الموسيقا > الموسيقا والطب

تأثير الموسيقى على النساء الحوامل.

استمع على ساوندكلاود 🎧

يصبح جسم المرأة الحامل أكثر حساسية لما يدور حوله... بإمكانك أن تبرهن ذلك على أرض الواقع بأن تسأل امرأة حامل تعاني من غثيان صباحي إن كانت ترغب بطعام ذي رائحة نفاذة مثلاً!

من الأمور الأخرى التي يتحسس لها جسم المرأة الحامل هي الموسيقى! فقد أظهرت دراسة جديدة نُشِرَت مؤخراً أن تأثير الموسيقى أقوى عند النساء الحوامل بما يتضمن تغيرات أشد في ضغط الدم. إذ يقول الباحثون في معهد ماكس بلانك لعلوم الدماغ والإدراك الإنساني في ألمانيا أن للموسيقى تأثيرات على كل من ضغط الدم، معدل ضربات القلب، التنفس، وحتى حرارة الجسم تحت الظروف الاعتيادية. بيد أن تأثيرها على الحوامل أقوى بكثير وبالتالي تؤثر بشكل ما على الجنين في مرحلة ما قبل الولادة.

حتى تمكن الباحثون من إجراء دراستهم، قاموا وتحت إشراف الدكتور "توم فريتز" بعزف وصلات موسيقية لفترة لا تزيد عن 30 ثانية للمشاركات بالدراسة من النساء. بعدها عَدَّل الفريق الفقرات الموسيقية عن طريق عزفهم لها بشكل عكسي أو مع نشاز بحيث يتم تحريف الموسيقى الأصلية وجعلها أقل متعة لأذن السامع.

أظهرت النتائج أن النساء الحوامل بالغن في تصنيفهن للموسيقى بوصفهن الممتعة منها أنها أكثر إمتاعا وبالعكس بالنسبة لتلك المملة. ويضاف لذلك أن تأثير الموسيقى على ضغط الدم عند الحوامل كان أقوى بكثير. كمثال على ذلك، حرض النشاز الموسيقي المتسرع هبوطاً ملاحظاً في ضغط الدم على خلاف النشاز الراجع الذي سبب ارتفاعاً في ضغط الدم بعد 10 ثوان تلاه انخفاض بسيط بعد 30 ثانية .

علق الدكتور فريتز على اكتشافات فريقه قائلاً أن الموسيقى غير المحببة لا تسبب ارتفاعاً عاماً في ضغط الدم بعكس عوامل التوتر الأخرى، بل إن استجابة الجسم تتمتع بنفس ديناميكية تلك الموسيقى.

يقول د.فريتز إن نتائج هذه الدراسة تشير إلى أن الموسيقى تعمل كمحفز مميز للنساء الحوامل. ويضيف قائلا أن أي تبدل صوتي في الموسيقى يؤثر على ضغط دم الحوامل أكثر بكثير من غير الحوامل. ولا يبدو أنه وفريقه على ثقة تامة من تأثير الموسيقى الفيزيولوجي في الحوامل. إذ افترضوا أن الأستروجين قد يلعب دوراً هاماً كونه يؤثر في نظام المكافآت في الدماغ الذي بدوره يعتبر مسؤولاً عن تنبيه وتحريض مراكز السرور أثناء استماعهم للموسيقى. على أية حال تم دحض دراستهم كون الاستجابات الفزيولوجية للنساء غير الحوامل عند استماعهن للموسيقا بقيت ثابتة خلال دورتهن الشهرية، حتى في الأوقات التي تكون نسبة الاستروجين فيها متقلبة.

ويختم د.فريتز بقوله إن معدلات الأستروجين تكون منخفضة بشكل عام عند النساء غير الحوامل والتغيرات الفزيولوجية خلال الحمل مسؤولة عن التأثير السابق شرحه .

يقول الدكتور وفريقه أن اكتشافاتهم تشير إلى أن الأجنّة قادرة على إدراك الموسيقى في رحم أمهاتهم اعتماداً على الأثر الفيزيولوجي لها على الأمهات. ويضيفون أنه في بداية الثلث الأخير من الحمل يبدأ نبض الجنين بالتغير عندما يسمع أغنية مألوفة، وبدءاً من الأسبوع ال 35 يبدي تغيرات ملحوظة في أنماط الحركة كرد فعل على هذه الأغنية.

المصدر:

هنا