الكيمياء والصيدلة > صيدلة

جراثيمٌ تعيش في المهبل تنتج صادّاً حيويّاً جديداً

تعيش في جسم الإنسان وعلى سطحه أنواع مختلفة من الجراثيم المفيدة (microflora) لا تسبب المرض إنما تلعب دوراً هاماً في وظائف الجسم المختلفة وتحميه من الإصابة بالجراثيم الضارة بآليات مختلفة، وقد وجد الباحثون مؤخّراً أن هذه الجراثيم تحوي جينات قادرة على ترميز عدد كبير من الجزيئات الشبيهة بالأدوية، بما فيها صاد حيوي جديد تقوم بصنعه جراثيم تعيش في المهبل.

لاكتوسيلين (Lactocillin)، هو الدواء المعني بذلك، يشير إلى إمكاناتٍ طبية ضخمة غير مستغلة في مجال إنتاج جزيئات مضادة للأحياء الدقيقة من قبل الميكروبيوم البشري (المجموعة الكاملة من الجراثيم التي تعيش في أجسامنا). وكانت دراسات أخرى قد اقترحت أن تكوين الميكروبيومات البشرية له تأثيرات كبيرة على صحتنا، ولكن لم تحدد الآلية التي يتم بها ذلك.

لهذا السبب سعى فريق من الباحثين في جامعة كاليفورنيا لفهم كيفية حدوث ذلك، فقاموا ببناء برنامجٍ حاسوبي للتعرف على الجينات المعروف سلفاً أنها تصنع جزيئات صغيرة يمكن أن تكون بمثابة أدوية، ثم طلبوا من البرنامج البحث عن جينات مماثلة في الميكروبيوم البشري. وقد أسفر البحث عن الآلاف من هذه الجينات الصانعة للدواء في الأحياء الدقيقة التي تعيش في الجسم أو على سطحه، كان من بينها ما يشبه أدوية تم اختبارها سريرياً، كصنف من الصادات الحيوية تدعى بالتيوببتيدات (Thiopeptides).

قام الباحثون بتنقية أحدها، وهو تيوببتيد يصنع من قبل جراثيم تعيش عادة في مهبل المرأة، فوجدوا أن الدواء يقتل نفس أنماط الجراثيم التي تقتلها التيوببتيدات الأخرى، كالعنقودية الذهبية على سبيل المثال، والتي تستطيع التسبب بأخماج جلدية. لم يبين العلماء في الواقع أن جراثيم المهبل تصنع الدواء في الجسم، لكنهم أشاروا إلى أنها قامت بصنع الصاد الحيوي عندما قاموا بزراعتها.

إن إيجاد جزيئات محددة مثل هذه ودراسة ماذا تفعل سوف يساعد الباحثين على فهم كيفية تفاعل الميكروبيوم مع أجسامنا. وهذا مثال عظيم على قوة المعلوماتية الحيوية ليس فقط مجرّد كونها وسيلة لتحديد الجينات الهامة ضمن البيانات الضخمة، ولكن أيضاً لكونها تربط شرائط الجينات معاً فتزيد من فهمنا الأساسي لكيفية محافظة الجراثيم المتعايشة على ميكروبيوم بشرية صحية.

يعتبر ذلك العمل الأول من نوعه الذي يعزل مركبات جديدة بإمكانيات علاجية قوية من الميكروبيوم البشري، كما أنه يقدم منصة مثيرة للتنقيب في الميكروبيوم عن مركبات جديدة ذات أهمية طبية.

يتم تطوير دواء مشابه من قبل شركة نوفارتيس، ولكن فريق الباحثين لا يخطط لتطوير الصاد الحيوي الذي اكتشفوه إلى دواء، بل إيجاد أنماط جديدة من الجزيئات التي يتم صنعها من قبل الميكروبيوم، علّ دراستها تساعد الباحثين على فهم تأثيرات الميكروبيوم على قابليتنا للإصابة بالمرض.

المصدر:

هنا

مصدر الصورة:

هنا