الطب > السرطان

الإصابة بالميلانوما وعلاقتها بالعيون الزرقاء والشعر الأحمر

عيون زرقاء ... شعر أحمر ... هل للجمال ضريبة؟!

الميلانوما (Melanoma) هو نوع من أنواع سرطان الجلد يصيب الخلايا الصبغية (الخلايا الميلانينية) المسؤولة عن إنتاج "الميلانين" وهي الصبغة المسؤولة عن لون البشرة.

يصيب هذا السرطان الجلد غالباً، ولكنه قد يصيب أجزاء أخرى من الجسم تحتوي على هذه الخلايا (كالأمعاء والعين) . ويعتبر سرطان الخلايا الصبغية melanocytes أقل شيوعاً مقارنة بالأنواع الأخرى من سرطانات الجلد، ولكنه أكثر خطورة بحيث تعزى إليه أغلب الوفيات المرتبطة بسرطان الجلد.

وقد أوضحت دراسة جديدة مؤخراً أن الجينات المسؤولة عن العيون الزرقاء والشعر الأحمر قد تؤدي إلى فرصة أكبر لظهور الشامات (ج شامة، أو خال) والنمش في مرحلة الطفولة، والتي غالباً ما تكون سلائف (أي مرحلة ما قبل سرطانية) لسرطان الميلانوما في المستقبل . وقال الباحثون أن هذه الدراسة لا تنفي إمكانية الوقاية من سرطان الجلد عن طريق التجنب الحكيم للأشعة فوق البنفسجية الضارة UV ،خصوصاً في مراحل الطفولة، فمن أهم عوامل الخطورة للإصابة بسرطان الجلد هو التعرض للأشعة فوق البنفسجية.

قام الفريق بجمع عينات من الـ DNA ومعلومات حول التعرض لأشعة الشمس لـ477 طفلاً من الأطفال ذوي البشرة البيضاء الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و10 سنوات وقاموا بمتابعة حالتهم من 2004 وحتى 2008 . وجد الباحثون أن عدد الشامات وكمية النمش وحروق الشمس تزداد عاماً بعد عام بالتوازي مع الزيادة في عدد الرحلات للشاطئ والتعرض المباشر لأشعة الشمس .

أظهرت الدراسة ارتباطاً مباشراً بين التعرض الزائد المباشر لأشعة الشمس وزيادة كمية النمش. وكان الأطفال الذين يملكون الجينات المرتبطة بالعيون الزرقاء أكثر عرضة لتكوين الشامات مقارنة بالأطفال الآخرين، لا سيما إذا ما قاموا بالمزيد من الرحلات إلى الشاطئ، و أيضاً إنّ من يملكون كلاً من جين العيون الزرقاء وجين الشعر الأحمر كانوا أكثر عرضة لتكوين شامات أكبر كما كانوا يعانون من الحروق شمسية لمدة أطول.

ووجد الباحثون أن هناك سلوكيات معينة تهيّء الأطفال لتكوين المزيد من الشامات، حيث كان هناك ما يقارب ضعف عدد الشامات لمن ذهب إلى 12 رحلة للوجهات المائية (كالشواطئ والمنتجعات المائية) على مدار الدراسة مقارنة بمن ذهب رحلة أو اثنتين . .ووفقاً للدراسة فإن عدد وحجم الشامات التي تتكون في مرحلة الطفولة من الممكن أن تتنبأ باحتمالية الإصابة بسرطان الميلانوما في وقت لاحق .

وأوضح الفريق أن بعض الجينات تعمل بشكل مختلف اعتماداً على كيفية التعرض لأشعة الشمس . على سبيل المثال، فإن الأطفال ذوي العيون الزرقاء يميلون إلى تكوين المزيد من الشامات خلال العطلات ذات الوجهة المائية وذلك بسبب التعرض العادي لأشعة الشمس وليس بسبب الحروق الشمسية، وفي المقابل فإن أصحاب الشعر الأحمر يميلون لتكوين شامات أكبر عندما يتعرضون للحروق الشمسية.

قال الباحثون إن كل ما سبق ذكره يشير إلى مدى العلاقة والتفاعل المعقد بين التعبير الجيني والتعرض لأشعة الشمس، وهذه الدراسة تؤدي إلى معرفة كيفية تفاعل جيناتنا مع البيئة الخارجية وهذا سيؤدي إلى تحديد الفئة المعرضة للخطر الأكبر وبالتالي معرفة المزيد من الإرشادات حول الكيفية التي ينبغي للناس التصرف بها بناء على معرفة الجينات الخاصة بهم.

و ينصح خبراء سرطان الجلد الجميع بأخذ الاحتياطات اللازمة عند التعرض لأشعة الشمس، كوضع كريمات الوقاية من أشعة الشمس وارتداء القبعة والنظارات الشمسية والبقاء في الظل قدر الإمكان لتقليل التعرض للأشعة الضارة قدر الإمكان. وهذا لا يعني أنه يجب علينا الخوف من أشعة الشمس ولكن يجب علينا الوقاية منها بحكمة .

وقال الدكتور جيفري سالومون، الأستاذ المساعد في جراحة التجميل في كلية الطب بجامعة "يال" إن هذه النظرية قد تكون مسؤولة فقط عن بعض الأورام الميلانية وليس جميعها، حيث أن 50% فقط من الأورام الميلانية تنشأ عن الشامات الموجودة مسبقاً .وقال أيضاً إن المرضى الذين لديهم عدد 50 إلى 100 من الشامات لديهم احتمالية خطر أعلى للإصابة بسرطان الجلد، ولكن الغالبية من هؤلاء المرضى هم من كبار السن. لهذا السبب، فإنه من الصعب التنبؤ بالمخاطر الفعلية لسرطان الجلد عند هؤلاء الأطفال.

وقد تمت هذه الدراسة بالاعتماد على الجينات الصحيحة الموجودة بالعينة فقط (477 طفلاً) ولكن مع ذلك فإنها تعتبر دليلاً على العلاقة بين العيون الزرقاء والشعر الأحمر والإصابة بسرطان الجلد .

المصادر:

هنا

هنا