الهندسة والآليات > التكنولوجيا

تقنية الاسقاط المجسم تكاد تكون في متناول الجميع

يًعتبَر النظر إلى الشاشات ثلاثية الأبعاد أمراً متعباً للدماغ، فللمقارنة عند النظر الى الأشياء في الواقع يقدر الدماغ المسافة من أجل التركيز وتركز العين على صورة واحدة، لكن عند النظر إلى شاشة ثلاثية الأبعاد فإن الدماغ يأمر بالتركيز على منطقة ثابتة (شاشة العرض) بينما تستقبل كل عين صور مختلفة عن بعضها البعض (من خلال النظارات) وبالتالي يصبح التركيز أمراً صعباً، ويسبب حالة صداع لدى بعض الناس. [1]

اليوم نحن أمام تقنية جديدة تسمى الإسقاط المجسم (Holograms)، وتعتمد على مبدأ إسقاط الضوء على النقطة التي تركز عليها العين، فتنتقل (تنعكس) حزمة الضوء منها إلى العين مباشرة، وهذا يشكل إحساساً واهماً بأن جسماً أو شيئاً ما موجود بالفعل في تلك النقطة أمام العين لأن الضوء ينعكس عنه، لكن في الحقيقة تلك النقطة هي من يصدر الضوء، لا تحتاج هذه التقنية إلى نظارات، ويمكن النظر فيها بأي زاوية. [1]

تستخدم هذه التقنية الليزر الذي يعتبر أنقى ضوء عرفه الإنسان، فلكلِّ ليزر طول موجة وتواتر ثابت، فعندما يلتقي شعاعا ليزر، يولِّدان شبكة تداخُل معقدة ويمكن تسجيل هذه الشبكة على لوحة تصوير. [2]

لايزال استخدام هذه التقنية قليلاً لأنها تتطلب أجهزة إسقاط ليزرية عالية التقنية وزوايا رؤيا محدودة، ولكن وعدت شركتا (Ostendo Technologies) و(Hewlett-Packard HP) بأنهم سيدمجون هذه التقنية ضمن الهواتف النقالة والأجهزة المحمولة خلال السنتين القادمتين تحت اسم شاشات الحقل الضوئي (Light-Field Displays) ويعتبر هذا من أكبر التحديات. [1]

عرضت شركة (Ostendo) ضمن أسبوع العرض (Display Week ) خلاصة ما توصلت إليه خلال السنوات التسع الأخيرة وتطويرها مصفوفة من ثمانية عناصر (Quantum Photonic Imager) في شريحة سميت شريحة QPI بأبعاد 5*5 ملم تتضمن معالج صورة وشرائح LED ميكروية وتطبيق لمعالجة الصور (Image-Rendering Software)، يتم التحكم بطريقة عمل الليدات من قبل المعالج وسيكون بالإمكان تصميم الشاشة بدقة أعلى من أي شاشة موجودة حالياً. [3]

تكمن صعوبة تصنيع هذه الشاشات في اختيار نوع الزجاج المناسب، إضافة لإيجاد حلول مناسبة لحجم المكونات الداخلية الكبيرة التي يصعب تغطيتها بالأبعاد الحالية للأجهزة الخليوية، وقد أمضت شركة (Ostendo) السنوات الماضية في بذل جهود لتطوير محرك QPI (QPI image engine) بحيث يكون أصغر حجماً ما يمكن، وتزداد دقته أكثر. [3]

كما يؤكد الباحثون أن شاشات الحقل الضوئي ستشكل شاشات الجيل القادم، ولكن لا يزال الطريق طويلاً أمام طرحها كمنتج تجاري يمكن أن يُلاقي رواجاً بين الناس حيث لا تزال بحاجة لتطوير الألوان التي تقوم بعرضها، ورفع الدقة وتوفيرها بأسعار مناسبة، ويبدو الباحثون والعلماء العاملون في هذا المجال متفائلين بإمكانية طرح هذه التقنية خلال عامين أو ثلاثة أعوام على أبعد تقدير. [1]

المصادر:

[1] هنا

[2] هنا

[3] هنا

مصدر الصورة: هنا