الهندسة والآليات > المركبات والآليات

السيارات الناطقة: هل ستكون نسبة حوادث السير (0 %)؟

أ : كيفك ؟

ب : منيح، وأنت ؟

أ : تمام، بس تعبت اليوم كتير من القعدة ورا الدركسيون.. فتلت البلد يا زلمة!

ب: لك نيالك .. أنا ما طلعت وما اشتغلت اليوم أبدا.

الكل يتوقع أن يدور حوار كهذا بين شخصين ... بس هل من المعقول أن يكون (أ) و (ب) سيارات ؟؟ دعونا نتعرف من خلال هذا المقال على السيارات الناطقة فيما بينها.

قبل عدة سنوات ، قدمت شركة سيارات بريطانية تسجيل صوتي تعليمي خاص مع السيارة أطلقوا عليه :" من يحتاج تابلو/ عدّاد ناطق ؟" و ذلك لتسخر من فكرة التخاطب بين السيارات بعضها البعض.

أما الآن وللمرة الأولى، تم قطع عهد لبناء سيارة قادرة بالفعل على التكلّم و إن يكن فقط مع السيارات الأخرى. تسمّى هذه التقنية –الإتّصال المركبي المركبي – (V2V) Vehicle to Vehicle Communications التي ستصدر قريبا من إنتاج شركة جنرال موتورز (General Motors) الأمريكية التي تتمتع بشهرة واسعة تمكّنها من الترويج لهذه التقنية. جنرال موتورز تريد إتقان و ترويج هذه التقنية بعد ترويج بعض الاشاعات التي تقول أن الشركة ﹹيمكن أن ﹹتواجه نهاية حقبة الإزدهار في مبيعاتها التي ساعدت الشركة على النهوض و الهرب من الإفلاس، علاوة على المشاكل القانونية التي لاحقتها في طريقة عمل السيارة وتحديداً في نظام التشغيل.

يقول المدير التنفيذي للشركة بأن السيارة الناطقة الأولى - و التي ستكون من نوع كاديلاك -(Cadillac) ستظهر إلى العلن في صالات العرض في نموذج عام 2017 وذلك في المؤتمر العالمي لأنظمة النقل الذكية.

أحد الأسباب الأخرى وراء ابتكار هذه التقنية هو صدور قرار من الحكومة الفيدرالية الأمريكية والذي يقضي بأن تتبادل جميع السيارات الجديدة معلومات عن الأمان و أوضاع حركة المرور. ﹹيذكر أنه لن يسري مفعول القرار قبل عام2016 ، لذلك يتوجب على الشركة إما أن تتأخّر في إنجاز عملية التصميم (Design Process) لنظامها الخاص، أو ان ﹹتحتّم على كل المنافسين الصناعييّن أن يحذو حذوها .

من المرجّح أن تتواصل السيارات مع بعضها بالاعتماد على تقنية RF أو (Radio Frequency) وذلك بالاعتماد على إشارة ترددية راديوية تدل على إشارة كهرومغناطيسية لاسلكية محددة*، ولكن يعتقد بعض الباحثين في مجال التكنولوجيا أن اتصالات الضوء المرئي - باستخدام الكاميرات السطحية المحمولة و مصابيح LEDالأمامية المُعدلة(Modulated LED Headlights) والأضواء الخلفية- تبدو أكثر منطقية.

من المُعتقذ أن يكون حال –الكاديلاك المتكلّمة Chatty Caddy- من نفس حال أول جهاز تلفون، حيث لن يوجد أحد للتحدث معه إلّا في حال استطاعت البلاد أن تقوم بتنصيب إشارات طرقية تفاعلية قابلة للتواصل وممرات مشاة وتجهيزات طرقية تفاعلية أخرى. هذا سيُمكّن من الاتصال (المركبي - البني التحتي Vehicle-to-Infrastructure Communication ) و بالتالي سوف يكون من الممكن التكلّم إلى الحائط! سيُحب المُستهلكون الذين يتأقلمون بسرعة شراء هذه السيارة، بغض النظر عن محدودية الفرص المتاحة لتجربتها مع أدوات أخرى، لأنها ستكون السيارة الأولى المُجهّزة بتقنية القيادة الخارقة (Supercruise) والتي هي نوع من أنواع القيادة التلقائية. سيمثّل هذا رد شركة جنرال موتورزعلى نظام ديسترونيك الجديد (Distronic System) من شركة مرسيدس بنز (Mercedes Benz) المستخدم في سيارات طراز S-Class (نظام يبقيك تلقائيا على مسافة آمنة من السيارة التي أمامك وله مساهمة رئيسية في التقليل من خطر حوادث الإصطدام الخلفي من خلال تحديد الحالات المُحتمل أن تكون خطرة والإستجابة لها وفقا لذلك).

بذلك ستخطو شركة جنرال موتورز خطوة ملحوظة في ميدان –السيارة الروبوتية Robocar– ليس فقط في الحفاظ على مسار السيارة مع ترك مسافة بينها وبين السيارة الموجودة أمامها، بل تجاوزها في حال كانت الظروف متاحة ذلك.

الجدير بالذكر أن شركة مرسيدس تعمل أيضاً على نفس الفكرة، فقد قام مهندسوها في مختبرات الشركة بإجراء تجربة على سيارة قامت بتجاوز سيارة بطيئة أمامها من تلقاء نفسها خلال سيرها في مدينة شتوتغارت الألمانية .

يبدو أن دمج تقنيات الاتصالات بالقيادة التلقائية منطقياً و أكثر فعالية، حيث يمكن أن تقود السيارة التي تتمتع بالتحكم الذاتي بشكل آمن أكثر وذلك عبر التواصل والتنسيق مع جيرانها ويمكنها أيضا تحديد طريق ومسار أفضل لنفسها عندما يمكنها رؤية العالم من منظور السيارات الأخرى بالإضافة إلى منظورها .

بعد قراءة المقال، باعتقادكم ما مدى أهمية هذه التقنية؟ هل يمكن ان تطبيقها في البلاد العربية؟

المصادر:

هنا

هنا

مصدر الصورة:

هنا