الهندسة والآليات > الروبوتات

هل من الممكن أن نصل إلى الخلود بصورة رقمية؟

من منكم شاهد فيلم ترانسيندنس Transcendence لجوني ديب و كيف بقي على قيد الحياة على شكل عقلٍ ضمن الحاسوب؟؟ هل من الممكن أن يصبح هذا الأمر حقيقة ؟؟ لنقرأ المقال ونعرف أكثر عن الموضوع .....

هل من الممكن أن نصل إلى الخلود بصورةٍ رقمية؟

يعتبر الدماغ بشكل عام مجموعة من الإشارات الكهربائية، وإذا تمكنا من الوصول إلى طريقةٍ لفهرسة هذه الإشارات فمن الممكن أن يصبح تحميل العقل البشري على الحاسوب أمراً ممكناً نظرياً، وبذلك نصل إلى فكرة إبقاءه حياً بشكل رقمي إلى الأبد مثل جوني ديب في فيلم ترانسيندنس، لكنه ليس مجرد خيال علمي حتّى وإن كان هذا أمر يصعب تطبيقه حالياً على البشر، وفي حال تمّ فإنه سيواجه العديد من الحواجز، ولكن هذا تمّ فعلاً على الديدان!..

 تمكّن فريق من الباحثيين من تطبيق هذه التقنية على ديدان "Caenorhabditis elegans".

تعد الـ C. elegans أحد أنواع الديدان الخيطية التي تمت دراستها وتحليل جيناتها وجهازها العصبي بشكل موسَّع من قِبل العلماء. وقد قام باحثون برسم وتعيين خريطة الاتصال العصبية "connectome" بشكلٍ دقيق بين الـ 302 خلية عصبية الموجودة تحت جلد الدودة الشفاف، وقاموا بمحاكاتهم على شكل برمجيات لكي تتم زراعة جهاز الدودة العصبي في روبوت ليغو "Lego Mindstorms EV3".

كان الهدف الأساسي من المشروع هو استنساخ دودة C. elegans على شكل كائن حيٍّ افتراضي، ولكن تمكن العلماء في الوقت الحالي من محاكاة دماغ الدودة فقط وتحميله على روبوت ليغو.

يمتلك الروبوت أجزاء مكافئة لأعضاء الدودة، كما يستخدم هذا النموذج حزم (UDP User Datagram Protocol) لتنبيه الخلايا العصبية، فعلى سبيل المثال تم توصيل حساس للأمواج فوق الصوتية ضمن الروبوت ليعمل كرديف لأنف

الدودة (لتحسّس المسافة أمام الروبوت) ومحركات على كلا جانبي الجسم لتعمل كعصبوناتٍ محركة. وفي حال اقترب الروبوت من أي جسم ضمن مجال (20 سم) تتنبّه العصبونات الحسية بحزم UDP.

ونستطيع أن نرى في الفيديو المرفق كيف يتحرك الروبوت، ليتوقف ثم يتحرك من جديد في الاتجاه المعاكس.

المدهش في ذلك أن الروبوت يتصرف بشكل كبير مثل الدودة، فمحاكاة أنف الدودة تجعله يتوقف عند الاقتراب من أي جسم، كما أن لمس حساس الطعام يجعله يتحرك إلى الأمام، ويتم كل ذلك بدون أي تعليمات أو أوامر يتم برمجتها في الروبوت، وإنما تحميل دماغ دودة C. elegans كبرمجيات على الروبوت هو المسؤول الوحيد عن هذه الحركات.

لا تزال هذه المحاكاة غير مطابقة تماماً لدماغ الدودة، فقد اضطر العلماء إلى تبسيط العملية التي تنبه الخلايا العصبية الصناعية. ولكن تبقى الفكرة المدهشة أن الروبوت يتحرك و يتوقف عن الحركة قبل أن يصطدم بجسم غريب و يغير اتجاهه فقط باستخدام شبكة من الروابط العصبية تحاكي دماغ دودة.

يسعى العلماء في الوقت الحالي إلى إيجاد طريقة لتعيين الروابط في دماغ الإنسان وإيجاد خريطة الاتصال العصبية " connectome".

فحتى إن لم نرغب بتحميل عقولنا على أجهزة الحواسيب، إلا أن القدرة على محاكاة دماغ الإنسان قد تساهم بتطوير الذكاء الصنعي و الحواسيب بشكل كبير جداً.

المصادر:

هنا

هنا

مصدر الصورة:

هنا