الطب > موسوعة الأمراض الشائعة

التهاب الجيوب الأنفية المزمن

يعدٌّ التهاب الجيوب المزمن حالة التهابيّة مستمرة تصيب واحداً أو أكثر من الجيوب. وبالرغم من أن التهاب الجيوب المزمن أقل انتشاراً من الالتهاب الحاد إلا أن انتشاره قد زاد مؤخراً عند مختلف الفئات العمرية.

ينتشر المرض بشكل أكبر عند البالغين متوسطي الأعمار إلا أنه قد يصيب الأطفال أيضاً.

لنتعرف على المرض وأعراضه ومسبباته والمعالجات وسبل الوقاية الممكنة، ولنبدأ بلمحة عن الجيوب الأنفية.

ما هي الجيوب؟

هي عبارة عن تجاويف صغيرة مملوءة بالهواء تتوضع داخل عظام الجمجمة في الجبهة والوجنتين. تُبطن هذه الجيوب ببطانة تفرز مواداً مخاطية تنزح إلى جوف الأنف عبر أقنية صغيرة.

ما هي الأعراض التي يشتكي منها المريض؟

تتشابه الأعراض بين التهاب الجيوب الحاد والمزمن ولكن التهاب الجيوب الحاد عبارة عن حالة مؤقتة غالباً ما تتلو الإصابة بالرشح. أما التهاب الجيوب المزمن فيستمر لفترة أطول ويسبب التعب والإنهاك بشكل أكبر، كما أن الحرارة التي ترافق الالتهاب الحاد لا ترافق الشكل المزمن عادةً.

ويلزم لتشخيص التهاب الجيوب المزمن وجود عرضين على الأقل مما يلي:

- سيلان مفرزات أنفية صفراء أو مخضرّة إما من فتحتى الأنف أو نحو الحلق.

- احتقان الأنف والشعور بانسداده وصعوبة التنفس من الأنف.

- الألم والإيلام باللمس (tenderness) والانتفاخ حول العينين والوجنتين والأنف والجبهة. وفي العديد من الحالات يشعر المريض بامتلاء الوجه والانزعاج أكثر من إحساسه بالألم.

- تراجع حاستي الشم والذوق.

قد يترافق المرض مع أعراض أخرى كألم الأذن والفك والأسنان، والتهاب الحلق والسعال الذي يسوء ليلاً، ورائحة النفس الكريهة والشعور بالغثيان بالإضافة إلى التعب المستمر. وتستمر الأعراض بين زيادة وخفوت لمدة تزيد عن 12 أسبوعاً.

قد يبدي الأطفال أعراضاً أخرى كالهياج (irritability) والشخير والتنفس الفموي والكلام من الأنف (الخنّة).

متى ينبغي على المريض طلب الاستشارة الطبية؟

ينبغي عليك مراجعة الطبيب إذا:

- عانيت من عدة نوبات من التهاب الجيوب الحاد الذي لم يستجب للمعالجة.

- استمرت أعراض التهاب الجيوب أكثر من 7 أيام.

- لم تتحسن الأعراض بعد مراجعتك الأولى لطبيبك.

ما هي أسباب التهاب الجيوب المزمن؟

إن أغلب حالات التهاب الجيوب المزمن تتلو الإصابة بالتهاب حاد. ومن أهم أسباب الالتهابات الحادة الإنتانات التنفسية وفي مقدمتها الرشح والإنتانات السنية. وتوجد العديد من العوامل المؤهبة التي تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالإنتان في الجيوب وبالتالي تؤهب بشكل أكبر لتحول الإنتان الحاد إلى الشكل المزمن، ومن هذه العوامل نذكر:

- الحساسية الأنفية (الأرجيّة Allergy): تسبب الحساسية انتفاخاً في مخاطية الأنف و بالتالي سوءاً في تصريف الجيب ممايؤهب لإصابته بالإنتان.

- العوامل التي تعيق تصريف الجيب إلى الأنف كالسليلات الأنفية (البوليبات) ورضوض الوجه وانحراف الوتيرة (الحاجز الأنفي).

- بعض الأمراض كالربو والتليف الكيسي والسكري والأمراض الالتهابية كداء واغنر.

- حالات الضعف المناعي كما في حالات المرضى المصابين بالإيدز والذين يتناولون العلاج الكيماوي.

- التدخين والمواد التي تؤخذ عبر الاستنشاق كالكوكائين.

- الحمل: يزيد الحمل من أهبة الحامل للإصابة بالتهاب الأنف.

ما هي عوامل الخطورة للإصابة؟

من العوامل التي تزيد من خطر تعرضك لالتهاب الجيوب المزمن:

- العيوب التشريحية في الأنف: كانحراف الوتيرة أو السليلات الأنفية (البوليبات).

- الحساسية للأسبرين: والتي تتسبب بأعراض تنفسية.

- الاضطرابات المناعية: كالإيدز والتليف الكيسي.

- الحالات التحسسية كحمى القش (hay fever).

- الربو: 1 من كل 5 أشخاص مصابين بالتهاب الجيوب المزمن يعانون من الربو.

- التعرض بشكل مستمر للملوثات بما فيها دخان السجائر.

هل يؤدي المرض لمضاعفات خطيرة؟؟

من المضاعفات النادرة التي قد يسببها التهاب الجيوب المزمن:

- إثارة نوبات الربو.

- التهاب السحايا.

- مشكلات بالرؤية: إذا انتشر الإنتان إلى ما حول العين فقد يسبب انخفاضاً في حدة البصر أو حتى العمى.

- أمهات الدم(aneurysms) أو الجلطات(clots): قد يسبب الإنتان مشكلات في الأوردة المحيطة بالجيوب مما يتعارض مع التروية الدموية للدماغ ويعرض المريض لخطر الإصابة بالجلطة الدماغية (stroke).

المعالجة:

إن معالجة السبب المؤدي لالتهاب الجيوب تشكل حجر الأساس في الخطة العلاجية. على سبيل المثال ينبغي معالجة الإنتانات السنية أو الربو أو الحساسية الأنفية أو الإنتانات الفطرية ....الخ.

قد يصف الطبيب مجموعة من الأدوية التي تهدف إلى تخفيف الأعراض ومنها:

- المحلول الملحي المستخدم لتنظيف الأنف.

- الستيروئيدات الموضعية: تفيد البخاخات الستيروئيدية في علاج الالتهاب والوقاية منه.

- الستيروئيدات الفموية أو المحقونة: تستخدم فقط في حالات الالتهاب الشديدة، وخاصة إذا ترافقت مع السليلات الأنفية (البوليبات). تسبب الستيروئيدات الفموية تأثيرات جانبية خطيرة عند استعمالها على المدى الطويل لذا يُكتفى باستعمالها في الحالات الشديدة فقط.

- مزيلات الاحتقان (decongestants): تتوافر مزيلات الاحتقان بشكل مشروب أو حبوب أو بخاخات أنفية وتباع دون وصفة طبية في الصيدليات ومنها Oxymetazoline، ومن الضروري استخدامها لعدة أيام فقط فاستخدامها لمدة أطول يسبب عودة الأعراض بشكل أشد.

- مسكنات الألم: كالأسبرين والباراسيتامول والآيبوبروفن. مع الحذر من إعطاء الأسبرين للأطفال دون 18 عاماً بالإضافة إلى كون بعض مسكنات الألم قد تزيد من حالة التهاب الجيوب سوءاً لذا من المهم استشارة الطبيب قبل استخدامها.

- المعالجة المزيلة للحساسية تجاه الأسبرين: عند المرضى الذين يعانون من هذا النوع من الحساسية ولا تتوافرهذه المعالجات إلا في المراكز المتخصصة.

- الصادات الحيوية (Antibiotic) تفيد الصادات الحيوية في الإنتانات الجرثومية فقط وبما أن التهاب الجيوب في الغالب ليس بسبب جرثومي فهي غالباً غير مفيدة.

- المعالجة المناعية: تستخدم عندما تكون الحساسية هي المسببة لالتهاب الجيوب.

يلجأ الأطباء إلى جراحة الجيوب التنظيرية في الحالات المقاومة للمعالجات الطبية. وتعتمد الجراحة على إزالة البوليبات أو الأنسجة السادة للأنف أو توسيع فوهة الجيب للمساعدة في نزح المفرزات.

المعالجات المنزلية :

قد تساعدك هذه الخطوات في تخفيف أعراض التهاب الجيوب:

- الراحة: تساعد الراحة الجسم في مقاومة الالتهاب وتسرع الشفاء مع ضرورة رفع الرأس قليلاً أثناء النوم لتسهيل تفريغ المفرزات.

- شرب السوائل: كالماء والعصائر الطبيعية والتي تساعد في تمييع المفرزات و تسهيل نزحها. مع ضرورة تجنب الكافئين والكحول التي تجفف الجسم .

- ترطيب الجيوب الأنفية: ضع بعض الماء الساخن في وعاء وحاول استنشاق البخار الصاعد، حاول جعل البخار يتصاعد مباشرة إلى وجهك. أو استنشق الهواء الرطب أثناء الاستحمام ، يساعدك ذلك في تخفيف الألم ويسهل إفراغ المفرزات الأنفية.

- وضع منشفة مبللة بماء دافئ على الوجه.

- تنظيف الأنف بمحلول السيروم الملحي المخصص لذلك أو يمكن صناعة محلول التنظيف منزلياً باستخدام ماء معقم (يغلى ثم يبرد).

- تجنب الأمور التي تثير التهاب الجيوب عند المريض كالتدخين، وينصح بالاهتمام بنظافة الأسنان، كما أن تغير الضغوط الناجم عن الطيران أو الغطس قد يزيد الأعراض سوءاً عند المريض ويعرضه لبعض المضاعفات الخطيرة لذا ينبغي استشارة الطبيب قبل القيام بهذه الأنشطة.

الحاشية:

أمهات الدم (aneurysms):

هو انتفاخ أو "تضخم" في جدار الوعاء الدموي، إذا زاد التضخم بشكل كبير، يمكن أن ينفجر ويسبب نزيفًا خطيرًا قد يؤدي إلى الموت.

المصدر:

هنا

مصادر المقال:

هنا

هنا

مصدر الصورة:

هنا