الطب > طب الأنف والأذن والحنجرة

عيدان تنظيف الأذن. هل تنظِّف الأذن أم تؤذيها؟

إنْ لم تكن قد شاهدتها فإنّك حتماً قد قرأت عن الشخصيّة "Lena Dunham" في مسلسل "HBO's Girls" وحادثها مع عيدان تنظيف الأذن القطنيّة. فمسحها الشديد والعميق لأذنها جعل عود تنظيف الأذن يستقر ويعلق داخلها فاحتاجت لمساعدة الطبيب.

علينا أن نعترف بأن هذا الحادث استثناءٌ مبالغٌ فيه، لكن على مرّ السنين كانت مساوئ عيدان تنظيف الأذن القطنيّة تطغى على محاسنها عندما يتعلّق الأمر بصحّة الأذن. فالوسيلة التي طالما كانت مناسبة للتخلّص من شمع الأذن (والذي يعرف علمياً بالصملاخ) يُعتقد حالياً أنّها تؤذي أكثر من أن تساعد وتفيد.

على أيّ حال، ما هي مساوئ شمع الأذن؟ وكيف نستطيع تنظيف الأذنين بدون استخدام عيدان التّنظيف القطنيّة؟

يسعدنا أنك سألت، فدعنا نرى الإجابة ...

هل تستطيع سماعي الآن؟

استُخدمت عيدان التّنظيف القطنيّة في البداية لإزالة الشمع من الأذن، ولكن من الناحية الصحيّة فإنّ هذا الشمع هو الوحيد الذي يعزّز صحة أذنيك..!

حيث يقول الطبيب Jeffrey Spiegel - الأستاذ في قسم طبّ الأذن والأنف والحنجرة في جامعة بوسطن الطبيّة - "يحوي شمع الأذن خصائص مضادّة للجراثيم والفطريّات، كما أنّه يحمي جلد قناة الأذن من الجفاف ويعدّ مُنظفاً طبيعياً لها."

يقول الطّبيب Ronald Hoffman وهو المدير الطبي في معهد الأذن في مؤسسة New York Eye and Ear Infirmary of Mount Sinai (NYEE): " تتنوع كميّة شمع الأذن ولونه ولزوجته (طريّ أم جامد) من شخص لآخر".

إنّ شمع الأذن يهاجر بشكل طبيعيّ إلى الحافّة الخارجيّة للأذن، وبالتّالي فإنّ أيّ شيء يمنع هذا الشمع من التحرك للخارج - كاستمرارك بالتجوّل وأنت تضع سمّاعات الأذنين - يمكن أن يسبب تراكمه داخل أذنيك.

وجدت دراسة لمجلة (Journal of the American Medical Association (JAMA في عام 2008 أنّ حوالي 12 مليون مريض يزورون الطبيب سنويا بسبب تراكم الشمع في الأذن والذي يعود لأسباب مختلفة كاستعمال سمّاعات الأذن أو شعر الأذن الزّائد أو تضيّق أقنية الأذن، كما يمكن أن يكون العَرَن exostoses (وهو حدوث تضخّمات عظميّة) سبباً في تراكم الشمع وهذه التضخّمات العظميّة تحدث غالباً عند الأشخاص الذين يمارسون رياضة ركوب الأمواج، ويُذكر أنّ الأشخاص الذين يسبحون في ماء بارد يتراكم في آذانهم الشمع لأن الماء البارد يعيق عمليّة هجرة الشمع أيضاً.

الحلقة الدّاخليّة..

بالتأكيد إنّ الحفاظ على تراكم الحدّ الأدنى من الشمع هو المفتاح والحلّ.

وبينما تُعدّ أعواد تنظيف الأذن القطنيّة رائعة لتنظيف الأذن الخارجيّة إلا أنّها تشكّل خطراً حقيقيّاً على الأذن الدّاخليّة.

" يمكن أن تُخدش قناة الأذن والتي لها بشرة حسّاسة جداً بسبب أعواد التنظيف مما يجعلها عرضةً للإصابة بالإنتان" كما يقول الطبيب Spiegel.

"قد تشعر أن هذه الأعواد تقوم بعملها جيداً عندما يعلق عليها بعض الشمع فيغيّر لون قطنها من أبيض لأصفر، ولكن في النهاية إنّ كلّ ما استطعت فعله هو أنّك دفعت الشمع أكثر داخل قناة الأذن بحيث يصبح من الصعب خروجه"

وأضاف الطّبيب Hoffman "إنَّ دفع العيدان المُنظِّفة كثيراً داخل الأذنين يخرّب البنى الحسّاسة للأذن الوسطى والأذن الداخلية مما قد يسبّب فقدان السمع الدائم (وما ينتج عنه من اعتلال معرفي لاحقاً) وقد يسبّب نزيفاً و احمراراً.

تنظيف، تنظيف..

من المُفاجِئ أنّ أفضل طريقة لتنظيف الأذن هي عدم تنظيفها..!

يقول Spiegel : اترك قناة الأذن وشأنها والشمع سيتحرك بشكل تلقائي للخارج، و إن كنت قلقاً اذهب لزيارة طبيب مختص بأمراض الأذن والأنف والحنجرة (جرّاح رأس وعنق) والذي بدوره يستخدم مجهراً وأدوات دقيقة لإزالة الشمع من أذنيك بشكل مريح.

وللوقاية من أذن السبّاح ( التهاب الأذن الخارجية المشاهد بكثرة عند السباحين) يمكن استخدام سدّادات الأذنين وعُصابات الأذن المضادّة للماء لإبقاء المياه خارج الأذن، أمّا الحالات الشديدة فيجب أن تتمّ معاينتها من قبل طبيب أذن وأنف وحنجرة من أجل إعطاء المريض المضادّات الحيويّة على شكل قطرات أذنيّة.

من الجدير بالذكر أيضاً أنّه يوجد طرق بديلة عن العيدان للحفاظ على صحّة الأذن، حيث أشار Hoffman إلى وجود أكثر من نوع من القطرات الأذنية التي تُذيب الشمع - رغم أنّه يوصي باستشارة الطبيب قبل شرائها - فإذا كان لديك ثقب في طبلة أذنك وقمت بوضع قطرات داخلها لإذابة الشمع، فإنّك قد تسبّب إنتاناً في الأذن، بالإضافة إلى أنَّ قناة الأذن تكون ضيقة جداً عند بعض الأشخاص وبالتالي فإن استخدامهم للقطرات الأذنيّة قد يجعل الأمور تزداد سوءاً.

أمّا الطّبيب Sean Hashmi - وهو طبيب مُمارس في Keiser Permanente (مؤسّسة صحيّة في مدينة سان فرانسيسكو) - فقال أنّه أحياناً يقوم بتليين الشمع باستخدام liquid docusate (مادة مُطرّية تستعمل عادةً لمعالجة الإمساك).

وفي الخلاصة " إن تنظيف أذنيك في المنزل بين الحين والآخر من شأنه أن يقلّل احتمال تراكم كميّة أكبر من الطّبيعية للشّمع في الأذن بعيداً عن الوسائل الخطرة كالأعواد والدبابيس أو وضع الشمع على الأذن ( حيث يقوم بعض الناس بإشعال شمعة مجوفة من أحد الطرفين ووضع الطرف الآخر على الأذن لاعتقادهم بأن ذلك يذيب شمع الأذن ويسهم في إخراجه!). فلا يمكن الحد من تراكم الشمع في الأذن بواسطة عيدان التنظيف القطنية ولا يمكن حل المشكلة بواسطة الدبابيس.

المصدر:

هنا