الهندسة والآليات > التكنولوجيا الطبية

Kinect ومستقبل التقنيات الصحية

قد لا يخلو بيت من أحد أجهزة ألعاب الفيديو كالـ Playstation والـ Xbox، التي غالبا ما كانت تعرف تطبيقاتها بأنها تقتصر على اللعب والترفيه. إلا أن تطور هذه الأجهزة والتقنيات المزودة فيها دفع الخبراء لتطوير تطبيقات قد تكون ذات أهمية أكبر من اللعب والترفيه وقد تجد طريقها إلى حياتنا اليومية بشكل لم يكن ممكنا تخيله في السابق. في هذا المقال نستعرض التطبيقات الصحية التي قد تتيحها Kinect لمستخدميها.

يعتقد بعض الخبراء أنه لن يستطيع أي جهاز بالتفوق على Kinect 2.0 في التطبيقات الصحية باستثناء الهواتف الذكية لما تحمله من مواصفات تقنية. في حال لم تكن من مدمني ألعاب الفيديو أو لا تتبع أخبارها، فإن الإصدار الأحدث من Kinect يأتي مزودا بمجموعة من الملحقات عالية التقنية مثل كاميرا رقمية ذات دقة ودرجة وضوح عالية، كاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء، ومكبرات صوت بدرجة تطابق ونقاوة عالية (بين إشارة الدخل والخرج) لكن هذه بالمجمل ليس أكثر من حساسات، بينما يكمن السحر الحقيقي في منصة البرمجة المتاحة. مع أن أول إصدار لـKinect كان قبل ثلاث سنوات إلا أن عمر تطوير هذه المنصة البرمجية أكثر من عقد من الزمن. هذه المنصة تعني إتاحة تطبيقات جديدة ليست فقط للعب، وإنما ستكون قادرة على الوصول لمصادر معلومات مذهلة عن أجسامنا.

كأول تطبيق للاستفادة من تقنية الحساسات الدقيقة للألعاب، ظهرت ألعاب اللياقة البدنية على جهازNintendo Wii. مما جعل Nintendo's Wii Fit الخاص بالتمرينات الرياضية شائعا بشكل كبير شعبيا. وبالتالي لن يتوقف الجيل الجديد من أجهزة ألعاب الفيديو عن تقديم ألعاب اللياقة، التي لن تقتصر على تعليمك الحركات المناسبة وإنما ستكون قادرة أن تنبه المستخدم من وضعيته كاستقامة ظهره أو موضع قدمه. ونستطيع من الآن تخيل بعض التطبيقات كتلك المتاحة على الهواتف الذكية مثل RunKeeper أو MapMyRunعلى أجهزة الـ Xbox. مثل هذه التطبيقات تركز على وضع خطة تدريبية متكاملة للتدريب على الركض. يتوقع أن تكون أولى التطبيقات المطروحة هي تطبيقات اللياقة، ومع السنوات القادمة سنرى فيض من هذه التطبيقات بل ومن المحتمل أن هذه التطبيقات ستشكل الفرق الأكبر في مجال الصحة العامة.

حتى أن بعض الباحثين في معهد MIT قاموا بابتكار تطبيق يقوم بتحسس معدل النبض وفق تغير لون الجلد. هذه التقنية تعتمد على مراقبة لون جلد (وجه) المستخدم من خلال الكاميرا الرقمية وكاميرا الأشعة تحت الحمراء واستنتاج معدل نبضات القلب. مثل هذه التقنية يمثل الثورة التي من الممكن أن تحدثها أجهزة Xbox Kinect في المجال الصحي.

حاليا لا يعد مراقبة النبض أمراً شائعا بين التطبيقات لـ Xbox Kinect لكن ذلك يمكن أن يتغير فالإصدار الجديد لـ Kinect يتمتع بدقة كافية ليس فقط لقياس معدل النبض وإنما تغير معدل نبض القلب (HRV) وهذا القياس يمكن أن يشخص العديد من الظروف الصحية كالإجهاد والكآبة والعديد من الظروف الفيزيائية والعقلية. فبالتالي أصبح من الممكن الحصول على تقرير صحي كامل فقط بالوقوف أمام الـ Xbox.

هناك مقترحات أخرى لتطبيقات صحية باستخدام الـ Kinect، كفكرة التقاط صورة لكامل الجسم مع إمكانية مقارنة هذه الصورة مع صور سابقة للكشف عن شامات أو تكتلات جديدة في الجسم. يمكن لهذه التطبيقات مراقبة تكيف الجلد أو حتى الإنذار من بوادر سرطان الجلد.

ومن أهم التطبيقات التي قد تتيحها الـ Kinect هي التطبيب عن بعد (Telemedicine). وبالرغم من أن حلول التطبيب عن بعد قد اقترحت سابقا من قبل شركات كـ IBM، Intel ، Cisco إلا أن هذه الحلول كانت مرتفعة التكلفة. بينما Kinect ستكون قادرة على تزويد الطبيب بنظرة خاطفة حقيقية عن الجسم مع القدرة على التكبير والتصغير والحصول على معدل النبض، وربما ضغط الدم، ومتابعة اختلافات معدل النبض ( HRV) دون الحاجة للاتصال بآلة خاصة للحصول على إشارة النبض. كما يمكن للطبيب الحصول من خلال Kinect على تقارير عن اختلافات الوزن، حركة المفاصل، تغيرات الجلد، والصوت خلال فترة زمنية معينة. وبشكل مشابه للتطبيب عن بعد قد تتيح فرصة التدريب الرياضي عن بعد. فبواسطة برنامج Skype و Kinect بالإضافة لحساسات كشف حركة يستطيع المدرب إعطاء تعليمات عن بعد ومراقبة وضعية جسم المتدرب بشكل دقيق.

وبعد ذكر هذه المزايا التي قد تتيحها الـ Kinect، فالجدير بالذكر أن مثل هكذا تقنيات ستكون أمام تحديات القبول الاجتماعي، سرية المعلومات، تحديات أخلاقية، وأخرى قانونية.

فإن كنتم من هواة ألعاب الفيديو التفاعلية فقد تكون هذه التطبيقات نقطة تحول في تعاملكم مع هذه الأجهزة ونظرة المحيطين بكم لها.

المصدر: هنا

مصادر الصور:

هنا

هنا

هنا