الكيمياء والصيدلة > صيدلة

هل يُتوَّج الليثيوم كأفضل علاجٍ لأعراض المزاج العالي mania لمرض ثنائي القطب bipolar ؟

الليثيوم من الأدوية الغريبة مجهولة سبب الاستخدام بسبب عدم معرفة آلية عملها بشكل دقيق حتى الآن.

تم اكتشاف فعاليته على الشكل التالي:

كان جون كاد (John Cade) يعمل كضابط طبي في مستشفى نفسي لقُدامى المحاربين العائدين من الحرب في ضاحية من ضواحي ملبورن في استراليا، عندما بدأ العمل على تقنيات استقصائية للبحث عن "العنصر السام" المُفتَرَض وُجُودَه في بول المرضى المصابين بمرض ثنائي القطب.

حقن "كاد" مجموعة من خنازير غينيا ببول المرضى المصابين بال Mania و انفصام الشخصية، و وجد أن هذا البول سام، حيث بدأت الحيوانات بالموت بعد حقنها بكميات قليلة منه.

ونظراً لصعوبة انحلال حمض البول في الماء فقد استخدم يورات الليثيوم باعتبارها المُحلّ الأفضل لحمض البول. وتفاجأ بتناقص السُّمية عند الخنازير التي حُقنت بالبول المنحل في يورات الليثيوم بدلاً من تزايدها. كما تناقصت السُّمية بشكل أكبر عند استخدام كربونات الليثيوم الممزوجة بالبولة.

استناداً إلى هذه النتائج، أجرى "كاد" سلسلة من التجارب على المرضى وعلى نفسه، حيث قام بحقن مجموعة مرضى مصابين بال Mania أي الجزء العالي المزاج من مرض ثنائي القطب والانفصام بالليثيوم، فأدى ذلك إلى تحسّن مثير للدهشة عند المرضى المصابين بالجنون حتى عند أكثر الحالات حرجاً، بينما لم تؤدي لتغير ملحوظ عند المصابين بالفصام. و بذلك يكون "كاد" قد اكتشف أول دواء نفسي نوعي، متقدماً باكتشافه هذا على أدوية الذهان ومضادات الاكتئاب بأكثر من 10 سنوات بطريق الصدفة البحتة.

ومن المذهل أن الليثيوم عَزَّزَ مُؤخراً ملفه السريري في مجال الممارسة الدوائية، حيث استُخدِم لعلاج الاضطرابات ثنائية القطب وأظهر بطريقة مثيرة للجدل أنه العنصر الأفضل لعلاج هذه الحالات في أكثر مراحلها حرجاً، وكوقاية طويلة الأمد، وعليه فهو المُثَبِّت المزاجي الوحيد الحقيقي، وهو أيضاً مضاد للانتحار وواقي عصبي.

لسوء الحظ يمكن أن يكون الليثيوم ساماً بشكل حاد عند الجرعات المرتفعة و أيضا عند الجرعات المنخفضة المعطاة بشكل مزمن، على الرغم من أنه تم تضخيم المخاطر الحقيقية نوعاً ما.

وباعتباره العامل الوحيد ال antimanic قد يكون من المفيد فهم آلية تأثيره لاستخدامه عند المرضى الذين يستجيبون له غالباً، ويطورون محاكاة يمكن أن تماثل تماماً آثار الليثيوم النوعية بدون التسبب بمشاكل تحمل الدواء.

هذا وقد وجدت الدراسات الحديثة تغيرات جينية مرتبطة بالاستجابة لليثيوم. وحالياً يتم البحث عن جزيئات مماثلة لليثيوم، في محاولة لتطوير علاج للإضطرابات ثنائية القطب.

وتُمثّل الاضطرابات ثنائية القطب المستجيبة لليثيوم أنماط بيولوجية ثابتة من الممكن تسميتها بـ "داء كاد"، كنوع من الشكر والتقدير للعالم جون كاد مُكتشف اللليثيوم كعلاج للاضطرابات النفسية.

المصادر:

هنا

هنا