الطبيعة والعلوم البيئية > عمارة وأرض

قرية Tiébélé وكل بيت لوحة!

في زاوية نائية في غرب إفريقيا وتحديدا على تلّة تطل على سفوح السافانا في بوركينا فاسو يتحول كل سطح خارجي لكل منزل إلى عمل فني متقن وفريد، يجعل مشهد الاكواخ الطينية بجداريّاتها التزينية أشبه بسلسة من لوحات الفسيفساء بمعرض خارجي. يحدث أن تقول لنفسك عند رؤية هذا المشهد أن هنالك شيئا مختلفاً في حياة هذه القرية ليجعلها بهذا التفرّد.

وأنت محق تماماً، فقرية Tiébélé هي المقر الرئيسي لقبيلة الكاسينا Kassena حيث يسكن بها زعيم هذه القبيلة التي استقرت في سفوح السافانا منذ القرن الخامس عشر. القرية هي مجمع من الأكواخ الطينية التي تغطي ما يقرب من 1.2 هكتار ضمن حدود مسورة دائرية تبقي الغرباء والمتطفلين خارجها.

هنالك مجموعة من البيوت داخل هذه القرية مغطاة بالطين الملون بأشكال ومساحات مختلفة لتمييزها عن باقي بيوت القرية، فهذه البيوت هي الخاصة بعائلات زعيم القبيلة كإشارة مماثلة لما نعرفه نحن بالقصور الملكية وقصور الرئاسة، ولا يقتصر الأمر على بيوت زعيم القبيلة، فيتم تزيين بيوت اخرى هي أضرحة يدفن بها سكان القرية موتاهم ويبقونهم قريبين منهم.

طلاء البيوت هو امتياز نسائي حيث تقوم نساء القرية بخلط الطين مع مسحوق الاحجار الملونة وطلاء المنزل وتزيينه. يرافقهم الغناء والأطفال والأدوات البسيطة. الفراغ الداخلي للمنزل دائري و بسيط جدا ويحوي على ادوات للطبخ ويكاد يخلو من النوافذ يغلب الطابع الدفاعي على تشكيلاته فهو اشبه بقلاع صغيرة. ورغم احتواء القرية على العائلات الحاكمة للقبيلة، إلا أن الناس فيها يعيشون حياة بسيطة ومتجانسة.

يهدد القرية خطر الفيضانات والتآكل، وقد تم وضعها على قائمة المراقبة من قبل الصندوق العالمي للآثار، ورغم الخطط السياحية لإدراج القرية كوجهة سياحية افريقية أخرى، فإنه من الصعب جداً الوصول اليها لذلك تستغرق كل زيارة عملية طويلة من المفاوضات ليتم قبولها في القرية نظراً لرغبة سكانها في البقاء معزولين عن التأثيرات الخارجية والحفاظ على التقاليد و المباني الخاصة بهم.

هم يعتقدون أن الحداثة تشكل تهديدا لثقافتهم ويبدو أنهم محقون بذلك.

لنتامل من خلال الصورة التالية ابداعات سكان هذه القرية:

فيديو لعملية تزيين المنزل

هنا

مصادر المقال:

هنا

هنا

مصادر الصور:

هنا

هنا

هنا