الفنون البصرية > فنانون عالميّون

"النساء الغاسلات" لـِتشارلز أولريش

يدنونَّ من بئر ِالماء، ينثرون قِطَع الغسيلِ الملوّنة، يتجاذبونَ أطرافَ الحديث عن أعمالِ أزواجهنَّ، تروي إحداهنَّ للأخرى قصّة صديقةٍ لها، الثانية تخبرها ما فعلت ابنتها

..وهكذا يكملنَّ مشوار العمر يصبرنَّ على ضنكِ العيش الّذي فَرضَ عليهنَّ مثل هذا عمل.

هكذا ألهمنا الرّسام الأمريكي "تشارلز فريدريك أولريش "في لوحتِهِ الزيتية الرّائعة "الغاسلات الإشبيليات" والتي رسمها ما بين 1885-1889.

الرّسام الذي تنقّل بين الدول الأوروبية في نهايةِ عصر الإمبراطوريات، شَهِد بعينيهِ عذابات النّاس وآلامهم في جمعِ أرزاقِهم، لعلَّ لوحته هذه هي محاولة لإيصال رسالة مفادُها: أوروبا لم تكن سعيدة في الماضي، وأي ّماضي.. لقد كان قبل 120 فقط!

صوّر أولريش في لوحتهِ التقنيات البدائية المُستخدمة في غسل الملابس، ولكن لمن كل تلك الملابس الملونة والمزركشة!

هي حتماً ليست للفقيراتِ اللواتي يغسلنَّ تحت أشعة الشمس الحارقة، ومن كافةِ الأعمار، بل للمرفّهاتِ اللواتي لم يدركنَّ بعد خشونة الحياة، على عكس تلك الأيادي الرقيقة التي تركت أبناءها وبدل أن تخصّص ذلك الوقت لغسلِ ملابس عائلاتها، تغسل ملابس غيرها كي تعيش عائلتها.

إنها حياة الفقراء، ولكن تلك الأيادي التي اعتادت الخشونة، مصيرها أن تربّي عظماء، فبيوت الفقراء هي التي أنجبت العظماء عبر السنين الطويلة.

المصادر:

هنا

هنا

هنا