المعلوماتية > عام

مخترقون يكافحون وباء إيبولا

نتجت أفكارٌ إبداعية عن التعاونِ بين مطوّري البرمجيات والأطباء، التي منها قياسُ النبض عن بعد عن طريق الفيديو! وفرز المصابين عن طريق الرسائل وهذا ما يؤدي للكشف عن وباء الإيبولا دون حدوث تماس مباشر مع المرضى! والمزيد من الأفكار الأخرى.

تابعوا التفاصيل في المقال…

—————————————————————

ابتكاراتٌ مثل قراءةِ عدد النبضات عبر كاميرا الويب، وفرزِ المصابين بالمرض عن طريق الرسائلِ القصيرة، هي فقط بعض الأفكار التي تسعى للمساعدة في لجم الإيبولا.

ظهر عدوٌّ جديد للإيبولا هو جيش من المخترِقين، حيث انضمّ مطورو البرمجياتِ إلى العاملين في مجال الصحةِ واللقاحاتِ المضادة للمرض لتجميع أدواتٍ جديدة لإنقاذ الأرواح.

في بداية هذا الشهر في كلية سعيد لإدارة الأعمال في جامعة أكسفورد، قامت فرق من الأطباء والطلاب الخريجين من اختصاصاتٍ مختلفة، بإمضاءِ عطلة نهاية الأسبوع حول الحواسب المحمولة في حدث هاكاثون (هو الحدث الذي يجمع عدد كبير من الأشخاص لعدة أيام للبرمجة التعاونية)، بهدفِ تطوير برمجياتٍ وأنظمةٍ لمساعدة المجتمعات المحلية التي دمرها أسوأ انتشار للمرض على الإطلاق في غرب أفريقيا.

أحد هذه الأدوات هو برنامجٌ يكتشف الأشخاصَ الظاهرين في الفيديو ويقيس نبضاتهم باستخدامِ تحليل الصور. يقول «بول برودرسن»، الباحث في أنظمة البيولوجيا والذي عرض النظام: "الفكرة هي أن نصبحَ قادرين على فرزِ المرضى بدون تماس مباشر”.

تسمى هذه تقنيةُ إليريان لتكبير الفيديو، وهي قابلةٌ للتطبيق حتى لو كانت الكاميرا الأساسية المستخدمة هي كاميرا ويب. يعملُ برنامج برودرسن- مُعتمِداً على كود متاحٍ مجاناً تمّ تطويره في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والبحوث الكمومية في بوسطن- عن طريقِ تضخيمِ الموجات الحمراء في وجه الشخص، حيثُ يُـبيِّـنُ الاختلافُ الطفيف في الاحمرار مع مرور الوقت نبضَ الدم تحت الجلد.

عندما يتمُّ ربطُ البرنامج مع الأشعة تحت الحمراء الحرارية المحمولة المستخدمة في البلدان الموبوءة، يسمح النظامُ بتقييم الأشخاص بشكل سريع وإرسالهم إلى العلاجِ الأنسب في المراكز الصحية، إذ أن تباطؤُ النبضِ هو من خصائص المرض بمجرد أن تصل حُمّى الإيبولا إلى ذروتها.

شارك الطبيبُ الليبيري «غارفي وليامز»، الذي يعمل في جميعة “Africare" الخيرية منذ بداية الانتشارِ في شهر آذار في مكافحة فيروس الإيبولا، وقد أُعجِب بهذه الطريقة لفرز المصابين. يقول وليامز:” ستَـتـعـزّز ثقة العاملين لدينا في مجال الصحة عندما سيعرفون أنهم يستخدمون أداةً لن تـتـطلبَ الكثيرَ من الاتصالِ المباشر بالمرضى”.

تم الأخذُ بعينِ الاعتبار أنه ليكونَ النظام مفيداً، يجب أن يطبّـقَ بوجود العاملين في مجال الصحة، لذلك قام فريقٌ آخر في هاكاثون بتشكيل خريطة تعرضُ في الزمن الحقيقي أماكن حالات الإيبولا والطاقم الطبي، فالفكرة هي تحديد أي أماكن يجب أن يتمركز فيها المختصين الصحيين المدربين المناسبين لاحتواء تفشي المرض بفعالية.

إبطاء الانتشار:

يقول وليامز أن التغير الصغير في أماكن الأطباء يمكن أن يكون له تأثيراً كبيراً على انتشار الإيبولا: “فقط عبر زيادةِ عدد العاملين في مجال الصحة في بعض المواقع من شخصين إلى أربعة، سنلاحظ نتائج جيدة مثل انخفاض عدد المرضى في تلك المنطقة”.

عمل «كريس ريكس» سابقاً، وهو عضوٌ في مشروع رسم الخرائط، مع شرطة نيويورك لتشكيل خريطةٍ حية لأماكن ضباط الشرطة: "إذا تمكـنّا من تحسين الشفافية عبر معرفة الناس بأماكن تواجد الشرطيين، يمكنك أن تقوم بعمل أفضل بكثير بمساعدتهم على اتخاذ قرارات تنفيذية”.

ولكن قبل أن تتمكنَ من تحديد أماكن الأطباء، يجب أن تعرف من هم، وهذه هي مهمة قائدِ الفريق الطبيب «الكسندر فينلايسون» من جامعة أكسفورد، الذي قام مؤخراً بالمساعدة في إنشاءِ شبكة "Medicine Africa" الاجتماعية، والتي تغطي أرضَ الصومال، وهو يأملُ تمديدَ المنصة لتجميع قاعدة بياناتٍ عن الأطباء في غرب أفريقيا في خضم أزمة إيبولا، وهذه المعلومات يمكن ربطها بالخريطة الحية.

ماذا عن الحالات التي لا يكون فيها الأطباء والممرضات متاحين؟

يوجدُ في سيراليون مثلاً، 45 ألفَ شخص مقابل كل طبيب. في هذه الحالة يُـفـعَّـل نظامٌ لمساعدةِ عامّة الناس لتقييم وجود الأعراض لديهم.

الفكرة هي استخدامُ استبيان يتم إرساله عبر رسالة نصية لتقييم الأعراض وتصنيف الأشخاص لأربعة درجات خطورة. يتكوّن لاستبيانُ من أسئلةٍ أساسية مثل: «هل لديك حمى؟»، تتبعها أسئلةٌ مرتبطة بعلم الأوبئة مثل: «هل شاركت مؤخراً في طقوس دفن؟»، حيث أن ملامسةَ جثث ضحايا فيروس إيبولا أثناء الجنازات أدت إلى انتشار المرض، لذلك فإن الإجابة بنعم أو لا ببساطة يتم إرسالها كرسالة قصيرة ستنقلُ المجيبَ عبر مخطط تدفقي من عوامل الخطورة.

نصيحة عبر الرسائل النصية:

يقول الطالب «مارك غيلبرت»: "نقوم بتصنيفكَ إلى مجموعاتِ الخطورة ثم نعطيك نصيحة، واعتماداً على ذلك تبقى في قاعدة المعطيات لنقوم بتزويدك بالمزيد من الخدمات الآلية، ويكون الرقم المعرف للشخص هو رقم هاتفه”.

مثل برودرسن، اعتمد غيلبرت على برمجياتٍ متاحة مجاناً، وفي هذه الحالة هي الرسائل القصيرة السريعة RapidSMS والتي تسمح للمبرمجين ببناء خدماتٍ اعتماداً على الرسائل القصيرة يتم التحكم بها عبر لوحة قيادة على الإنترنت.

تَـتـطلّعُ جميعُ الفرق إلى الحصول على دعمٍ من وكالة الإغاثة، وفي بعض الحالات يحتاجون تمويلاً إضافياً للتقدّم بمشاريعهم، فمثلاً قام غيلبرت وزملاؤه في الفريق بالاتصال بمنظمات إغاثية مثل أوكسفام ومنظمة أطباء بلا حدود في محاولة للإسراع بفكرتهم.

تقولُ «هيلاري كرنمر»، المستشارُ الفني بالنسبة للإيبولا في الهيئة الطبية الدولية غيرالربحية (IMC)، أن مشاريعَ هاكاثون هي طريق رائع لتسريع الأفكار لمواجهة تفشي المرض: "كل ابتكار يتوجهُ للاحتفاظ بالسجلات أو الاتصالات، تلك مشاريع رائعة"، وأضافت أن معرفة كيفية تنفيذ هذه المخططات هي الجزء الصعب. تقوم IMC بتولي مشروع هاكثون خاص بها لمواجهة الإيبولا في بوسطن الشهر القادم.

بالنسبة لوليامز إن امتلاكَ طريقةٍ أفضل لفهم الأزمة المحيطة هي أمر ضروري، وأضاف: "ستؤدي إلى أن نكونَ أكثر استجابةٍ في المجتمعات”.

المصدر:

هنا