الفنون البصرية > فن وتراث

تضحياتُ "شيفينينغن"، وتخليدُ المرأة الحائكة في لوحة فان جوخ.

يعتبرُ الفنّانون أن لدى فنست فان جوخ قدرةٌ استثنائيةٌ بالمقارنة مع قدراتِ فناني العصر على وصفِ الحياة العامة في أوروبا آواخر القرن التاسع عشر، فكان لفنسنت فان جوخ مجموعةٌ من اللوحاتِ سُمّيت لاحقاً بـ"دراسات شخصيات الفلاحين"، والتي رسمها ما بين 1881 - 1885.

وممّا لاشكَّ فيه أنها سلسلةٌ من أعمالٍ إبداعيةٍ تُضاف إلى ذخيرة هذا الفنّان الاستثنائي. ومن بين أجمل ما رسمَهُ في سلسلةِ اللوحاتِ تلك، صورةُ سيدةٍ تُدعى "شيفينينغن" أو "المرأة الحائكة"، التي رسمها في ديسمبر كانون الثاني في عام 1881.

يُظهر فان جوخ المرأةَ منهمكةً في الحياكة باستخدام سنّارتي الصوف، فهي من شدة فقرها لا تستطيع شراءَ ثوبٍ جاهزٍ لأولادها، لذلك تقضي وقتاً طويلاً في الضوء الخافت، تخاطرُ بصحة عينيها من أجل أن تَحيكَ الصوف الذي يساهم بتدفئةِ أولادها في جحيم شتاء أوروبا القارص.

وهذا جزءٌ من براعةِ فان جوخ التي ميّزتهُ عن غيره في نقلِ العديدِ من صورِ المعاناةِ والأفكارِ المتكرّرة حول عذابِ الطبقاتِ الفقيرة في مواجهةِ صعوبةِ الحياة التي لم يعرفْها الجيلُ الحاليُّ من أبناءِ القارّة العجوز، كلُّ ذلك كان ضمن لوحةٍ واحدةٍ استحقّت أن تكون اختيارنا لهذا الأسبوع.

المصدر:

هنا

مصدر الصورة:

هنا