الهندسة والآليات > التكنولوجيا الطبية

الركبة الاصطناعية الذكية وآلامٌ أقل

بدأ فصل الشتاء وبدأ معه البرد ... ومعظمنا يلاحظ خوف كبار السن من هذا الفصل، خوفاً من آلام المفاصل .. وما نلبث أن نسمع في البيت:"تدفىء جيداً يا أبوعبدو كي لا تؤلمك ركبك"، و"تدفئي جيداً يا أم عبدو كي لا تؤلمك مفاصلك"..

آلام المفاصل وبالذات مفصل الركبة منتشرة كتير بالعالم وفي تزايد بل إن التوقعات تقول أن المصابين بأمراض المفاصل سيتضاعفون تقريبًا خلال السنوات القليلة القادمة (الله يعافي الجميع) لذلك يتوجه الطب نحو المفاصل الاصطناعية وهنا تحديدا سنتكلم عن الركبة الاصطناعية الذكية.. أخد بعض العلماء على عاتقهم هذه المهمة وهي ابتكار وتطوير مفاصل صناعية مهمتها الأساسية تنبيه المريض بنوبة الألم قبل حدوثها بمدة معينة بحيث يكون لديه الوقت الكافي لأخذ العلاج ويعطي الطبيب فرصة لمعرفة الأسباب الفعلية لمرضه والقيام بما يلزم لتلافي الألم المفاجئ.

يعتمد الابتكار على دمج حساسات دقيقة ضمن مادة البولي إيثيلين المستخدمة في المفصل الصناعي لتقوم بإعطاء إحصاءات دقيقة لعمل المفصل وتساعد على تطوير العلاج الطبيعي وتجنب إجراء عمليات في المستقبل.

من الأسباب التي ساعدت على التوصل لهذه الطفرة العلمية في هذا المجال الطبي:

- الإصابات المستمرة في مفصل الركبة لممارسي الرياضات الترفيهية : ككرة القدم، أو كرة السلة حيث شكل تحميل المفصل فوق طاقته السبب الرئيسي لأكثر الإصابات في هذا المجال، وبالتالي أصبح من الضروري التوصل لحلٍ يقوم بحساب القدرة القصوى للمفصل وبالتالي معرفة قدرات كل لاعب ومدى تحمله.

من المشاكل أيضاً أنه عندما تتم عملية تنفيذ وتركيب مفصل صناعي يتم تثبيت المفصل وإغلاق مكان العملية، وتكمن المشكلة في أن النتائج التي سيحصل عليها الطبيب والتقييم لن يكون سوى من ردود فعل المريض نفسه وتقيمه غير الموضعي وغير المحدد للمشكلة، وفي حال كان هناك مشكلة في تراكب المفصل أو تثبيته بشكل جيد فهذا سيسبب آلاماً كبيرة قد يصعب قياسها، وهذا ما يحصل في حوالي 20% من حالات استبدال المفصل.

وصف أحد الباحثين المشاركين في هذا الابتكار اختيار مفصل الركبة بالاختيار الممتاز لهذه العملية، وذلك لكثرة الحالات المصابة بهذا المفصل بالذات، كما تمكن من خلال خوارزمية قام بتطويرها أن يحسب بشكل دقيق التحركات الدقيقة، ويحدد أي تراخي للمفصل الاصطناعي (الركبة)عن طريق الارتجاج، ثم وباستخدام الحساسات مزروعة ضمن الركبة الاصطناعية يمكنه أن يحدد كيف يستجيب المفصل للقوى المطبقة عليه.

ويضيف أحد الباحثين "أنه حتى في الحالات التي يتم فيها تركيب المفصل الاصطناعي بشكل صحيح فإن المرضى يعانون أحياناً من ألم مستمر مما يجعلنا في حيرة.. فكيف نقوم بمساعدتهم دون اللجوء إلى المسكنات، وعلى الرغم من قدرة الأطباء على رؤية مشكلة التموضع (المحاذاة) أو التثبيت الخاطئ عبر الأشعة السينية إلا أنه لا يتم معرفة السبب.

بينما ومن خلال هذه التقنية سنتمكن من الحصول على معلومات إضافية حول المفصل المركب ليتم أخذ إجراءات وقائية والمساعدة في إعادة التأهيل دون الحاجة لتكرار العمليات الجراحية "

لدمج هذه التقنية مع كل نماذج المفاصل الاصطناعية قرر العلماء زرع هذه الحساسات في الجزء المتوسط من المفصل والذي يتشكل من مادة البولي إيثيلين والتي تعد شائعة في مفصل الركبة الاصطناعي مما يجعلها سهلة الاستخدام في جميع الأنواع.

إن مثل هذه الخطوة ستساعد كثيرًا في تطوير أدوية وعلاجات في المستقبل نظرًا لقدرتها الدقيقة على جمع معلومات عن حالات المريض من خلال حركته واكتشاف نوبات الألم التي قد يعاني منها.

كما وصف أحد الأطباء المشاركين هذا الابتكار بأنه طفرة في هذا المجال وذلك لسهولة تشخيص الحالات من خلاله مما يسمح للمريض بالتخلص من الكثير من المسكنات والعلاج الطبيعي ..

هل ستشكل هذه التقنية فرقاً لدى من يستخدم المفاصل الاصطناعية؟ وهل حقاً ستخفف عنهم آلامهم؟ عطونا آرائكم بهالموضوع !!ولا تنسوا تتدفوا منيح ...

المصدر : هنا

مصدر الصورة: هنا