القهوة وعلاقتها بسرطان الميلانوما

يُعدّ *سرطان الميلانوما الخبيث السبب الرئيسيّ للوفيات الناجمة عن سرطانات الجلد في الولايات المتحدة، ويحتلُّ المرتبة الخامسة بين السرطانات من حيث الانتشار، كما جاء عن الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية أنّ الميلانوما قادرةٌ على الانتشار السريع في الجسم ما لم يتمَّ كشفها باكراً وهذا ما يجعلها من السرطانات القاتلة.

ما هي علاقة القهوة بهذا المرض الخطير؟

لقد اقترحت دراساتٌ سابقةٌ أنه من بين فوائد القهوة العديدة الوقاية من **سرطانات الجلد غير الميلانوما (non-melanoma)، ولكن الدراسة الجديدة المنشورة في مجلة JNCI: Journal of the National Institute تُظهر أن استهلاك القهوة يُقلل من خطر الإصابة بالميلانوما الخبيثة.

لنعرف أكثر ما هي تفاصيل هذه الدراسة...

قام فريقُ الباحثين بجمع البيانات المتعلقة بـ 447.335 شخصاً غير مصابين بأيِّ نوعٍ من السرطانات وقد شملت هذه البيانات عدة نقاط من بينها: معدَّل استهلاك القهوة، معدَّل التعرض للأشعة فوق البنفسجية في مكان إقامتهم، ***مُشعر كتلة الجسم BMI، الجنس، النشاط الفيزيائي، استهلاك الكحول والتدخين.

وبعد متابعة هؤلاء الأشخاص لعشرِ سنواتٍ لاحقةٍ، تمَّ اكتشاف 2904 حالة ميلانوما خبيثة، إضافةِ إلى 1874 حالة ميلانوما موضعيّة melanoma in situ (المرحلة المبكرة من الميلانوما)، وبالنتيجة تبيَّن أنّ خطر الإصابة بالميلانوما عند الأشخاص الذين يستهلكون القهوة كان أقلَّ بالمقارنة مع أولئك الذين لا يشربون القهوة.

كما وجد الباحثون أنّ الأشخاص الذين يشربون أربعة أكوابٍ من القهوة يومياً يقلِّلون خطرَ إصابتهم بالميلانوما الخبيثة بحوالي 20%، ولكن ذلك لم ينطبق على الميلانوما الموضعيّة، ممّا يشير بدوره إلى اختلافٍ بالآلية الإمراضية بينهما، أو إلى دور القهوة في تثبيط تطور الميلانوما فقط، ويجب الإشارة إلى أنّ الترابط العكوس بين القهوة التي تحوي كافئين والميلانوما الخبيثة، لا ينطبق على القهوة التي لا تحوي كافئين وفقاً لنتائج الدراسة.

لكن هل يقتصر دور القهوة على تقليل خطر الميلانوما فقط؟!

أشارت دراساتٌ سابقةٌ إلى أن احتساء أربعة أكوابٍ من القهوة يومياً يقلِّل خطر الإصابة بمرض ألزهايمر بنسبة 20%، ويقلِّل خطر الإصابة بالنمط الثاني من الداء السكري بنسبة 25% أيضاً.

ولكن تبقى نتائج هذه الأبحاث غير مؤكَّدةٍ، ونحتاج إلى مزيدٍ من الدراسات قبل التأكيد على أنّ زيادة استهلاك القهوة وسيلةٌ ناجعةٌ للوقاية من السرطان.

وتؤكِّد الأكاديمية الأمريكية لطبِّ الجلد أن أفضل الطرق لتقليل وفيات الميلانوما، تكمن في تثقيف الناس حول كيفية فحص جلدهم والانتباه إلى العلامات المُنذرة التي قد تطرأ على أي شامةٍ جلديةٍ كازدياد حجمها أو تبدُّل لونها أو حدودها أو ارتفاعها أو عدم تناظرها.

الحواشي:

*سرطان الميلانوما: أخطر أنواع سرطانات الجلد، يتطور في الخلايا الصّباغية (melanocytes) وهي الخلايا التي تُنتج صباغ الميلانين الذي يعطي الجلد لونه.

** سرطانات الجلد غير الميلانوما Non-melanoma: يقصد بها السرطانة حرشفية الخلايا Squamous cell carcinoma وسرطانة الخلايا القاعدية Basal cell carcinoma.

*** BMI مُشعِر أو مؤشر كتلة الجسم: ويساوي وزن الشخص مقسوماً على مربع الطول مقدراً بالمتر.

المصدر:

هنا...

مصادر الحواشي:

هنا

مصدر الصورة:

هنا