الرياضيات > سلسلة الأوريغامي

الحلقة الرابعة و الأخيرة: تطبيقات فن الأوريغامي في العلوم والتكنولوجيا

تحدثنا إلى الآن في سلسلة الأوريغامي عن هذا الفن وعلاقته بالرياضيات، وذكرنا بعضاً من تطبيقاته في علوم الفضاء والهندسة المعمارية..

في مقالنا الأخير ضمن هذه السلسلة سنعرض لكم بعضاً من التطبيقات الأكثر أهمية، والتي قد تنقذ العديد من البشر!

نرجو أن تكونوا قد استمتعتم في رحلتنا مع هذا الفن الرائع :)

قراءة ممتعة ^_^

تحدثنا إلى الآن في هذه السلسلة عن الأوريغامي وعلاقته بالرياضيات، وذكرنا بعضاً من تطبيقاته في علوم الفضاء والهندسة المعمارية.

في مقالنا الأخير ضمن هذه السلسلة سنعرض لكم بعضاً من التطبيقات الأكثر أهمية، والتي قد تنقذ العديد من البشر..

1- تصميم الوسادات الهوائية:

صناعة الوسادات الهوائية صناعة ليست سهلة كما يعتقد الكثيرون، لأنه ينبغي لهذه الوسادة أن تنفتح خلال جزء من الثانية من دون أي عائق وأن تصبح جاسئة بشكل جزئي بحيث تثبت أمام صدمة جسم الانسان. يعتبر الأوريغامي من أفضل الوسائل لإعطاء خوارزميات لنظام طي وفرد الوسادات الهوائية بسرعة كبيرة.

قام (Robert Lang) (أسطورة من أساطير الأوريغامي) بمساعدة شركة ألمانية لنمذجة فتح الوسادة الهوائية وطيها ضمن الأماكن المخصصة، وهذه الخوارزمية الخاصة بعملية الطي تم استخدامها في شركات النمذجة الأخرى لتطويرها أيضاً.

2- صناعة دعامات شرايين القلب:

أصبح بالإمكان بواسطة الأوريغامي الحفاظ فعلاً على أرواح الناس حول العالم، حيث قام الباحث Zhong You وزملائه من جامعة اكسفورد بتطوير دعامات للقلب والشرايين. تعمل هذه الدعامات على مبدأ "طية بالون الماء" في الأوريغامي:

هذه الدعامات ومن ضمنها البوالين تقوم فتح الشرايين المسدودة نتيجة تراكم الشحوم على الجدارن الداخلية للشرايين، وهي مصنوعة من مواد بلاستيكية يمكن أن يتم طيها وتصغير حجمها بشكل كاف للدخول عبر الشريان عن طريق القسطرة، وما أن تصل هذه الدعامة إلى موقع الانسداد أو التضيق يتم فرد الدعامة عن طريق نفخ البالون ضمنها لفتح هذا الانسداد، كما هو مبين في الصور التالية:

3- صناعة الروبوتات النانوية:

قام الباحثون باستخدام الأوريغامي لصناعة أجهزة فائقة الصغر تصل إلى مستوى البعد النانومتري (إلى مستوى جزئية الـDNA )، ووضعها ضمن كبسولات وإرسالها لأماكن من الجسم المطلوب علاجها أو التدخل في عملها، وأصبح من الممكن في المستقبل القريب أن تتجول في جسمك كبسولات لاستكشاف أماكن الخلل وتشخيض الأعراض، وتم تجريب هذه التقنية بنجاح على الصراصير الحية.

4- زراعة شبكية العين:

قام الباحث Sergio Pellegrino بتطوير زراعة شبكية العين عن طريق الأوريغامي لمساعدة الناس المصابين بمرض الضمور البقعي لشبكة العين المرتبط بالسن وأمراض التهابات الشبكية وجميع أمراض العين التي تسبب فقدان المستقبلات الضوئية.

تقنيات الطي المستخدمة في هذا العلاج سوف تسمح بوصول العديد من المستقبلات الضوئية الصناعية إلى شبكة العين عن طريق جهاز واحد فقط، وهذا ما سيسبب انخفاضاً في تكاليف العلاج.

تقوم هذه المستقبلات بإيصال الإشاراة الكهربائية من كاميرا صغيرة موجود جانب كرة العين، وهذه المستقبلات يمكن أن تكون مطاطية لملائمة تمدد وتقلص محور كرة العين.

5- منحوتات فنية خلابة:

ويبقى فن الأوريغامي يستخدم لصناعة ............ الأوريغامي!

فهنا مثلاً نجد قطع من الورق تحولت عن طريق الرياضيات إلى منحوتة مدهشة على شكل ظبي:

قام Tomohiro Tachi وهو باحث في جامعة طوكيو ومعروف كفنان للأوريغامي، بتطوير منحوتات ثلاثية الأبعاد مستخدماً تقنيات الأوريغامي. يظهر في الصورة منحوتة من المعدن يمكن طيها بعد لبس قفازات نظراً للحواف الحادة التي تحويها. هذه المنحوتة وباستخدام تقنيات الطي الخاصة بفن الأوريغامي استغرقت من الوقت ساعة واحدة من الزمن للوصول إلى شكلها النهائي.

نكتفي بهذا القدر من التطبيقات، رغم وجود الكثير من التطبيقات الأخرى التي لن نستطيع حصرها في سلسلة متواضعة عن هذا الفن..

من يدري ما يخبئه المستقبل لهذا الفن، ولا ما قد نستطيع فعله به، فلا يبدو إلى الآن أن هذه التطبيقات الحالية هي الوحيدة للأوريغامي.. ربما في المستقبل القريب سيصبح هذا الفن محط اهتمام أكبر مما هو عليه الآن، وربما سيدخل في مجالات أخرى تقلب حياتنا رأساً على عقب! ربما !

وصلنا الآن إلى نهاية رحلتنا مع الأوريغامي. نرجو أن نكون قد استطعنا إيصال جمال هذا الفن وروعته إلى قلوبكم، وأن نكون قد أوضحنا أهميته وتطبيقاته في شتى مجالات العلوم والتكنولوجيا.

شكراً لمتابعتكم.

المصادر :

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا