الطب > مقالات طبية

سنة كاملة لم يعرف فيها شلل الأطفال طريقاً إلى سوريا

ها هي سنتان قد مرَّتا منذ 21 كانون الثاني 2013 الذي شهد آخر حالة شلل أطفال تمَّ الإبلاغ عنها في سوريا، حيث أنه منذ أن تمَّ تأكيد أول حالةٍ في شهر تشرين الأول 2013 بدأت سلسلةٌ مكثَّفةٌ من حملات التلقيح ابتداءً من الشهر نفسه، ويعود هذا الإنجاز الكبير إلى جهودٍ جبَّارةٍ قد بُذلت من قبل المشاركين في التصدي للفاشية المنتشرة.

علماً أنه قبل هذا التفشي لم تُسجَّل في سوريا أية حالةٍ مصابةٍ بفيروس شلل الأطفال منذ عام 1999، مما يعني أن الحرب المُندلعة كانت مدمرةً للصحة العامة في البلاد، حيث تراجعت مستويات التلقيح ضد الأمراض والتي كانت تغطي 99% إلى ما يقارب 52%.

وقد تزامن انتشار الفيروس في سوريا مع تفشِّيه في العراق أيضاً، حيث أُصيب 36 طفلاً في سوريا وطفلان في العراق بالشلل الناجم عن فيروس شلل الأطفال وذلك بحلول نهاية نيسان 2014، وها قد مر عامٌ لم يتم فيه الإبلاغ عن أية حالةٍ في سوريا، وتسعة أشهرٍ منذ آخر حالةٍ مُسجَّلةٍ في العراق، وهو إنجازٌ بارزٌ يدلُّ على التزام حكومات البلدان في المنطقة، والجهات الصحية الفاعلة، والتزام الأهالي في حصول أطفالهم على الّلقاحات الضرورية.

تضافرت الجهود لإيقاف انتشار المرض...

أمام هذا الدمار الهائل في البنية التحتية، سواءً المادية أو البشرية، ورغم التحديات الكبيرة ضمن نظام الصحة العامَّة المُعطَّل بشدةٍ، وكذلك النزوح الجماعي من وإلى سوريا والعراق، وتدفُّق اللاجئين إلى لبنان، سنةٌ كاملةٌ لم تُسجَّل فيها أية حالة شلل أطفال في سوريا هي فرصةٌ للتفكير الجدّيِّ في الجهود المشتركة التي بُذلت من أجل إيقاف الفاشية، حيث لعبت السلطات المحلية دوراً داعماً للغاية، كما أن المعرفة الواسعة للسكان بأهمية التلقيح زادت من الإقبال على اللقاح، والأهمُّ من ذلك كلِّه حملات التلقيح الجماعية التي تعتبر الأداة الأولى التي تلجأ إليها مراكز الخدمات الصحيِّة لوقف انتشار الأمراض، وتمَّ التنسيق في الحملات الماضية بين الحكومات والجهات الصحيِّة الفاعلة للقيام بحملاتٍ واسعة النطاق، لا تشمل فقط البلد الموبوء وإنما البلدان المجاورة أيضاً. وقد أثنى كريس ماهر، المسؤول عن السيطرة على شلل الأطفال وحالات الطوارئ في الشرق الأوسط لصالح منظمة الصحة العالمية WHO، على الدعم الذي ساهم في تحقيق هذا الإنجاز.

كيف نحافظ على هذا الإنجاز؟

لاشكَّ أن التحركات السكانية والتعداد السكانيَّ غير المضبوط يجعل خدمة توصيل اللقاح المناسب في الوقت المناسب أمراً في غاية الصعوبة، ويجعل الحفاظ على هذا الإنجاز المُحقَّق أمراً ذا أهميةٍ قصوى، فها هو شلل الأطفال في كلٍّ من باكستان وأفغانستان يتابع انتشاره دون توقُّفٍ، والأطفال في كل مكان، وخاصَّةً في البلدان ذات الروابط الاجتماعية والسياسية مع خزان الفيروس هذا، معرضون لخطر الشلل الناجم عن الفيروس.

(لمعلومات عن مرض شلل الأطفال إليكم مقالنا على الرابط التالي هنا)

المصدر:

هنا

مصدر الصورة:

حقوق الصورة محفوظة لمبادرة "الباحثون السوريون"