البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي

التهاب المفاصل الروماتيزمي، هل اقتربنا من علاج؟

قدّر اليوم بأنّ 0.5 – 1 % من سكّان العالم يعانون من لتهاب المفاصل الروماتزمي، إذ تراهم يومياَ في المشافي والعيادات يبحثون عن حلٍّ ما قد يخفف لهم من أعراض هذا المرض المؤلمة والشديدة؛ فكغيره من الأمراض غير القابلة للعلاج لا يملك الأطباء حتى اليوم وسيلة لعلاجه،

وجلّ ما لديهم هو مجموعات عديدة من الأدوية الّتي قد تساهم في تثبيط الاتهاب الناجم عنه كونه يتسبب بالتهابٍ مؤلمٍ في العديد من مفاصل الجسد. حيث تتورم المحفظة المصليّة للمفصل، وقد يتطور الدّاء إلى تدمير الغضاريف والعظام المرتبطة من خلال المفصل المتورم!

حالياً، قام باحثون في جامعة ETH بزوريخ بتطوير علاجٍ يحمل التدابير الطبيّة لهذا المرض في الفئران إلى مستوىً جديد؛ فبعد إعطائها الدواء كاملاً، اعتبر الباحثون أنّ الفئران شفيت تماماً، فقد يكون هذا العلاج ثورةً في علم المناعة؛ إذ تتكوّن المادّة القعّالة للدواء المطوَّر من مركبّين مدموجين، الأولى هي الانترلوكين IL-4 وهو مركّب مناعيٌّ ينتجه الجسم طبيعياً وقد أُثبت دوره في حماية العظام والغضاريف من التضرر بالاتهاب... أما الثانية فهي ضدّ antibody مطوّر بناءً على مبدأ (قفل-مفتاح) ليرتبط بنوعٍ محدد من البروتينات الموجود على سطوح الأنسجة الملتهبة في أمراضٍ معينة وفي الأنسجة الورميّة؛ وبالدمج بين هاتين المادّتين نصلُ إلى مركبٍّ دوائيٍّ واحد سيسمح بإيصال الانترلوكين إلى النسيج الملتهب المطلوب.

وحول إيصال الدواء موضعيّاً تقول إحدى الباحثات: "نتيجةً لتوليف الـ IL-4 مع الضدّ، يصل الانترلوكين IL-4 إلى الموقع المصاب حالما نحقن المادّة الدوائيّة في الجسم"، وتقول الأخرى: "إنّ هذا يسمح لنا بتركيز المادّة الفعّالة في موقع الإصابة بينما ينخفض توافر المادّة في أماكن أخرى من الجسم ما يقلل من الأعراض الجانبيّة للدواء."

ومن هنا سمّى الباحثون الجزيئة الجديدة (بالضدّ ذي الذراع أو الـ Armed antibody) وجرّبوه على نموذجٍ من الفئران الّتي تقدّمت لديها إصابة أصابع وأقدام متورّمة وملتهبة في بضعة أيام.

هذا ودرس الباحثون مشاركة هذه المادّة الدوائيّة مع الديكساميتازون Dexamethasone (وهو مضاد التهاب شبيه بالكورتيزون) اُستُخدِمَ وما زال يستخدم من قبل الأطباء بعلاج هذا الدّاء عند البشر.

بدأ الباحثون بعلاج الفئران حالما أظهرت علامات المرض، وقد أظهرتتجاربهم أنّ كلّاً من المادّة الجديدة والديكساميتازون -عندما استخدم بشكلٍ منفصلٍ عن الآخر- بطّأ من تطور الداء عن الحيوانات المصابة، في حين اختفت الأعراض تماماً عندما استخدم المركبان معاً.

وبناءً على هذه النتائج الواعدة عند الحيوانات، يجهّز الباحثون الدواء للتجارب السريرة على البشر المصابين بالتهاب المفاصل الروماتزمي والّتي ستجرى في عامنا الحالي 2015!

المصدر: هنا