الهندسة والآليات > الروبوتات

الروبوتات الصناعية في عطلة عيد الميلاد

النهضة الصناعية الحديثة اعتمدت بشكل كبير على الروبوتات الصناعية. في هذا العام وبمناسبة عيدالميلاد طرحت شركت جينرال موتورز عرضا لروبوتاتها وهي تساعد بابا نويل في تحضير هدايا هذا العيد. المقال التالي يعرفنا على الرسالة وراء هكذا عرض وإنعكاساته على عالم الصناعة.

في البداية وكتعريف مبسط للروبوت، نستطيع القول أنه آلة تحوي محرك متحكم به (محرك سيرفو). ولمن يعرف آلية عمل محرك السيرفو يعلم أنه يعتمد على تغذية خلفية لتصحيح حركته وموضعه. وبذلك فإن تبادل الأوامر بين المحرك والكمبيوتر يعطي الكمبيوتر فكرة عما يفعله الروبوت ويسمح للكمبيوتر بارسال تعليمات واوامر للروبوت في الوقت ذاته. طبعا هذه الأوامر والقرارات الصادرة عن الكمبيوتر ستكون بناءا على برنامج طوره أحد مهندسي البرمجيات.

من الممكن القول أن أول ما صنعت له الروبوتات في خطوط الانتاج كان للقيام بالأعمال الخطيرة، الوسخة، المتكررة، أو الصعبة على الإنسان. حيث أن للروبوت قدرة تحمل تفوق قدرة الإنسان، كما أن له قدرة على التواجد في ظروف وأوساط يصعب على الإنسان التواجد بها. ومع ذلك فإن للبشر تبقى مهمة مراقبة أداء الروبوت والتدخل إن لزم الأمر.

طبعا إن أردنا التحدث عن الروبوتات الصناعية، فلا بد من ذكر اسم شركة جينرال موتورز عملاق صناعة السيارات الأمريكية، والتي تعد من الرائدين في مجال أتمتة المصانع. حيث أن الروبوت الصناعي "يونيميت" (Unimate) الذي أدخلته جينرال موتورز إلى خط انتاجها يعد أول روبوت صناعي في العالم. وقد تم تطويره من أكثر من خمسين عاما بالتعاون مع جوزيف إنجيلبرجير الملقب بـ "أبو الروبوتات". حيث يعتبر هذا الحدث كنقطة ارتكاز في مسار تطور الروبوتات الصناعية. مما دفع بشركة جينرال موتورز لتأسيس شركة FANUC التابعة لمجموعة جينرال موتورز والتي تعد من أكبرمصنعي الروبوتات الصناعية على مستوى العالم. مما جعل جينرال موتورز في مقدمة شركات صناعة وتطوير الروبوتات المستخدمة في عمليات التصنيع، فهي تصنع حوالي 3000 روبوت سنويا حول العالم.

هذه الروبوتات وبشكل مشابه لسلفها "يونيميت"، فإنها تقوم بعمليات كاللحام والطلاء وغيرها من المهمات. في أغلب الأحيان (إن لم يكن دوما) تكون الروبوتات مصممة للقيام بعملية واحدة فقط وفق برنامجها المسبق إعداده. فمثلا روبوتات اللحام تكون مزودة بمسدسات لحام ضخمة تتنقل من نقطة لنقطة لتثبت كامل القطعة بالمعدن المنصهر. أما روبوتات الطلاء فتتم برمجتها لطلاء الأسطح بطريقة المسح، حيث يتم توزيع الدهان بطبقة رقيقة متساوية على طول القطعة المراد طلائها وفي الأماكن الدقيقة أو المرتفعة التي يصعب على الإنسان الوصول إليها.

في هذا العام، أبهرت شركة جينرال موتورز متابعي تقنيات الروبوتات عندما أعطت 25،000 روبوت من روبوتاتها إجازة من مهماتها التقليدية لتنتقل للعمل في مساعدة بابا نويل في تجهيز هدايا العيد. حيث لم تقتصر مهمات الروبوتات على تصنيع الألعاب و تجميعها، بل تعدت ذلك لتشمل وضع الهدايا في الصناديق وتغليفها وإضافة أو لحام شريحة حديدية يحفر عليها اسم المرسل إليه.

وقد علق الكثير من المهتمين بهذا المجال أن هكذا عرض ينبئ بثورة في عالم الروبوتات متعددة المهام ويظهر القدرات التي وصل إليها العلم في برمجة الروبوتات. حيث أن إعادة برمجة هكذا عدد من الروبوتات كان يعتبر من المستحيلات لما يتطلبه من جهد ووقت بالإضافة للكلفة المترتبة على هكذا عملية. وبذلك نستطيع القول أن جيلا جديدا من الروبوتات القابلة لإعادة البرمجة قد أصبح متوفرا للاستخدام في المصانع. مما سيعكس قفزة في عالم الصناعة وإدارة خطوط الانتاج.

وفي الختام، نأمل أن تكونوا قد استمتعتوا بهذا المقال كما استمتعت الروبوتات بعطلتها لهذا العيد. شاركونا أفكاركم في فوائد إعادة برمجة الروبوتات.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

مصدر الصورة: هنا