التاريخ وعلم الآثار > التاريخ

الرحلات: مغامرة الإنسان الأزلية ... الجزء الثاني

تحدثنا في الحزء الأول من مقالنا عن تعريف الرحلات وأنواعها ودوافعها وعن تطورها عبر الزمن، وفي الجزء الثاني من هذا المقال نسرد لكم أهم الرحالة وقصص رحلاتهم عبر التاريخ، إذا لم يكن ثمة من

بدٍ لأن يقوم الإنسان برحلاته عبر الزمن، كان لابد على فضوله أن يقوده نحو الأراضي الجديدة، سائحاً في هذا الكوكب العظيم، مكتشفاً كل ما خفي عليه من أسرار، فالرحلة هي لأولائك الشجعان الذين يتحلون بالجسارة ويحدوهم كمٌ كبيرٌ من روح الاكتشاف حتى يطرقوا اسقاع الدنيا، جلبنا لكم اليوم 15 رحالة وأفردنا لهم زوايا في مقال اليوم حتى نعلم كم ضحى الأسبقون كي يجعلوا العالم أكثر نوراً ومعرفةً.

1- الإسكندر الأكبر:

فاتح وملك مقدونيا هو الاسكندر الأكبر او الاسكندر المقدوني ، ولد في العشرين من تموز365 ق.م في بيلا ، مقدونيا . استطاع خلال فترة حكمه من عام 336لـــ323 ق.م توحيد اليونان (مدن وولايات) وقيادة عصبة الكورنثيين .وأصبح ايضا ملك بلاد فارس ،بابل ،واسيا وانشأ مستعمرات مقدونية في اقاليمها .

بينما كان يتحضر لفتح قرطاج وروما مات الاسكندر الاكبر بالملاريا في بابل فارس)الان العراق( في الثالث عشر من حزيران سنة 323 ق.م .

تلقى الاسكندر تعليمه مبكرا تحت وصاية ليونيداس ، الذي عينه الملك فيليب ليعلمه الرياضيات والفروسية والرماية فعانى كثيرا للسيطرة على تلميذه المتمرد .أمّا المعلم التالي للاسكندر كان لايسماكوس ،الذي استخدم اسلوب التمثيل لجذب انتباه ذاك الصبي الجامح فابتهج الاسكندر بهذا وخصوصا بتأدية دور المحارب اخيليس .

في 343 ق.م استعان الملك فيليب بخدمات الفيلسوف ارسطو ليعلم الاسكندر في معبد الحوريات في ميزا . بعد منهاج دام لثلاث سنوات ، علم ارسطو الاسكندر بعض من فلسفات اصدقائه والشعر والدراما والعلوم والسياسة . كما ألهمته دراسة الالياذة حتى يصبح محاربا بطلا.و الجدير بالذكرأن ارسطو جهز نسخة ملخصة للمجلدات ليستطيع الاسكندر حملها معه في حملاته العسكرية .

بعد ان كان الاسكندر على وشك ان ينهي حملته الشمالية وصلته انباء ان ولاية ثيبياس اليونانية استطاعت اخراج قواته التي كانت تتحصن هناك . متخوفا من امتداد الثورة لمدن وولايات اخرى. زحف الاسكندر بجيشه الضخم المؤلف من ثلاثة ألاف من الفرسان الخيالة وثلاثين الفا من المشاة جنوبا حتى وصل لحافة شبه الجزيرة اليونانية . وبهذه الاثناء كان جنرال الاسكندر قد شق طريقه الى اسيا الصغرى .

وصل الاسكندر وقواته الى ثيباس بسرعة فاقت سرعة تحضيراتهم للدفاع او جمع بعض الحلفاء لمساعدتهم . بعد ثلاثة ايام على وصوله قاد الاسكندر ما يعرف بمجزرة ثيباس . كان امل الاسكندر بان الدمار الذي لحق بثيباس سيكون بمثابة التحذير لبقية المدن والولايات الطامحة للثورة . وكان له ما اراد فلقد نجح هذا التكتيك بأن يجعل كل مدن وولايات اليونان بما فيها اثينا ان تعلن التحالف مع الامبراطورية المقدونية او ان تبقى على الحياد .

في334 ق.م خرج الاسكندر في بعثته الاسيوية واصلا الى طروادة في الربيع .بعد هزيمة قوات داريوس بسهولة توجّه الاسكندر عبر الساحل الجنوبي لآسيا الصغرى ، و في عام 333ق.م نصّب الاسكندر نفسه ملكاً لفارس .

أما مصر فكانت التالية على قائمة فتوحات الاسكندر . في 331 ق.م انشأ مدينة الاسكندرية وتم تصميمها كامتداد ثقافي وتجاري لليونان . بعد ذلك بعام هزم الاسكندر الفرس بمعركة جواجيمالا . وبتداعي الجيش الفارسي أصبح الاسكندر ملكا لبابل ،ملكا لاسيا ، ملكا لربع العالم .

شرقي ايران كان الهدف القادم للاسكندر ،حيث انشأ هناك مستعمرات مقدونية وفي327 ق.م استولى على القلعة في اريمازيس . بعد ان أخذ الامير اوكسيارتس أسيراً تزوج ابنته الاميرة روكسانا .

في 328 ق.م هزم الاسكندر جيوش الملك باروس في جنوب الهند . بعد ان وجد نفسه معجبا بباروس اعاد الاسكندر تنصيبه و كسب ولائه. و في طريق عودتهم عبر السند أُصيب الاسكندر من قبل مقاتلي مال .

بعد تماثل الاسكندر للشفاء في 325 ق.م ، توجه هو وجيشه شمالا على طول الخليج الفارسي الوعر و لكن وقع الكثيرون فريسة المرض و الأوبئة والموت . و في شباط 324 ق.م وصل الاسكندرأخيرا لمدينة سوسا .

وبمحاولة يائسة للاحتفاظ بالقيادة وجمع جنود اكثرحاول ربط النبلاء الفارسيين بالنبلاء المقدونيين لخلق طبقة حاكمة .و أمر أكبر عدد من المقدونيين ان يتزوجوا من الأميرات الفارسيات . بعد ان استطاع جمع عشرات الآلاف من الجنود الفارسيين في جيشه أدى إلى إغضاب الجنود الذين تحدثوا عن خطر تبني القوات الجديدة للاسكندر الآداب واللباس الفارسي ،ولإرضاء الجنود المقدونيون قام بقتل ثلاثة عشر قائدا فارسيا .

و أثناء تحضيره لفتح روما وقرطاج ،مات الاسكندر الاكبر بالملاريا في بابل في الثالث عشر من حزيران 323 ق.م .

2- المسعودي:

هو أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي ، ولد في بغداد عام 896 م الموافق لـ 283 هجري و توفي في أيلول 956 م

عاش في حقبة عصر الاسلام الذهبي ، فكان مؤرخ و جغرافي عربي ، عاش في وقت كانت الكتب فيه رخيصة و متوفرة نسبيا مما أسهم في تعميق ثقافته في مجالات شتى .

بدأ رحلته عام 921 م ، غادر بغداد فطاف بلاد فارس و كان مدرك لتأثير بابل القديمة على بلاد فارس ، فاستشار العلماء الفرس و بعد عام رحل إلى الهند و ملتان و المنصورة مترجلا مناطق عدة حتى ركب البحر برفقة تجار متجهين ألى الصين و جاب المحيط الهندي و توقف في كل من مدغشقر و زنجبار ثم عاد في نهاية رحلته إلى عمان .

أما رحلته الثانية فكانت عام 929 م فسافر إلى ماوراء أذربيجان و بلاد الشام و فلسطين و انطاكية و زار ثغور الشام ثم عاد إلى البصرة .

كان المسعودي في جميع رحلاته يدّون ملاحظاته بتأنٍ تام و كان معروفاً بأنه ذو عقل فضولي جداً . و لا ننسى أنه اشتهر بالعمل الطبي لـ Galen مع ptolemais astronomy، و و اهتم بالعمل الجغرافي و دراسة التاريخ الاسلامي كما درس علم التشريع و اجتمع مع عدد من الخبراء القانونين .

تأثر بالمزيج الثقافي الغني للفلسفة الإغريقية و الأدب الفارسي و الرياضيات الهندية و تراث الحضارات القديمة.

ترك المسعودي عددا كبيرا من المؤلفات حوّت اخبار رحلاته و مشاهداته و تجاربه و من اهم مؤلفاته:

- كتاب (مروج الذهب و معادن الجوهر ) فدمج التاريخ و الجغرافية في هذا العمل، فأرّخ تاريخ المعمورة و ما عليها من معالم مرورا بأخبار الملوك و سير الأنبياء .

- كتاب ( التنبيه و الإشراف ) كتبه قبل موته بفترة قصيرة ، جمع فيه الوان متعددة من الثقافات و العلوم

و أعماله الباقية على قيد الحياة تكشف شخصيته المتطلعة لكشف أصقاع العالم بروح رائعة و ثقافة عميقة .

3-السيرافي:

هو أبو زيد حسن بن يزيد السيرافي المتوفى بعد 330هـ.

لرحلة السيرافي شهرة واسعة في أوروبا كونها من أقدم الرحلات العربية التي رأت النور

طبعت في باريس بعناية المستشرق الفرنسي رينو و نُشِرت بعنوان ( السياحات البحرية التي أجرتها العرب و العجم من مراسي البحر الفارسي إلى بلاد الهند و الصين ) .

رحلة السيرافي هي رحلة سليمان التاجر إلى الصين و الهند تلقاها المؤرخ السيرافي و نقلها عنه و أضاف معلومات كثيرة حول الصين ،و في هذا الكتاب قصص عن بحر الهند و الخليج الفارسي و المدن و البحار حوله ، و وصف ملوك الهند و الصين و أهل الصين و مذاهبه و عجائب مملكة الزنج و ذكر حلب و و حماه و دمشق و بصرى و غيرها من الاخبار.

4-البيروني:

هو أبو الريحان البيروني ، ولد في الخامس من أيلول عام 973 في ضاحية كات عاصمة خوارزم في أوزبكستان . و هو من معاصري العصر العباسي ، أصله فارسي .

اهتم بعلوم شتى فكان رحالة و فيلسوفاً و فلكياً و جغرافياً و جيولوجياً و مؤرخاً و مترجماً لثقافات الهند ، و عُرف بأنه من أعظم العقول التي عرفتها الثقافة الاسلامية .و هو أول من قال بأن الأرض تدور حول محورها .

رحل إلى جرجان في الخامس و العشرين من عمره فالتحق ببلاط السلطان أبو الحسن قابوس

و شمجير شمس المعالي و نشر هناك أول كتبه و هو ( الآثار الباقية عن القرون الخالية )

و له كتاب شهير ( القانون المسعودي ) و غيرها من الكتب .

توفي سنة 440هـ ، 1048 م .

5-الإدريسي:

هو أبو عبد الله محمد الإدريسي القرطبي الحسني السبتي ، ولد في سبتة في المغرب عام 1099 م و توفي في صقلية عام 1161 م.لُقب بالصقلي لأنه اتخذ جزيرة صقلية مكاناً له بعد سقوط الدولة الاسلامية . و كان من أبرز الدارسين في علم الرياضيات .

طاف البلاد فزار شمال افريقيا و اكتسب معلومات مفصلة عنها ،و رحلته أخذته إلى العديد من أجزاء اوروبا بما فيها البرتغال و سواحل فرنسا و انكلترا و سافر إلى القسطنطينية

و سواحل آسيا الصغرى . عاش فترة في صقلية و نزل ضيفاً على ملكها روجر الثاني .

فرسم خريطة الوطن العربي للملك روجر الثاني ،فكانت في المقلوب لان الناس في ذلك الوقت كانوا يعتبرون ان الجنوب يوجد في الاعلى .

ألّف الإدريسي كتابه المشهور ( نزهة المشتاق في اختراق الآفاق ) ، استغرق في تأليفه خمسة عشر عاماً ، فوضع العالم ككل ثم قسمه إلى سبعة أقاليم و كل إقليم إلى عشرة أقسام رئيسية .

ثم وصف كل قسم و رسم له خريطة و تحاشى فيه الخلط بين التاريخ و الجغرافية .

و ظل كتابه مرجعاً لعلماء اوروبا على مدى ثلاثة قرون.

كما طوّر رسم الخرائط بطرق اكثر دقة فلجأ لتحديد الأنهار و البحيرات و المرتفعات و ضمنها معلومات عن المدن الرئيسية .

و له كتب اخرى منها كتاب ( روض الأنس و نزهة النفس ).

6- ابن فضلان

هو أحمد بن العباس بن راشد بن حماد البغدادي ، عالم اسلامي من القرن العاشر الميلادي .

في عام 921 م ، خرجت من بغداد بعثة دينية سياسية بتكليف من الخليفة العباسي (المقتدر بالله) إلى قلب لبقارة الآسيوية في مكان عُرف وقتها (أرض الصقالبة ) تلبية لطلب ملكهم في التعريف بالدين الاسلامي . و في بغداد كان اعضاء البعثة يرتبون اوراقهم بين فقيه و رجل دولة و مؤرخ و في مقدمتهم كان الرجل الموسوعي أحمد بن فضلان .

كان موهوباً و صاحب رؤية سياسية ،عمِل لعقدين من الزمن الساعد الأيمن للقائد العسكري محمد بن سليمان الذي قاد في نهاية القرن التاسع حملات عسكرية امتدت إلى حدود الصين من الشرق ، و استمر ابن فضلان في الترقي في بلاط السلطان لعام 921 م .

كانت رحلة ابن فضلان أساساً لرواية مايكل كريتشتون (آكلة الموتى) كما تمّ صناعة مسلسل تلفزيوني بعنوان سقف العالم عُرِض عام 2005 م .

7- فرديناند ماجلان :

ولد في البرتغال في مدينة بورتو عام 1480م و توفي في عام 1521م .

درس في مدرسة الملكة ليونورا ، و اهتم في تعلم فن رسم الخرائط و علم الفلك و الملاحة .

في منتصف العشرينات من عمره انضم إلى أسطول برتغالي كان يبحر إلى شرق افريقيا فاكتشف Malacca الواقعة في ماليزيا المعاصرة ، و شارك في غزو مينائها .

و يحتمل انه أبحر إلى جزر في أوندينيسيا التي تسمى جزر سبايس (The Spice Islands)

التي كانت المصدر الأصلي للتوايل الاكثر ثمناً في العالم مثل جوزة الطيب ، فكان اكتشافها بمثابة تنافس للسوق الأوروبية .

8- ياقوت الحموي:

هو ياقوت ابن عبد الله الرومي مؤرخ وجغرافي سوري ، وُلد في الأناضول عام 1179 م . اشتراه التاجر البغدادي بعد أسره و استعباده في الحرب ، فعلّمه بشكل جيد ومن ثم اعتقه . وتعاقد التاجر معه كـ أمين سر وأرسله بجولات تجارية لجزر قيس التي كانت من أهم المراكز التجارية بين الهند وأوربا. فيما بعد ترك ياقوت العمل عند التاجر ليتفرغ للأنشطة العلمية ونسخ وبيع الكتيبات،فثابر على دراسة القواعد واللغة العربية ، وبعد عجزه عن جمع قوت عيشه عاد للعمل عند التاجر بالأنشطة التجارية حتى وفاة التاجر، فأقام ياقوت في بغداد وعمل كبائع كتب و لكنه لم يستطع الاستقرار في مكان واحد فتنقل كثيراً أولا كتاجر و من ثم كجغرافي مفتون بالبلدان و شعوبها و ثقافاتها .

بدا رحلته متوجها إلى ميرف التي أغنته بمكتباتها فمكث فيها لعامين ، و يقال أن مكتبة الجامع الكبير كانت تحوي اثني عشر ألف كتاب ، فظل هناك يجمع و يدرس الكتب في المكتبة الكبيرة

في عام 1218 م انتقل إلى حيفا و بلح ، و لكن عندما تقدم المغول في تلك المناطق هرب خوفاً من بطشهم ، فأخذ مخطوطاته عبر بلاد فارس متجهاً إلى الموصل و من الموصل رجع إلى حلب و بقي هناك حتى وفاته عام 1229م .

و من آثاره العلمية معجم الأدباء و معجم البلدان ،هذان الكتابان يضمان معاً 33180 صفحة.

معجم البلدان هو موسوعة كبيرة جمعت كل معارف القرون الوسطى عن العالم تقريبا . فحاول أن يجمع فيها : فن العمارة ،علم الاعراق ،التاريخ ، الاثار،العلوم الطبيعية وخريطة لكل بلد .

أكدّ على دور قواعد الاملاء في تسميات الأماكن ، و اتبع الترتيب الأبجدي في عمله ، وذكر ياقوت أيضا لكل مكان أسماء سكانها الأصليون وحكاياتهم ووقائع عنهم.

أمّا كتابه معجم الأدباء فضمّنه حياة الأدباء والنحاة وعلماء اللسانيات وعلماء الأنساب وتلاة القرآن الكريم المعروفين وأمناء السر الذين أعطوا اغلب المعلومات عن الأدباء ،و اعتمد فيه الترتيب الأبجدي .

و بقيت موسوعاته مراجع ثقافية أساسية في " المدرسة العربية" لتغطيتها لتاريخ وثقافة المناطق المذكورة في القاموس الجغرافي

9- زهينغ هي:

وُلِد زهينغ هي في مدينة جينينغ في مقاطعة يونانى عام 1371 م ، اسمه عند الولادة "ما" مما يدلّ أن أصول عائلته إسلامية ، فاسم "ما" هو النسخة الصينية لاسم محمد .

كان جده الأسبق سعيد شمش الدين عمر ،حاكم فارسي في المقاطعة في ظل الامبراطور المغولي قبلاي ،مؤسس أسرة يوان التي حكمت الصين (1279-1368) .

اهم دور لعبه ،،زهينغ هي،، ترأسه لأسطول الكنز كمبعوث خاص من الامبراطور لشعوب حوض المحيط الهندي ، فعينه امبراطور يونغل على رأس اسطول ضخم يتألف من 317 سفينة وطاقم يضم اكثر من 27000 رجل ،وخرج ذاك الاسطول من نانجينغ في خريف 1405 بعمره الخامس و الثلاثين كان فحقق الانجازات عظيمة سُجلت في تاريخ الصين.

رحلته الأولى مابين (1405-1432 ) كانت بانطلاق أسطوله إلى غرب الساحل الهندي ،فأقام علاقات مع الحكام في جميع أنحاء شواطئ المحيط الهندي.

خلال حياته المهنية كقائد بحري عقد اتفاقيات تجارية ،قاتل القراصنة ،وحمل دمى الملوك ، و جمع الجزية لامبراطور يونغل على هيئة مجوهرات و أدوية و حيوانات فريدة .

سافر ،،زهينغ ،، وطاقمه عبر مدن وولايات ما يعرف الآن بماليزيا واندونيسيا وسيام والهند وليس حتى وصل الى الشواطئ العربية المعروفة الان باليمن والسعودية وصولا الى الصومال وكينيا .

أمّا رحلته الثانية فكانت حول المحيط الهندي على متن أكبرأسطول قاده، وكان يبلغ عمره واحد وستين عاما . فأبحروا طول الطريق وصولا لماليندي على ساحل كينيا الشرقي ،متوقفين عند الموانئ التجارية على طول الطريق ،وبطريق العودة ما ان أبحر الاسطول شرقا من كليكوت ،توفي ،،زهينغ هي،، ودفن في البحر وتقول الاسطورة ان طاقمه ارجع ضفيرة شعره وحذائه ليدفنوها في نانجينغ .

اليوم اذا كان البعض يرى بـ،،زهينغ هي،، رمزا للدبلوماسية الصينية و "القوة الناعمة" فالبعض الاخر يراه كرمز للحملات والغزوات العدائية عبر البحار ،الكل تقريبا يتفق ان الاميرال واسطوله هم من عجائب عالمنا .

10- ابن جُبير:

هو محمد بن أحمد بن جبير بن سعيد بن جبير بن محمد بن سعيد بن جبير بن محمد بن مروان بن عبد السلام بن مروان بن عبد السلام بن جبير من بني ضمرة من قبيلة كنانة المضرية العدنانية. ولد في الاول من أيلول عام 1145م في بلنسية أو فلنسيا في شرقي الأندلس –إسبانيا- على شاطئ بحري . تربى بين البحارة ونهل منهم علوم الفلك والاتجاهات والاستدلال وغيرها من العلوم .

استدعاه أمير غرناطة في سنة 1182م لمعرفته الكبيرة ولعلمه الغزير، فعينه وزيره الأعلى ،وفي السنة التالية ذهب لأداء فريضة الحج في مكة المكرمة، فقصد طريق البحر ثم وصل الاسكندرية .

فمرت رحلته بمدن في أبهى عزها وعراقتها ضمن فترة حالكة بالسواد ومليئة بالأحداث المهمة، فالحملات الصليبية في الشام والأندلس كانت في أوج صراعها.

وما إن أنهى ابن جبير فرضه في مكة المكرمة من ربيع عام 1183، حتى اتجه شمالاً واصفاً كل مدينة يزورها بقلمه الفذ، فبعد الفراغ من أرض الحجار اتجه صوب بغداد، ومن ثم إلى الموصل فحلب، ومن بعدها دمشق ثم وطئ الأرض المقدسة حيث مملكة السماء الصليبة في القدس، ومن البحر اتجه صوب صقلية، استقر فيها فترة من الزمن قبل أن يقفل عائدا إلى الأندلس في سنة 1185 وبين يديه كتاب أسفاره الشهير.

وعلى خطا المسعودي، اتجه صوب صقلية ووصف حال ما تبقى من المسلمين فيها، والتقى هناك بابن هاجر، وهو رجل رفيع المستوى في مسينا، حيث كان غنياً يحمي الأقلية المسلمة في صقلية بماله، لقد كان وصف ابن جبير لمجتمع المسلمين في صقلية في غاية الأهمية، فلقد بقيت المصادر نادرة في هذا الخصوص، حيث كان المسلمون هناك يعانون من الاضطهاد ولا أحد يعلم بحالهم وذلك لانشغال الجميع بالحروب الصليبية، مفنداً في كتابه إيجابية الأغنياء المشابهين لابن هاجر.

وبعودته سنة 1185م إلى الأندلس رأى الناس هناك بحال غير أي حال، لقد شعر بدنو أجل بقاء المسلمين في غرب أوروبا ، فقرر العودة إلى حيث بدأت رحلته ألا وهي الإسكندرية ، حيث قضى هناك ما تبقى من حياته، ليتوفى في 29 تشرين الثاني سنة1217 م تاركاً خلفه منارته في علم الجغرافية وأدب الرحلات وشعرا يلهم القارئ بعظمة وحكمة ابن جبير .

11- ماركو بولو

ولد ماركو بولو في مدينة البندقية عام 1254 م وتوفي ايضا في البندقية عام 1324 وشهرته كانت بسبب رحلاته الى اسيا الوسطى والصين .كان ماركو بولو تاجراً ومستكشفاً ، وهواول من قدّم الاوربيين للصين وآسيا الوسطى .و ألهم رحالة المستقبل ومنهم كرسيتوفر كولمبس .

لعب ماركو بول دوراً هاماً في فن رسم الخرائط لاستكشافاته الرائدة في شرق آسيا ،مما أفاد ماورو لوضع خريطته في عام 1450 والتي تعتبر أعظم تذكار عن فن رسم الخرائط في القرون الوسطى. أمّا نيكولو بولو والد ماركو بولو فكان تاجرا غنيا وكان يسافر بقصد التجارة هو واخوه مافيو للشرق الاوسط واسيا .

في عام 1271 قررت عائلة بولو ان تقوم برحلة طويلة في آسيا بقصد المغامرة ، و ان تقطع حوالي 22،000 كم وان تعبر الصين واليابان والهند .فوثق ماركو كل هذه الخبرات والمغامرات بعدة مخطوطات . بعد حوالي اربع وعشرين عاما في محيط اسيا عادت عائلة بوبو البندقية.

ولكن تمّ اسر ماركو في 1298 في معركة كورزولا من قبل جيش جينوس ،وبفترة أسره في جنوى روى ذكرياته عن السفر للأسير الايطالي روستيشيلو دا بيسا.و في عام 1299 وعاد الى البندقية وأصبح تاجراً غنيا وتزوج بابنة التاجر .

في عام 1300 نُشِرت مجموعة ماركو الترحالية ، وكانت مقسمة إلى أربعة أجزاء . فقد تم اعتبار هذه المجموعة جزء من الأدب المحكي عوضا عن اعتباره سيرة ذاتية. يصف هذا الكتاب رحلات ماركو بولو بين 1276 و 1291 كما يصف ايضا تجربته التي لا تنسى في محكمة قبلاي خان .

الجزء الأول من الكتاب يصور أقاليم آسيا الوسطى والشرق الأوسط ، الجزء الثاني اهتمّ بوصف الصين ومحكمة امبراطور المغول، الجزء الثالث صوّر أقاليم اقصى الساحل الشرقي ، بما فيها الهند و اليابان وساحل افريقيا الشرقي وسيرلانكا .الجزء الرابع فكان في وصف الحروب بين امبراطورية المغول والمقاطعات الشرقية كروسيا .

وعلى الرغم من هذا العمل المذهل بقي الكتاب مثيرا للجدل باعتبار ان ماركو بولو فشل بذكر أجزاء مهمة من الثقافة والتقاليد الصينية كـ سور الصين العظيم مثلا او استخدام الشاي .

12- كريستوفر كولومبس:

ولد في جمهورية جنوى (ايطاليا حالياً) عام 1451 م .و توفي في فالادولد (اسبانيا حالياً )في أيار عام 1506م . والده دومنيكو كان نسّاجاً فقيراً ، ولكن من الواضح أن كريستوفر تلقى تعليماً جيداً فكان قادراً على التحدث بعدة لغات بالإضافة لمعرفته بالأدب الكلاسيكي .

في سبعينيات القرن الخامس عشر ذهب بعدة رحلات تجارية الى أوربا الشرقية و وبحر ايجة ،وأيسلندا .و اتخذ من البرتغال مسكناً في عام 1476 والتي كانت اعظم مركز للإبحار في ذاك الوقت .وفي تلك الفترة تعززت رغبة كولومبس باستكشاف اراضي جديدة بالتوازي مع تطور قدراته الملاحية .

قدّم كولومبس خطط استكشافاته لملوك اسبانيا والبرتغال ،و في المرتين تم رفضها . لكن في عام 1492 تم اخذ طلبه بالحسبان من قبل الملك فيرديناند والملكة ازابيلا .

فكانت رحلته الاولى التي أعدّ لها في الثالث من أب عام 1492م، بعد تمويل كافي من العاهل الاسباني وثلاث سفن : سانتا ماريا ، نينا ، بينتا .

وتمّ جمع مئة وأربعة رجال ليكونوا ضمن طاقمه . وضع السفن في الاطلنطي واستغرقت الرحلة خمسة اسابيع . خلال هذه الرحلة مات الكثير من الرجال من الجوع والعطش والأوبئة .

و في الثاني عشر من تشرين الاول 1492م، وجد كولومبس أرضاً و اعتقد أنها آسيا وأسماها سان سلفادور . تابع رحلته ظناً منه بأن يصل الصين بحثاً عن الثروات و لكن انتهى الامر بأن يرسو بهسبانيا وكوبا .بهذه الاثناء ترك سفينة بينتا وطاقمها ليستكشفوا وحدهم ،وسفينة السانتا ماريا غرقت . لذلك عاد كولومبس على متن النينا الى اسبانيا بعد انهاء رحلته الاولى في الخامس عشر من اذار 1493 م . أمّا في رحلته الثانية فتوجّه نحو الغرب في أيلول لعام 1493 م ،برفقة ألف و مئتي رجل في سبع عشرة سفينة . في الثالث من تشرين الثاني اكتشف ثلاث جزر اضافية : جامايكا ، غوادليوب ،ودومنيكا .ظنّ كولومبس أن هذه الجزر تابعة لليابان . فأبحر مجدداً بحثا عن الغنى الى هيسبانيولا . هنا عقد مع بعض بحارته تسوية . وعاد الى وطنه في اذار 1496م. في رحلته الثالثة اتخذ عدة طرق جنوبية متطلعاً للصين ، عبر ترينداد ،وتوباغو ،مرغريتا ،وغرينادا في تموز 1498م، ثم ابحر عائدا الى هيسبانيولا ليجد ان مستعمرته غارقة في الفوضى.تم اعتقال كولومبس في عام 1500 وترحيله الى اسبانيا حيث يستطيع ان يدافع عن نفسه ضد التهم الموجهة اليه بترحيل المهاجرين والفقراء المحليين .

و في رحلته الخامسة فقد بدأت في عام 1502 م، و وصل لهيسبانيولا ،فطلب منهم ان يرسوا هناك فثبطت عزيمتة و عزيمة بحارته .فأكمل رحلته في الرابع من تموز فأبحر إلى ما يعرف اليوم بأميركا الوسطى . فيما بعد جنحت سفينته عند خليج القديسة آن في جامايكا وتضررت بشكل كبير و ظلوا عالقين على جزيرة قرابة السنة .ثم تمّ ايجادهم وإنقاذهم وعادوا الى اسبانيا في السابع من تشرين الثاني لعام 1504م.

في سنواته الاخيرة بعد وصوله لاسبانيا استقر كولومبس مع ابنه وقام بكتابة كتابين .

في احد الكتابين المعنون بكتاب النبوءات استخدم "اسفار" الانجيل لعنونة انجازاته كمستكشف موازي للمبشرين المسيحيين . و في أخر المطاف توفي كولومبس في العشرين من آيار عام 1506.

13- جيمس كوك:

ولد جيمس كوك في السابع والعشرين من تشرين الاول 1728 فـ ماراتون كليڤلاند ،يوركشاير في انكلترا ،كان كوك نقيبا في البحرية وملاحاً و مستكشفاً ،في عام 1770م اكتشف ورسم نيوزلندا والحائط المرجاني الكبير في استراليا ، في سفينته اينديڤيور . و أثبت لاحقا عدم وجود التيرا الاسترالية ،خرافة القارة الجنوبية .

انضم كوك للبحرية وفي عمر التاسعة والعشرين تمت ترقيته ليصبح قائد سفينة . في حرب السبعة اعوام (1756-63) قاد سفينة أسر للبحرية الملكية . وفي سنة1768 استلم قيادة اول بعثة علمية الى المحيط الهادي أمّا عام1770 وعلى متن سفينته HMS ENDEAVOR اكتشف كوك ورسم نيوزلندا والحائط المرجاني الكبير في استراليا الذي يعتبر منذ نشأته اخطر مناطق العالم للملاحة .

بعد عودته الى انكلترا تم اختياره ليبحر ويخطط ويستكشف القطب .

في هذه الرحلة رسم حدود ما يعرف اليوم بـ تونغا ، جزر ايستر، نيو كالودونيا، جزر ساندويش الجنوبية وجنوب جورجيا و أثبت عدم وجود تيرا الاسترالية ،خرافة القارة الجنوبية .

في سنواته الاخيرة حارب كوك مرض الاسقربوط (الناعور) عبر اخضاع طاقمه لحمية تتألف من نبات قرة العين ،والكرنب المخمر ،ومستخلص البرتقال .

مات كوك في مناوشة مع الايسلنديين في استراحة الشتاء في خليج كيلاكيكوا ،هاواي في الرابع عشر من شباط.1779

رحلات كوك لها الفضل في مساعدة وإرشاد أجيال من الرحالة ، وتأمين أول خريطة دقيقة للمحيط الهادي ، كما أن الكثيرين يعتقدون بأن ما فعله لملء خريطة العالم لم يفعله أي مستكشف عبر التاريخ .

14- داروين:

تشارلز داروين هو ولد في شريسبوري بانكلترا في الثاني عشر من شباط 1809.و هو عالم طبيعيات ، في عام 1831 خرج في رحلة استقصائية حول العالم دامت خمسة اعوام على متن HMS Beagle . .

قادته دراساته عن الاجناس لتشكيل نظريته عن التطور ورؤيته عن عملية الانتقاء الطبيعي . في عام 1859 نشر كتابه اصل الاجناس .

توفي في لندن بتاريخ ،التاسع عشر من نيسان .1882 .

عندما كان داروين في جامعة كريست أصبح جون ستيڤن هينسلو أستاذ النبات مرشده . وبعد تخرج داروين من جامعة كريست بشهادة بكالوريوس في الفنون في عام 1831 قام هينسلو بترشيحه لشغل مكان اختصاصي النبات على متن HMS Beagle .

كانت مهمة السفينة بقيادة روبرت فيتزروي رحلة استقصائية حول العالم لمدة خمس سنين .

مثلت هذه الرحلة فرصة العمر لاختصاصي النبات الشاب .

في السابع والعشرين من كانون الاول 1831 انطلقت رحلة داروين حول العالم على متن HMS Beagle . ،بالإضافة لمنهاج الرحلة جمع داروين عينات طبيعية متنوعة ،متضمنة الطيور والنباتات الحجريات عن طريق الابحاث والاختبارات التي كانت بين يديه ، كان لديه فرصة فريدة ليراقب ويرصد عن قرب مبادئ علم النبات وعلم الارض وعلم الحيوان .

كانت جزر المحيط الهادي وأرخبيل غالاباغوس وجنوب امريكا محط الاهتمام الرئيسي لداروين .

عند عودته الى انكلترا في عام 1836، بدأ داروين بكتابة مكتشفاته في مجلة الابحاث كجزء من السرد الاكبر للكابتن فيتزوري الذي عدِّل لاحقا الى علم الحيوان في رحلة الـ Beagle .

كان لرحلته تلك بالغ الآثر على نظرته لتاريخ الطبيعة . بدأ بتطوير نظرية ثوريّة حول أصل الكائنات الحية تخالف الاراء السائدة لاختصاصي الطبيعة في ذاك الوقت .

15- ابن بطوطة:

رحالة مغربي ولد في الخامس و العشرين من شباط عام 1304 .

استمرت رحلاته ثلاثة عقود من الزمن زار أثنائها أجزاء من افريقيا و آسيا و اوروبا . كما أنه عاصر ماركو بولو .في الواحد و العشرين من عمره ذهب للحج في مكة عام 1325 م و بقي فيها لعام ثم تابع مسيره إلى سورية و مصر . فأصابه جنون السفر حيث سافر إلى الأقاليم الغربية لبلاد فارس و العراق .

رحلته الثانية كانت عبر البحر متجهاً إلى اليمن على طول ساحل البحر الاحمر ، فتابع مسيره إلى مقديشو و القرن الافريقي ، و زار عمان و اقسام اخرى من الخليج الفارسي ثم عاد إلى مكة . و عاود الرحيل إلى أنطاليا و اجتمع بالحكام المحليين و علماء الدين هناك .

أبحر ابن بطوطة عبر البحر الاسود لرؤية القبيلة الذهبية في جزيرة القرم ،مدفوعا لزيارة القوقاز لمقابلة خان ومن هناك قام برحلة الى عاصمة قبيلة هورد ساراي قبل ان يتوجه الى شرق اراضي نهر الفولغا . كما أمضى بعض الوقت في افغانستان ومنطقة وادي النهر قبل ان يصل الى وادي السند .

بعد أن وصل الى دلهي بقي هناك لعشر سنوات وعمل كقاضي. و في عام 1342 ترك المدينة لاكتشاف اقاليم وسط الهند وتتبّع ساحل مالبار وصولو لجزر المالديف .

أمّا رحلته التالية كانت اطول فمن جزر سيلان الى سومطرة ومن هنا ذهب الى الصين وامضى بعض الوقت بالترحال هناك

ومن اواخر 1340 حتى بدايات 1350 استمر بالترحال دون توقف ورحلته الاخيرة كانت عبر الصحاري الى النيجر

وصل الى المغرب في 1354 وعمل على كتابه) الرحلة( في العام التالي.

بعد وفاته في سنة 1369 لفّ كتابه الغموض ولم يطبع وينشر حتى القرن التاسع عشر . أمّا التفاصيل فقد اكتشفت عقب احتلال فرنسا للجزائر ونشرها لنسخة عربية فرنسية من الكتاب في سنة 1830 لتنطلق سمعة ابن بطوطة كأحد اعظم الرحالة في القرون الوسطى .

لقد ترك الرحالة آثارهم إما في كتب أو مقالات أو رسائل أو صور ولوحات، ولكن كل تلك الآثار المادية لا تسواي شيئاً أما الأثر البشري على هذه الأرض، لقد كانوا أول من وطئ الأراضي من بين بني البشر، وساعدوا في نشر حضارة بلدانهم عبر التنقل والحل والترحال، لقد كانت تلك الخطوات الواثقة خير ممهد للالتقاء البشرية وتقابلها، لقد جعلت تلك الرحلات البشرية أكثر اتصالاً قبل اكتشاف الانترنت والهاتف والسيارة، لذلك كان إنجازهم الإنساني والبشري شيئاً منقطع النظير.

لمتابعة الجزء الأول من المقال:

الرحلات: مغامرة الإنسان الأزلية ... الجزء الأول:

هنا

المراجع:

رحلة الاسكندر الأكبر 356 ق م

هنا

المسعودي 896 م

هنا

السيرافي 941 م

هنا

البيروني 973 م

هنا

ابن فضلان (القرن العاشر الميلادي)

هنا

الإدريسي 1099 م

هنا

ابن جبير 1145 م

هنا

ياقوت الحموي 1179 م

هنا

ماركو بولو 1254 م

هنا

ابن بطوطة 1304 م

هنا

زينج هي 1371 م

هنا

كولومبوس 1451 م

هنا

ماجلان 1480 م

هنا

جيمس كوك 1728 م

هنا

تشارلز دارون 1809 م

هنا