الفيزياء والفلك > فيزياء

محمد عبد السلام (1926-1996)

ولد محمد عبد السلام في مدينة جهانغ في الباكستان بتاريخ 29 كانون الثاني /يناير عام 1926. في عُمر الرابعة عشر حصل على أعلى علامة تم تسجيلها في امتحان القبول لجامعة بنجاب، و على اساسه نال منحة

دراسية في الكلية الحكومية،حصل على درجة الماجستير في 1946 ، و في نفس العام حصل على منحة دراسية لكلية سانت جون، كامبريدج،حيث نال درجة البكالوريوس (مع مرتبة الشرف) في الرياضيات والفيزياء عام 1949 ، وفي عام 1950 حصل على جائزة سميث من جامعة كامبريدج للمساهمة الأكثر تميزا في الفيزياء في مرحلة ما قبل الدكتوراه ، و حصل أيضا على شهادة الدكتوراه من جامعة كامبريدج في الفيزياء النظرية ، و نشرت أطروحته التي تضمنت الأعمال الأساسية في الإلكتروديناميك الكمومي عام 1951 . و التي أكسبته سمعة دولية.

عاد إلى الباكستان في نفس العام كي يقوم بتدريس الرياضيات في جامعة لاهور الحكومية ، وفي 1952 أصبح رئيساً لقسم الرياضيات في جامعة بنجاب. كان يأمل عند عودته أن يؤسس مدرسة للأبحاث هناك، و لكن اتضح له فيما بعد أن ذلك مستحيل، لذلك كي يتمكن من أن يتابع دراساته في الفيزياء النظرية اضطر إلى مغادرة بلاده و العمل في الخارج. بعد عدة سنوات تمكن من حل معضلة كانت تواجه العديد من الفيزيائيين النظريين في البلدان النامية آنذاك. فقام بإنشاء المركز الدولي للفيزياء النظرية (ICTP) في ايطاليا ، حيث سمح للفيزيائيين الشباب قضاء عطلاتهم هناك في جو نشيط و على اتصال وثيق بين نظرائهم في مجال البحث و مع القادة الرواد في ذلك المجال ، دون شعورهم بالوحدة و الانعزال ، و العودة إلى بلادهم لإكمال العام الدراسي هناك و هم بكامل النشاط.

في عام 1954 غادر باكستان ليصبح محاضراً في جامعة كامبريدج ، و منذ ذلك الحين أصبحت زياراته لباكستان كمستشار في السياسة العلمية ،ولكن مع ذلك كانت مساهماته للباكستان بعيدة المدى ومؤثرة. كان عضوا في لجنة باكستان للطاقة الذرية ، و عضواً في اللجنة العلمية في الباكستان ، بالإضافة لكونه المستشار العلمي الأول لرئيس البلاد. و منذ 1957 شغل منصب أستاذ في الفيزياء النظرية في Imperial College في لندن ، و منذ 1964 شغل وظيفة ثانية في نفس الوقت بصفته مدير المركز الدولي للفيزياء النظرية .

لأكثر من أربعين عاما كان الباحث الأكثر تبحراً في فيزياء الجسيمات الأولية ، حيث كان رائداً في هذا المجال و ارتبط اسمه مع جميع التطورات المهمة فيه ، مع الحفاظ على التدفق المستمر للأفكار الخصبة في هذا المجال ، بحث في مجال جسيمات النيوترينو وتطوير نظرية التفاعل الكهرضعيف (الوصف الموحد للقوتين النووية الضعيفة والكهرومغناطيسية) وبالاشتراك لاحقا مع شيلدون غلاشو وستيفن واينبيرغ استفادو من الآلية التي اقترحها بيتر هيغز (اقترحها لتفسير كتلة بعض الجسيمات الأولية) لتطوير نموذجهم المعياري لفيزياء الجسيمات. وفي عام 1979 تم منح جائزة نوبل للعلماء الثلاثة بعد التأكيدات التجريبية التي تتفق مع ما تنبأ به نموذجهم.

على مدى سنوات عديدة ساهمت سمعة عبد السلام الأكاديمية في إضافة إضفاء وزن كبير على مشاركاته الفعالة والمؤثرة في الشؤون العلمية الدولية. وشارك في عدد من لجان الأمم المتحدة المعنية بتقدم العلوم والتكنولوجيا في البلدان النامية. لمجاراة النشاطات الكبيرة الذي كان يساهم بها ، كان البروفيسور عبد السلام يحذف الأمور التي يراها غير ضرورية من جدوله كالعطلات و الحفلات ووسائل الترفيه. وأمام التزامه وتفانيه كان من الصعب على موظفي المركز التذمر من ساعات العمل الطويلة المتعبة التي كانوا يقوموا بها. كان له أسلوبه في إبقاء موظفي المركز فعالين في اداء مهمتهم المتمثلة في تطوير الفيزياء النظرية عبر الدعم والتدريب الذي يقدمه المركز. انفق محمد عبد السلام الأموال التي حصل عليها من ميدالية وجائزة Atoms for peace في إنشاء صندوق لطلاب الفيزياء الباكستانيين ليتمكنوا من زيارة المركز الدولي للفيزياء النظرية ، كما أنفق أيضاً نصيبه من جائزة نوبل لصالح الفيزيائيين من الدول النامية ، دون أن ينفق فلسا واحدا منه على نفسه أو عائلته.

بفضل ما قدمة محمد عبد السلام تخرج العديدين من الفيزيائيين اللامعين في البلدان النامية من المركز الدولي للفيزياء النظرية ICTP كما يستمر المركز سنوياً بتقديم الفرص لطلاب الفيزياء المتميزين من هذه البلدان.

توفي عبد السلام في أوكسفورد عام 1996 ودفن في الباكستان.

المصدر:

هنا

هنا Salam/5PPW-presentaion on Salam-Riazuddin.pdf