الطب > أمراض نسائية وتوليد

السكري الحملي (Gestational Diabetes Mellitus (GDM

داء السكري الحملي هو حالة من عدم تحمّل الغلوكوز بمستوياته المختلفة. تبدأ هذه الحالة خلال فترة الحمل، وهي مسؤولة عن 90% من حالات مرض السكري من النمط الثاني التي تحدث أثناء الحمل، في حين يكون مرض السكري (النمط الثاني) الموجود سابقاً لدى المرأة الحامل (أي الذي كانت قد أصيبت به قبل الحمل) مسؤولاً عن 8% فقط من حالات السكري عند الحوامل.

يترافق السكري الحملي مع خلل استقلابي قد يستمر عند النساء خلال ثلاث سنوات بعد الإنجاب وذلك بمعزل عن عوامل الخطورة السريرية الأخرى، ونذكر من عواقبه تضاعُف خطر الأذيات لدى الأطفال الرضّع عند الولادة إلى ضعفين، واحتمال الولادة القيصرية إلى ثلاثة أضعاف، وارتفاع معدّل قبول الأطفال لدى غرفة العناية المركزة intensive care unit (NICU) لأربعة أضعاف.

لكن كيف يتم الكشف عن الداء السكري أثناء الحمل؟

يوصى حالياً في الولايات المتحدة بخطوتين اثنتين للكشف عن السكري الحملي:

الأولى هي اختبار تحمل الغلوكوز (glucose challenge test (GCT:

50 غرام من الغلكوز في الساعة الواحدة.

والثانية اختبار تحمل الغلوكوز الفموي (oral glucose tolerance test (OGTT، في حال كانت نتيجة الاختبار الأول غير طبيعية:

100 غرام خلال 3 ساعات.

يُنصح بالتحرّي عن السكري الحملي بعد 24 أسبوعاً من الحمل، حتى عند النساء اللواتي لا يحملن أي أعراض وليس لديهن أي تشخيص سابق للداء السكري بنمطيه الأول أو الثاني، وذلك من دون تحديد أي الاختبارين هو المفضّل للتحري عن الداء. أمّا بالنسبة للنساء ذوات الخطورة العالية، وسكان المناطق التي يكون فيها معدل انتشار مقاومة الأنسولين 5% أو أكثر (كما في أمريكا الجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية) يمكن أن تنتقل المرأة مباشرة لإجراء الاختبار الثاني (OGTT) كوسيلة للتحرّي.

لنتعرف أكثر على أنماط السكري وأي منها يحدث أثناء الحمل؟!

السكري من النمط الأول Type 1 diabetes

أعراضه: نوبة ارتفاع سكر الدم، *فرط كيتون الجسم والتجفاف. هذا النمط أكثر شيوعاً في مرحلة الطفولة أو المراهقة، ونادراً ما يُشخّص أثناء الحمل، حيث يتجلى خلال فترة الحمل بغيبوبة غير متوقعة.

السكري من النمط الثاني Type 2 diabetes

وفقاً لجمعية السكري الأمريكية إن وجود أي واحد من المعايير التالية يدعم تشخيص مرض السكري:

الخضاب الغلكوزي A1C (HbA1C) = 6.5%

الغلوكوز البلازمي الصيامي أكثر أو يساوي 126 ملغ/دل (7 ميلي مول/ لتر)

الغلوكوز البلازمي خلال ساعتين من إجراء اختبار OGTTحيث يتم استهلاك 75غرام غلكوز = 200 ملغ/ دل ( 11.1 ميلي مول/ لتر)

الغلوكوز البلازمي العشوائي = 200 ملغ/ دل (11.1 ميليمول/ لتر)، وذلك عند مريض يعاني الأعراض التقليدية لارتفاع سكر الدم أو أزمة فرط سكر الدم.

أما في حال غياب ارتفاع سكر الدم الصريح يعتمد التشخيص على تأكيد أي من المعايير الثلاثة الأولى عن طريق تكرار الاختبارات في يوم آخر.

ما الخطوات الواجب اتّباعها بعد تشخيص المرض؟

بمجرد تشخيص مرض السكري الحملي عند امرأة حامل، يجب الاستمرار في إجراء مجموعة من الاختبارات من أجل السيطرة على نسبة السكر في الدم ومضاعفات السكري للفترة المتبقية من الحمل.

أولاً: الدراسات المخبرية:

وفيما يلي أهم الاختبارات الواجب إجراؤها في الثلث الأول من الحمل:

الخضاب الغلكوزي HbA1c، البولة النتروجينية (BUN)، كرياتينين المصل، (TSH)هرمون الغدة الدرقية، مستويات التيروكسين الحر، نسبة البروتين إلى الكرياتينين في البول، مستويات السكر في الشعيرات الدموية.

وفي الثلث الثاني من الحمل:

نسبة البروتين الكلي إلى الكرياتينين في البول عند النساء اللواتي أظهرن قيم مرتفعة منه في الثلث الأول من الحمل، بالإضافة إلى تكرار اختبار الخضاب الغلكوزي HbA1c ومستويات السكر في الدم الشعري.

ثانياً: الفحص بالأمواج فوق الصوتية Ultrasonography:

يُستخدم في الثلث الأول لتقييم تاريخ الحمل واستمراره.

بينما يُستخدم في الثلث الثاني لمعرفة مخطط الصدى التشريحي التفصيلي في الأسابيع 18و20 من الحمل، ومخطط صدى القلب عند الجنين، في حال ارتفاع قيمة الخضاب الغلكوزي عند الحامل في الأشهر الثلاثة الأولى.

وفي الثلث الثالث يعطينا مخطط صدى النمو من أجل تقييم حجم الجنين كل 4 إلى 6 أسابيع ابتداءً من الأسبوع 26 وحتى الأسبوع 36 عند النساء المصابات بسكري صريح موجود مسبقاً، وإجراء مخطط صدى النمو لحجم الجنين مرة واحدة على الأقل في الأسابيع 36 و37 عند النساء المصابات بداء السكري الحملي.

ثالثاً: تخطيط القلب الكهربائي (ECG) Electrocardiography:

في حال كان الداء السكري عند الأم منذ مدة طويلة أو مترافق مع مرض معروف في الأوعية الدقيقة ، نُجري تخطيط القلب الكهربائي (ECG) ومخطط صدى القلب.

ماذا عن تدبير المرض؟

الحمية Diet:

الغرض من الحمية هو تجنّب الوجبات الضخمة المفردة والأطعمة ذات المعدل العالي من السكريات البسيطة، كما يجب أن تتضمن الحمية أطعمة حاوية على سكريات معقدة وسليلوز مثل الخبز الأسمر والبقوليات، ولمعرفة تفاصيل أكثر عن هذا الموضوع إليكم رابط المقال التالي هنا

وقد وجد الباحثون أن العلاج بمكمّلات الكالسيوم وفيتامين D3 يحسّن الاستقلاب عند النساء المصابات ب GDM، من خلال تحسين مستويات الغلوكوز البلاسمي الصيامي بشكل ملحوظ، مستويات الأنسولين في الدم، مستويات الكوليسترول منخفض الكثافة LDL ومستويات الكوليسترول عالي الكثافة HDL.

العلاج بالانسولين Insulin:

أما بالنسبة للعلاج بالأنسولين خلال فترة الحمل فالغرض منه الوصول لمستويات غلوكوز مشابهة لتلك التي عند النساء الحوامل غير المصابات بالسكري، وإن فعالية وسلامة الأنسولين جعلته العلاج المعياري للسكري الحملي.

الغليبورايد والمتفورمين Glyburide and metformin

إنّ خافضات السكر الفموية مثل الغليبورايد والميتفورمين شائعة الاستخدام أيضاً، حيث أظهرت التجارب فعالية هذين الدواءين ولا توجد أدلة على آثارهما الضارة على الجنين، على الرغم من احتمال حدوث تأثيرات ضارة على المدى الطويل تمثل مصدر قلق.

حيث يمثّل التدخل المُبكر بالأنسولين أو بالعلاج الفموي المفتاح لتحقيق نتيجة جيدة عندما يفشل العلاج بالحمية الغذائية في السيطرة على نسبة سكر الدم ضمن الحدود الطبيعية.

*فرط كيتون الجسم: حالة استقلابية تتميز بارتفاع مستويات الأجسام الكيتونيّة في الدم.

المصدر:

هنا

مصدر الصورة:

هنا