الاقتصاد والعلوم الإدارية > الأسواق المالية

الحلقة الثامنة من سلسلة الأسهم وعالم المال .. هل تجني الدببة والثيران أموالا؟

لكل صناعة ومهنة مصطلحاتها ومفاهيمها الخاصة ، كذلك الأمر في أسواق الأسهم والأوراق المالية. لكن المصطلحات قد تكون مفاجئة ومضحكة في بعض الأحيان ، فعلى سبيل المثال لا الحصر في إحدى صالات الاستثمارات في كوالالمبور يصرخ أحد الموظفين لزميله او زميلته في الطرف الآخر قائلا هل أنت عار؟ أو هل أنت عارية؟؟ عندما يسمع أحدنا كلاما كهذا يشعر بالإحراج وأن بيئة المكان الذي دخله ليست جيدة، لكن الواقع أن المستثمر يسأل زميله عن حالته هل استخدم أدوات التحوط أم لا..!!

للحديث عن المصطلحات الشائعة في أسواق الأوراق المالية نورد أشهر أربع مصطلحات متداولة بين مستثمري وول ستيريت والتي تستخدم لوصف حالة السوق ووصف المستثمرين فيه. أول مصطلحين من هذه المصطلحات هما (سوق الثيران و سوق الدببة) هذان المصطلحان متضادان وهما يعبران عن حالة السوق..أما المصطلحان الآخران فهما (المستثمر الدجاجة و المستثمر الخنزير) قد تكون الأسماء غريبة ومستهجنة لكن لكل منها معنى ودلالة..

على ماذا يدل كل مصطلح من هذه المصطلحات؟ هذا ما سيتم طرحه في هذه الحلقة من سلسلة أساسيات الأسهم..

يطلق على السوق وصف الثور عندما يكون الاقتصاد منتعشا، والأمور الاقتصادية جيدة على وجه عام ، فلا معدل مرتفع للبطالة، والناتج المحلي الإجمالي في تحسن وأسعار الأسهم في صعود. كما يطلق وصف الثور أيضا على المستثمر المتفائل بارتفاع أسعار الأسهم والذي لا يجد صعوبة في شراء الاسهم خلال هذه الفترة ، إذ أن كل شيء في تحسن. لكن حالة السوق الجيدة هذه لا تدوم طويلا وغالبا تخلف وراءها أزمة كبيرة خصوصا اذا تم تسعير الأسهم بقيم خيالية ( تسعير الأسهم بقيم أكبر بكثير من قيمتها الحقيقية مما يشجع الكثير للاستثمار في هذه الاسهم، مما يؤدي لافلاس الكثير من المستثمرين ودخول الاقتصاد في حالة ركود بمجرد انفجار فقاعة الأسعار).

أما وصف السوق بالدب فإنه يطلق في حالة ركود السوق وذلك عندما تكون الحالة الاقتصادية سيئة وأسعار الأسهم في انخفاض متواصل. خلال هذه الفترة يصعب على المستثمرين تحديد الأسهم المربحة والاستثمار فيها. على الرغم من صعوبة الأوضاع في فترة الركود إلا أن هناك العديد من الطرق لتحقيق المكاسب والاستفادة من فترة الركود، حيث أن أصحاب الأموال والمستثمرين لا يقفون مكتوفي الأيدي، بل يسعون بشتى الطرق لتحقيق المكاسب. ومن هذه الطرق (البيع القصير) أو ما يسمى بالبيع على المكشوف. ( يعتمد هذا البيع على استفادة المستثمرين من تواصل انخفاض أسعار الأسهم في فترة الركود فيقوم (المستمرون/المضاربون) باستئجار أسهم شركة معينة لفترة من الزمن ثم يقومون ببيع هذه الاسهم في السوق بسعر يومها، متوقعين انخفاضا في أسعارها، فأن تحققت توقعاتهم وانخفضت أسعار الأسهم أكثر قاموا باعادة شراء الأسهم من السوق بالسعر الجديد (سعر أقل من سعر البيع) ثم يقومون بإعادة الأسهم المستأجرة لملاكها وبهذا يتحقق لهم الربح من خلال الفرق بين السعرين). هناك طريقة أخرى قد يتبعها المضاربون للاستفادة من فترة الهبوط وهي الانتظار حتى تصل الأسعار للحضيض ثم يبدؤون بالشراء مستفيدين مما يعرف بدورة حياة السوق، إن قيام المضاربين بشراء كميات كبيرة من الأسهم يساعد على إنعاش أسواق الأسهم غالبا ويؤدي إلى ارتفاع أسعار الأسهم (بناء على قانون العرض والطلب).

إن استخدام نعتي الثور والدب لوصف السوق مأخوذة من الطريقة التي يدافع كل من هذين الحيوانين عن نفسيهما. حيث يقوم الثور باستخدام قرنيه رافعا أياهما للأعلى، بينما تقوم الدببة باستخدام كفوفها لضرب خصمها من الأعلى للأسفل، وهذا ما دفع الاقتصاديين لاستخدام نعتي الثور والدب لوصف حالة الأسواق صعودا وهبوطا.

أما فيما يتعلق بوصفي الخنزير والدجاج فان هذين النعتين يستخدمان بشكل واسع لوصف حالة المستثمرين في أسواق الأوراق المالية. حيث أن وصف الدجاجة يطلق على المستثمر الخائف من الخسارة ويرفض تحمل أي نوع من أنواع المخاطر حيث أنهم يفضلون الدخول في الاستثمارات قصيرة الأجل والتي تقدم لهم عائدا مضمونا كالاستثمار في أذونات الخزانة الأمريكية مثلا. بينما يطلق لقب الخنزير على المستثمر المغامر الذي لا يكترث بحجم المخاطر التي قد تواجهه. هذا النوع من المستثمرين لايقوم باتخاذ اي احتياطات أو تدابير تحوطية بل يسعى نحو المخاطر. هذا النوع من المستثمرين هو هدف المسثمرين الدببة والثيران إذ أن كلا منهما يستفيدان من أخطاء المستثمر الخنزير صاحب الاستثمارات المحفوفة بالمخاطر العالية.

ختاما: هناك أشكال وطرق عديدة للاستثمار، أنت تحدد الطريق التي تريد لكننا ننصحك بعدم دخول السوق قبل أن تكون مستعدا وحذرا. وقبل الدخول في عالم الأسهم عليك أن تضع في الحسبان المقولة الشهيرة في وول ستيريت.. ( الدببة والثيران تجني الأموال، بينما الخنازير مصيرها الذبح).

المراجع:

هنا

هنا

هنا

مصدر الصورة:

هنا