفسه في إيرلندا، تتم محاولة إبقاء امرأة متوفية دماغياً على قيد الحياة وهي في أسبوعها الثامن عشر من الحمل، وذلك من أجل الحفاظ على حياة طفلها الذي لم يولد بعد، رغم إصرار والديها على أن هذا مخالفٌ لرغبتهما الشخصية، حسب ما ذكرت صحيفة الإندبندنت The Independent Ireland. فقد أعرب والداها عن رغبتهم في أن يتم نزع الأجهزة الطبية الداعمة للحياة عن ابنتهما على الرغم من معرفتهما أن هذا الفعل كفيلٌ بإنهاء حياة حفيدهما.

ورغم كون اتخاذ القرار بنزع الأجهزة الداعمة للحياة هو قرارٌ سهل التنفيذ، إلا أن القوانين الصارمة والمقيِّدة للإجهاض في إيرلندا تجعل الوضع صعباً بعض الشيء. ففي إيرلندا، يُعتبر الإجهاض غير قانونيٍ إلا إذا كانت حياة الأم في خطر أو كان الجنين يعاني من شذوذ مُهدِّد للحياة كالتشوهات الخِلْقية.

ونظراً لعدم وجود أي من الأسباب المُوجِبة للإجهاض في هذه الحالة، فإن الأطباء مُطالَبون -قانونياً- بعمَل كل ما يمكن عملُه للمحافظة على حياة الجنين، حتى وإن عنى ذلك إبقاء الأم موصولةً على جهازٍ للتنفس ضد رغبة والدَيها.

وحسب صحيفة الإندبندنت، يسعى الوالدان قانونياً لنزع الأجهزة الداعمة عن ابنتهما، ويُذكر أن المحكمة العليا في دبلن ستتخذ القرار النهائي في إبقاء الأم على قيد الحياة أم لا.

تحديث:

قضت المحكمة العليا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي (2014) أنّ للأسرة الحقَّ في إيقاف الأجهزة الداعمة للحياة عن ابنتهم المتوفاة دماغياً، مما يعني أن الأم وطفلها قد توفيا منذ ذلك الحين.

توضيح:

يمكن للمريض الميت دماغياً أن يبقى حياً مدى حياته بوساطة الأجهزة الداعمة، إلا أنه لن يتمكن من الحياة بعيداً عنها، خصوصاً أن الموت الدماغي قد حدث، وليس من الممكن عكسه بأي شكل من الأشكال.

عادةً يكون قرار نزع أجهزة الإنعاش للأوصياء على المريض، إلا أن القوانين تختلف وتتنوع بحسب البلدان والحالات الطبية المرافقة.

المصدر:

هنا

مصدر الصورة:

Shutterstock