الطب > مقالات طبية

تورّم الأصابع (التثليج)

تورّم الأصابع Chilblains أو الشرث، ويُعرف أيضاً باسم التثليجpernio ، كما يسمّيه البعض مرض البرد: هو التهابٌ مؤلمٌ في الأوعية الدموية الصغيرة في الجلد، يحدث استجابةً للدفء المفاجئ الذي يمكن أن تسببه درجات الحرارة الباردة.

* ما هي الأعراض والعلامات التي تميّز هذه الحالة؟

يترافق الشرث مع حكة واحمرار وتورّم الجلد في نهايات الجسم المتمثلة بأصابع القدمين وأصابع اليدين والأذنين والأنف، ومن الممكن أن تظهر تقرّحات أو بثور مع إحساس بالحرق أو الوخز، إضافةً إلى تغيّر لون الجلد من الأحمر إلى الأزرق الداكن مترافقاً مع الألم.

* لكن ما الذي يسبب تورم الأصابع وهل تتطلب مراجعة الطبيب على الفور؟

لم يتم بعد تحديد السبب الدقيق لتورم الأصابع، ولكن قد يكون ذلك ردَّ فعلٍ غير طبيعي من الجسم جرّاء تعرضه للبرد متبوعاً بتدفئة شديدة، وهذا الاختلاف السريع بدرجات الحرارة يمكن أن يسبب توسع الأوعية الدموية الصغيرة تحت الجلد بسرعة أكبر من توسع الأوعية الدموية الكبيرة المجاورة لها، مما قد يسبب التأثير المعروف بعنق الزجاجة* وارتشاح الدم إلى الأنسجة المجاورة مسبباً تلك الأعراض والتورم.

تتحسن هذه الحالة من تلقاء نفسها وخصوصاً إذا أصبح الطقس دافئاً، وتزول عادةً في غضون أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، رغم أنها قد تتكرر موسميّاً لعدة سنوات. وهناك العديد من المستحضرات الدوائية التي تساعد في تدبير الحكة والألم يمكن استخدامها دون الحاجة لزيارة الطبيب، لكن إذا أصبح الألم شديداً جداً أو بدا الجلد المتأثّر بالحالة كأنّه مصاب بعدوى ما، عندها يمكن للطبيب أن يساعد في علاج الحالة بشكل أكثر فعالية، كما يتوجب عليك أيضاً التِماس (طلب) العناية الطبية إذا لم تتحسن حالتك بعد أسبوع أو أسبوعين...

وإذا كنت تعاني من ضعف تروية دموية أو مرض السكري، عليك مراجعة الطبيب فوراً عند اكتشاف تورم الأصابع لمنع حصول مضاعفات محتملة.

ما هي هذه المضاعفات؟

قد يسبب تورم الأصابع مضاعفاتٍ عديدةً إذا كان الجلد متقرحاً ومصاباً ببثورٍ ملتهبةٍ ومؤلمة، ومن المحتمل أن تكون الإصابة مهددة للحياة إذا تُركت دون علاج. لذلك عليك مراجعة الطبيب في الحالات المذكورة سابقاً.

وهناك العديد من العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بتورم الأصابع وتشمل:

• تعرّض الجلد للبرد والرطوبة يجعله أكثر عرضة للإصابة بالشرث.

• الإناث أكثر عرضة للإصابة من الذكور لسببٍ غير معروف.

• نقص الوزن فمن يزن أقل بحوالي 20% مما هو متوقع بالمقارنة مع طوله لديه خطر متزايد للإصابة بهذه الحالة.

• مكان العيش:

من المفارقات أن تورّم الأصابع أقل حدوثاً في المناطق الأكثر برودة وجفافاً لأن ظروف المعيشة والملابس المستعملة في هذه المناطق مقاومة للبرد بشكل أكبر. لكن إذا كنت تعيش في منطقة ذات رطوبة عالية ودرجات حرارة منخفضة لكنها لا تصل إلى درجة التجمد، يكون خطر الإصابة بتورم الأصابع أعلى.

• التوقيت: هذه الحالة أكثر شيوعاً في الفترة من أوائل الشتاء حتى الربيع، وغالباً ما تختفي تماماً في فصل الربيع.

• ضعف التروية الدموية: إذ يكون المصابون أكثر حساسية لتغيرات درجات الحرارة، وبالتالي أكثر عرضة لتورم الأصابع.

• من شُخّص لديهم ظاهرة رينو** Raynaud's phenomenon، وهي حالة أخرى مرتبطة بالبرد تؤثر على الأطراف، لكن الفرق أنها تسبّب أنماطاً مختلفة من التغيرات اللونية في الجلد.

يبقى أن نعرف ما هي الخيارات العلاجية المتاحة لهذه الحالة؟

• يمكن أن تساعد الكريمات الكورتيزونية في تخفيف الحكة والتورم.

• نيفيدبين وهو دواء خافض للضغط يمكن أن يستخدم لعلاج تورم الأصابع، حيث يساعد في فتح الأوعية الدموية لكنه يحتاج لوصفة طبية.

• البنتوكسيفيلين وهو دواء آخر يساعد في تحسين التدفق الدموي. (لا يؤخذ دون استشارة الطبيب)

• كما يجب تنظيف وحماية الجروح في حال حصلت كمضاعفات لهذه الحالة، للوقاية من أي عدوى ممكنة.

ماذا يمكنك أن تفعل في المنزل خلال مدة الإصابة التي تتراوح بين أسبوع وثلاثة أسابيع...

• تتجنب التعرض للبرد ما أمكن، وتحافظ على المنطقة المصابة دافئة لكن بعيدة عن مصادر الحرارة المباشرة.

• يمكنك استخدام مستحضرات تخفف الحكة والتورّم وتجنّب خدش الجلد.

• تنظيف الجلد المصاب بمطهر ووضع الضمادات لتجنب تفاقم الحالة.

• كان فيتامين D يستخدم لعلاج تورم الأصابع سابقاً، ولكن أثبتت الأبحاث أنه غير مُجدٍ.

وأخيراً إليك بعض النصائح التي تجنّبك الإصابة بهذا المرض:

• تجنّب التعرض للبرد أو الحد منه قدر الإمكان.

• ارتداء عدة طبقات من الألبسة التماساً للدفء.

• تغطية الجلد المكشوف تماماً قدر الإمكان عند الخروج في الطقس البارد.

• تأكد من الحفاظ على يديك وقدميك ووجهك دافئاً.

• البقاء في مكان دافئ سواءً في المنزل أو مكان العمل في الأيام الباردة.

• وإذا تعرّضت بشرتك للبرد عليك تدفئتها تدريجياً، والابتعاد عن التدفئة المفاجئة للجلد البارد التي قد تزيد تورم الأصابع سوءاً.

المصدر:

هنا

الحواشي:

*عنق الزجاجة: عدم قدرة الأوعية الدموية الكبيرة على إيصال الدم للأوعية الصغيرة الشعرية المتوسعة كرد فعل على تباين درجات الحرارة. (أي أن ظاهرة "عنق الزجاجة" يمكن أن تسبّب تسرّب الدم إلى النُسُج المجاورة، مما يؤدي إلى الانتفاخ والتهيّج المميّز لحالة تورّم الأصابع).

**ظاهرة رينو Raynaud's phenomenon: هو الحالة التي تسبب إحساساً بالخدر أو البرد في بعض مناطق الجسم مثل أصابع اليد والقدم، كرد فعل على درجات الحرارة الباردة أو الإجهاد، وفيه تتضيق الشرايين الصغيرة التي تزود الجلد بالدم مما يحد من دوران الدم في المناطق المصابة (وهذا ما يدعى بالتشنج أو التقبض الوعائي Vasospasm).

مصادر الحواشي:

. هنا

هنا