المعلوماتية > عام

محركات الأقراص الافتراضية

تزداد كمية المعلومات التي نريد تخزينها يوماً بعد يوم على حواسبنا المحمولة، والأجهزة اللوحية أو الهواتف، وأصبحنا ندرك أننا لا نملك الكثير من المساحة لتخزين ما نحب، فما العمل؟

كان محرك الأقراص الصلبة أول الحلول، وهو المكان الفيزيائي الذي يحوي القرص الصلب والذي بدوره يحوي جميع الملفات والمعلومات المخزنة رقمياً على جهازك.

كان هذا الخيار كافياً تماماً منذ ظهور الحاسوب الشخصي، إذ لم نكن قد استخدمنا الحواسيب والتكنولوجيا الرقمية لزمن طويل، ولكن مع مضي الوقت و بازدياد ما نخزنه من حياتنا في حواسيبنا وأجهزتنا، ازدادت المساحة التي نحتاجها.

الأقراص المرنة والمضغوطة كانت حلولاً قصيرة الأمد. فالأولى تخزن قدراً ضئيلاً من المعلومات، والثانية تحتاج قارئها الخاص. عندها اتجهنا للأقراص الصلبة الخارجية كوسيلة تخرين منفصلة لعمل نسخة احتياطية من ملفاتنا.

ما هي الخطوة التالية؟ إنه التخزين السحابي!

فجأة، أصبحت المساحة المتبقية للتخزين غير محدودة. أتاح نظام التخزين السحابي لك تخزين بياناتك على مخدم الشركة والدخول إلى هذه البيانات من أي جهاز متصل بالإنترنت حتى من هاتفك الذكي، وتعديل البيانات حيث أن التعديلات سوف يتم تخزينها لتتمكن من طلبها متى ما أردت.

و هكذا دخلنا عالم محركات الأقراص الافتراضية وكان للأمر جوانب إيجابية و سلبية:

فمن ناحية، يكون أحياناً تعامل هذه المحركات الافتراضية مع نظام التشغيل أكثر بكثير من مخدم التخزين. لنقل أنه لديك نظام تشغيل “Mac” وتريد تشغيل تطبيق يعمل على نظام تشغيل “Windows”. عندها عبر تنزيل برنامج المحرك الافتراضي سوف تقوم بخداع الحاسوب ليظن أن هناك محرك آخر عليه ويمكنك عبر هذا البرنامج العمل على نظام تشغيل آخر، وليس هذا فقط بل وتسمح لك هذه المحركات بتشفير ملفاتك لمزيد من الخصوصية، ويمكنك حتى إنشاء ملف من محتويات قرص CD أو DVD ولا تحتاج بعد ذلك لوجود هذا القرص في حاسوبك.

كثيرةٌ هي مزايا محركات الأقراص الافتراضية، ولكن دعونا ننتقل إلى ما يهمنا. المحركات الافتراضية كوسائط للتخزين السحابي: لنأخذ هذا المثال البسيط، القرص المرن كان يتسع لـ1.44 ميغا بايت، بينما حساب على “SkyDrive” المحرك الافتراضي المقدم من «مايكروسوفت» يقدم لك 7 غيغا بايت، وهو ما يعادل 10،000 قرص مرن!

ما الغاية من تقديم «مايكروسوفت» هذه المساحة مجاناً؟ الغاية ببساطة أنك وبعد أن تملأ المساحة المقدمة لك سوف تسألك بكل لباقة أن تدفع القليل من المال مقابل المزيد من المساحة.

ينطبقُ الأمر ذاته على “Google Drive”، و“Apple iCloud”، و “Amazon Cloud Drive”، ثم ظهر الموقع المعروف “DropBox” والذي حظي حتى الآن بما يقارب 50 مليون مستخدماً.

ولكن هل من مخاطر لهذه المحركات الافتراضية؟

يبدو الخطر الأكبر بديهياً عندما نقارن أنه بدلاً من تخزين ملفاتك على حاسوبك أو على قرص صلب خارجي فإن ملفاتك يتم رفعها إلى مخدم وهذا يعني أنك لست الوحيد الذي يمكنه الدخول إليها! ستزعم بوجود سياسة خصوصية لهذه الخدمات لكنها تريد حماية نفسها كذلك إذ أن الحكومة سوف تحاسبهم إن كنت تقوم برفع أمور غير قانونية على حسابك!

لهذا نرى «مايكروسوفت» تقول أنه سيتم إلغاء حسابك إن تم اكتشاف أنك تلمح إلى حقوق النشر، وتجعلك “DropBox” توافق على «الصلاحيات التي نحتاجها»، أما “Apple iCloud” فتقول بصراحة أنها ستقوم بإزالة المحتوى المرفوض، أي أن الشركة أعطت لنفسها حق تقرير إن كان محتوى حسابك مناسباً أم لا!

إذاً، هل تتم مراقبة محتوى حسابي؟

حسناً، ربماَ أي كيف ستعرف «مايكروسوفت» أنك تلمح حقوق النشر أو كيف ستقرر “Apple iCloud” إن كان محتوى حسابك مناسباً دون أن تطلع عليه؟

تشكل المحركات الافتراضية حلاً رائعاً لتخزين ومشاركة الملفات، لكن ابقَ متيقظاً لفكرة أننا لسنا متأكدين مما تقوم خدمات الويب بالاطلاع عليه. وإلى أن نجد الحل لمشكلة الخصوصية على الويب، كُن حكيماً حول كيف تستخدم هذه الخدمات المفيدة ولأي غرض تستخدمها.

المصدر:

هنا