الطب > موسوعة الأمراض الشائعة

البواسير Hemorrhoids

البواسير.. من الحالات المرضيّة الشائعة والمؤلمة التي تؤرق حياتنا ويساهم في حدوثها عدد من العوامل؛ منها التاريخ العائليّ. يعاني الكثير منها نساءً ورجالاً، ومن الملاحظ أنّ المريض لا يراجع طبيبه خجلًا -في أغلب الأحيان- إلاّ بعد تفاقم الحالة أو بعد حصول نوبات متكرّرة من ظهور الدم من المخرج، فيبدأ المريض بالمعاناة من الألم ويبدأ بالتردّد على عيادات الأطباء بحثًا عن علاج لهذه المشكلة التي عانى منها طويلاً..

البواسير مشكلة شائعة وقد تكون مؤلمة، ولكنها ليست خطيرة.

البواسير هي انتفاخ والتهاب الأوردة في فتحة الشرج والمستقيم الأدنى. يمكن أن تنتفخ الأوردة داخل القناة الشرجية لتشكِّل البواسير الداخلية، أو يمكن أن تنتفخ تحت الجلد بالقرب من فتحة الشرج لتشكِّل البواسير الخارجيّة، ويمكن أن يتواجد كلا النوعين في نفس الوقت.

ما أسبابه؟

تميل الأوردة حول فتحة الشرج للتمدّد بسبب الضغط في منطقة المستقيم والشرج وقد تنتفخ أو تتورّم. قد يودي التضخّم في هذه الأنسجة إلى حدوث نزيف وغالبًا أثناء حركة الأمعاء(التبرز).

من العوامل التي قد تسبّب زيادة الضغط ما يلي:

• الإجهاد بالضغط على البطن، خلال عملية التبرّز.

• الجلوس لفترات طويلة وخصوصًا على المرحاض.

• البدانة.

• الحمل والولادة.

• الإمساك أو الإسهال المزمن.

• الاتصال الجنسيّ الشرجيّ.

• النظام الغذائيّ منخفض الألياف.

مع التقدّم في العمر، يصبح الإنسان أكثر عرضةً للبواسير، لأنّ الأنسجة التي تدعم الأوردة في المستقيم والشرج يمكن أن تَضعف وتتمدّد مع الشيخوخة.

ما هي أنواعها؟

قد تكون البواسير داخليّةً أي داخل فتحة الشرج، في بداية المستقيم ولا يمكن رؤيتها ولا تسبّب ألماً. وعندما تكون كبيرة قد تتدلَّى إلى الخارج، والمشكلة الأكثر شيوعًا مع البواسير الداخليّة هي النزيف أثناء التبرّز.

وقد تحدث البواسير الخارجيّة تحت الجلد حول فتحة الشرج وتسبب حكّةً ونزيفًا. ويمكن أن تؤدّي إلى صعوبة في تنظيف المنطقة بعد عمليّة التبرّز. وقد تحدث خثرة دمويّة –تكون مؤلمة جدًا- في الباسور الخارجيّ وتسمّى (بَاسورٌ خارجيّ مَخْثور).

الأعراض:

تعتمد الأعراض على مكان وجود البواسير (خارجيّة أو داخليّة). والبواسير عادةً ليست مؤلمة، إلا إذا تشكّلت خثرة دمويّة فيها فإنّها تصبح مؤلمةً جدًا. ومن الأعراض الأكثر شيوعًا:

• نزيف غير مؤلم أثناء عملية التبرّز( قد تلاحظ كمّيّات صغيرة من الدم الأحمر الفاتح اللون على ورق المرحاض أو في حوض المرحاض).

• حكةٌّ أو تهيّج في منطقة الشرج.

• الإحساس بالألم أو عدم الراحة خصوصاً في وضعيّة الجلوس.

• تورُّم المنطقة حول فتحة الشرج.

• تسرُّب البراز و الألم أثناء التبرّز.

• وجود نتوءٍ قرب فتحة الشرج وقد يكون مؤلمًا.

تتشابه بعض أعراض البواسير مع العديد من الأمراض الأخرى كالخراجٌ الشَرجِيٌّ المُسْتَقيمِيّ وأورام القولون وداء كرون وفي حالات تدلّي(هبوط) المستقيم. لذا على الذين يعانون من هذه الأعراض، وخاصّة الذين هم في سن 50 أو أكثر أو ممن لديهم قصّة عائليّة لسرطان الكولون، ينبغي عليهم استشارة الطبيب.

التشخيص:

في معظم الوقت، يمكن للطبيب تشخيص البواسير بمجرد النظر إلى منطقة المستقيم. يقوم الطبيب بتقييم مواقع وجودها وحجمها ويضع خطّة للعلاج بناء على درجة حدّتها.

وتشمل الاختبارات التي قد تساعد على تشخيص المشكلة:

• التَنْظيرُ السِّينِيّ (Sigmoidoscopy) يساعد الطبيب على النظر داخل الشرج والمستقيم والجزء السفليّ من القولون للتأكد من وجود نموّ غير طبيعي أو غيرها من علامات المرض.

• تنظير الشرج (Anoscopy).

• تنظير القولون(colonoscopy).

• التصوير الشعاعي الظليل للمستقيم والقولون باستخدام حقنة الباريوم الشرجيّة (Barium enema).

• اختبار الدم الخفيّ في البراز (Occult blood test) للكشف عن وجود نزيف داخل المستقيم.

العلاج:

في معظم الوقت، علاج البواسير يتضمّن خطوات يمكن إجراؤها في المنزل، مثل تعديل نمط الحياة. لكن في بعض الأحيان قد يحتاج المريض إلى بعض الأدوية، أما إذا كانت البواسير كبيرة ومؤلمة فإنّ ذلك يتطلّب الجراحة. ما يمكن للمريض فعله في المنزل:

• استخدام الكريمات التي تحتوي على الكورتيكوستيروئيد للمساعدة في تخفيف الألم والتورم.

• استخدام الكريمات الخاصّة بالبواسيرالتي تحتوي على ليدوكايين (مخدّر مَوضِعيّ) للمساعدة في تقليل الألم.

*يجب عدم استخدام الكريمات لأكثر من أسبوع إلّا تحت إشراف الطبيب لأنها قد تسّبب حدوث آثار جانبية مثل الطفح الجلديّ وترقّق الجلد.

• استخدام الأدوية المليِّنة للتخفيف من الإمساك.

• للتخفيف من الحكّة ينصح بارتداء الملابس الداخليّة القطنيّة وتجنّب استخدام ورق المرحاض المعطّر أو الملوّن( يمكن استخدام المناديل الخاصّة بالأطفال)، وعدم لمس المنطقة أو خدشها.

• استخدام مغاطس الماء الدافئ لمدة 15 دقيقة .

في حالة استمرار الألم والنزيف، قد يوصي الطبيب ببعض الإجراءات غير الجراحية -تساعد في الحدِّ من تدفق الدم إلي البواسير فتنكمش أو تختفي.- التي يمكن عملها في العيادة مثل:

• التخثير بالأشعة الحمراء (infrared coagulation) حيث تُستخدم تقنيّة الليزرأو الأشعة الحمراء مما يؤدي لتصلّب وذبول البواسير–قد يكون إجراءً غير مريح ويمكن أن يتسبّب في حدوث نزيف يبدأ بعد يومين إلى أربعة أيّام ولكن نادرًا ما يكون شديدًا، كما أن احتماليّة عودة الباسور كبيرةــ.

• ربط الشريط المطاطيّ (rubber band ligation) حيث يضع الطبيب رباطًا مطاطيًا حول قاعدة الباسور لكي يمنع تدفق الدم إليه، فيتيبّس ويسقط خلال أسبوع، ويعتبر علاجًا فعّالًا للكثير من النّاس.

إذا لم تنفع هذه العلاجات، قد تُجرى بعض الجراحات الضروريّة والتي تجرى عادةً للمرضى الذين يعانون من نزيفٍ حاد أو هبوط ولم يستجيبوا للعلاجات السابقة.

• إزالة البواسير (hemorrhoidectomy) وهي الطريقة الأكثر فعاليّة في حالة البواسير الحادّة والمتكرّرة، حيث يقوم الجرّاح بإزالة الأنسجة الزائدة المسبّبة للنزيف، وقد تتمُّ تحت التخدير الموضعيّ أو العام.

من آثارها الجانبيّة، صعوبة مؤقّتة في تفريغ المثانة والتهاب المسالك البوليّة.

• تدبيس البواسير (Hemorrhoid stapling) حيث تمنع تدفّق الدم للباسور.

ينطوي التدبيس عمومًا على آلام أقل من الاستئصال الجراحيّ إلا أنّه مرتبط بمخاطر عودة الباسور وتدلّي المستقيم وبروزه من فتحة الشرج (rectal prolapsed).

للوقاية من حدوث البواسير، ينصح بممارسة الرّياضة وتجنّب الجلوس لفترات طويلة، والإكثار من شرب الماء واتباع نظام غذائيّ غنيّ بالألياف واستخدام المليّنات -عند الحاجة فقط- لتجنّب حدوث الإمساك الذي قد يزيد من خطر الإصابة.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

مصدر الصورة:

هنا