الطبيعة والعلوم البيئية > عجائب الأحياء

حيوان أم ورقة شجر؟

الحيوان الطريف في مقال اليوم هو Draco cornutus نوعٌ من الزواحف الطريفة يعيش في جزيرة جنوب شرق آسيا تدعى بيرونا Borneo، يمتاز بمقدرته على تغيير لون جلده و التحرك والسقوط بطريقة تشبه لون وتساقط أوراق الأشجار، ما يُمكَنه من الهروب من مفترسيه من طيور وغيرها والانتقال من مكان إلى آخر مستخدماً هذه التقنية.

يمتاز جلد هذا الزاحف –الطائر- بوجود أغشية على سطحه يستطيع التحكم بها ببسطها كالأجنحة، تساعده على التنقل بين الأشجار، كما يستطيع إنتاج ألوان مختلفة لهذه الأغشية ما يجعله يشبه ألوان أوراق الأشجار المتساقطة في البيئة التي يقطنها أثناء طيرانه أو انتقاله.

رصد الباحثون نوعين من هذه الزواحف في جزيرة بيرونا ولاحظوا وجود فوارق في طريقة تأقلمها تبعاً لمكان تواجدها باختلاف ألوان الأغشية التي تشبه الأجنحة بما يتناسب مع ألوان الأشجار في كل منطقة، ووفقاً لملاحظاتهم وجدوا بأنَ النوع الذي يعيش بالقرب من غابات المانغروف Coastal Mangrove Forest ذو أغشيةٍ تحمل ألواناً أقرب للون الصدأ وتدرجاته بما يشابه ألوان الأشجار التي تتواجد في هذه المنطقة، مقارنةً بنوع آخر يقطن في المناطق المنخفضة من الغابات المطيرة حيث تمتاز أغشيته بلونها البني والأخضر الداكن بما يتلاءم مع ألوان الأوراق فيها.

يـُـشار هنا إلى أن هذه التقنية لا تسمح بالتخفي والهروب من الطيور، لكون هذه الأخيرة قادرة على التمييز اللوني وعلى رؤية الأشعة فوق البنفسجية وبالتالي تمييز ورقة الأشجار وما سواها...

السر البسيط يكمن في أنّ هذه الزواحف ذات مقدرة على تقليد لون الأوراق المتساقطة وليس لون تلك التي ماتزال على الأغصان، ففي غابات المانغروف تحمل الأشجار أوراقاً بلون أخضر فاتح يتحول للأحمر فقط قبل تساقطها بفترة قصيرة وهذا هو اللون الذي تحاكيه أنواع هذا الزاحف (Draco cornutus) بغية تقليد تساقط الأوراق بهدف التخفي، كما أنها قادرة على تغيير لون هذه الأغشية لتتلاءم وتتأقلم مع ألوان أوراق الأشجار المتساقطة حسب المنطقة التي تعيش فيها!

يحاول الباحثون دراسة فيما إذا كانت هذه الأغشية الملونة تُستخدم أيضاً كطريقة للتواصل بين أفراد النوع الواحد إلا أنّ معظم نتائجهم لا تزال ترجح أن الهدف تقليد المتساقط من الأوراق ونادراً ما تُستخدم بهدف التواصل.

يمكنكم مشاهدة هذه السحلية تقفز متخفيةً في الفيديو الموجود في المصدر الأول.

المصادر:

هنا

هنا

مصدر الصورة:

هنا