الطب > علوم عصبية وطب نفسي

صَمَم النَّغَم (عَمَه الموسيقى)

هل يستاء الناس عند استماعهم لغنائك؟ لا بأس ، لست الوحيد..

ففي الحقيقة وجد الباحثون أنّ 1 من كل 20 شخصاً (أي 5 %) هم مصابون بما يسمى "صَمَم النَّغَم tone deafness"، والتسمية النموذجية له هي عَمَه الموسيقى Amusia.

فقد جاء في النشرة الصحية لجامعة هارفارد لعدد (أيلول- 2007) أنّ الأشخاص ذوي الأصوات المزعجة في الغناء عادةً لا يعانون من مشكلة في الاستماع للموسيقى (أي تكمن مشكلتهم فقط في أنّ أصواتهم غير جميلة). ولكنّ أصحاب العَمَه الموسيقي هم مجموعةٌ صغيرة لديها مشكلة في الإدراك الحسّي؛ إذ لا يستطيعون ملاحظة الاختلافات في طبقة الصوت أو حتى أن يتابعوا النغمات البسيطة.

لم تُظهر صور الدماغ اختلافاتٍ تشريحية واضحة لدى من يعانون من حالة العَمَه الموسيقي (amusics)، ولكنّ اختباراتٍ أخرى أكثرَ دقة قد أظهرت بعض الاختلافات الدقيقة عند هؤلاء الأشخاص مقارنة بالأشخاص الآخرين.

و في دراسة للمقارنة بين الأشخاص العاديين ذوي القدرات الموسيقية الطبيعية والأشخاص المصابين بالعَمَه السمعي، استخدم فيها الباحثون صوراً دماغية وتقنية إحصائية لحساب كثافة المادة البيضاء (التي تحوي على ألياف عصبية مترابطة)، حيث قارنوا بين الفص الجبهي الأيمن right frontal lobe، وهو الجزء المختصّ بالتفكير الراقي أو الوظائف العقلية العليا، وبين الفص الصدغي الأيمن right temporal lobe الذي تحدث فيه المعالجة الأساسية للأصوات.

وبالنتيجة كانت المادة البيضاء لدى أصحاب العمه الموسيقي أقل ثخانة، مما يعني على الأغلب أنّ الارتباط العصبي ضعيف. وعلاوة على ذلك، كلما زادت حالة العمه السمعي سوءاً كانت هذه المادة البيضاء أقل ثخانة.

يعتقد بعض الخبراء أن هناك قدراً كبيراً من التداخل بين آليّة تعامل الدماغ مع الموسيقى (وفهمها) وبين آليّته في التعامل مع الكلام، الذي يحتوي بدوره على عناصر الإيقاع وطبقة أو نغمة الصوت، كما الموسيقى.

غير أنّ خبراء آخرين يرَون أنّ التفكير والإدراك الموسيقي يعملان بمعزل (بشكل مستقل) عن الوظائف الدماغية الأخرى، وبأنّ أدمغتنا تميل إلى تطوير مراكز وشبكات اتصال عصبية مخصّصة للموسيقى دون سواها.

المصدر:

هنا

مصدر الصورة:

هنا