الاقتصاد والعلوم الإدارية > الأسواق المالية

الحلقة الثانية: ما هي الأسهم؟

تعريف الأسهم:

ببساطة، الأسهم عبارة عن حصة بملكية الشركة. السهم يمثل اثبات لملكية جزء من الأصول والعائدات للشركة. وعندما تشتري أسهم أكثر، حصتك في ملكية الشركة تصبح أكبر.

أن تملك سهم بشركة معينة، ذلك يعني بأنك واحد من عدة مالكين (حملة أسهم) للشركة، ولديك حصة (تتحدد بالقيمة الكلية للأسهم التي تمتلكها في الشركة) لكل شيء تملكه الشركة. وذلك يعني بأن لك حصة صغيرة من كل قطعة من أثاث الشركة، علامتها التجارية، وكل عقد يكون باسمها. وبصفتك أحد مالكي الشركة، يحق لك الحصول على حصتك من أرباح الشركة، بالإضافة لحقك في التصويت لأي شيء له علاقة بالأسهم.

عند شرائك للسهم تحصل على وثيقة (شهادة)عبارة إثبات ملكيتك لهذا السهم. ومع التقدم التكلونوجي، لم يعد هناك حاجة لهذه الوثيقة، لأن شركات بيع وشراء الأسهم تقوم بحفظ عملية الشراء الكترونيا. وهذه العملية سهلّت تجارة الأسهم. في الماضي، عندما أراد شخص ان يبيع حصته من الأسهم، كان يقوم بأخذ هذه الوثيقة إلى شركات الوساطة التي تقوم ببيع وشراء الأسهم. في هذه الأيام، عملية البيع تتم بكبسة زر على الكمبيوتر أو الموبايلات مما جعل الحياة أسهل للجميع.

أن تكون مالك/حامل للأسهم في شركة، فإن ذلك لايعني بأن لديك الحق في الإشراف على عمليات الشركة وإعطاء الأوامر، بدلا من ذلك، لديك صوت واحد عن كل سهم تمتلكه لتنتخب به مجلس إدارة الشركة في اجتماع سنوي. وهذه هي سلطتك. أي، أن تمتلك اسهم في شركة مايكروسوفت لايعني ذلك بأن تتصل ب بيل غيتس وتخبره عن وجهة نظرك حول كيفية إدارة الشركة.

عندما تحقق الشركة أرباح فإن قيمة الأسهم ترتفع ويستفيد أصحابها من ذلك عن طريق حصتهم التي توزع عليهم من أرباح الشركة أو عن طريق إعادة بيع الأسهم. إذا لم تحقق الشركة ربح، يمكن لحملة الأسهم أن يصوتوا على استبدال الإدارة، وهذا الكلام نظرياً. اما في الواقع. المستثمرين العاديين (الأفراد) مثلي ومثلك لايمتلكون عدد كافي من الأسهم لتعطيهم تأثير فعلي على الشركة. بل يترك هذا الأمر للمؤسسات الإستثمارية الكبيرة ورجال الأعمال أصحاب المليارات، فهم من يمتلكون هذا التأثير الحقيقي فعلياً.

بالنسبة للمستثمرين بعدد قليل من الأسهم،عدم قدرتك على بتحقيق تأثير فعلي على على الشركة ليس أمرا كبيراً، الفكرة الأساسية هي بأنه ليس عليك أن تعمل لتكسب المال، أليس كذلك؟ أهمية أن تملك أسهم تكمن في امتلاكك حصة من الأرباح والأصول. وتوزع الأرباح أحيانا بشكل حصص، كلما كنت تمتلك أسهم أكثر، كل ماكانت حصتك أكبر. وتمتلك الحق في طلبك لأصول (ممتلكات) الشركة فقط في حال إفلاسها. في حالة تصفية الشركة، ستستلم حصتك من ماتبقى من أملاك الشركة بعدما يتم دفع كل الديون التي على الشركة. أي:أهمية ملكيتك أسهم في الشركة تكمن في حقك بامتلاك جزء من الأصول والعائدات. دون هذا الأمر لن تكون الأسهم ذات قيمة ولن تستحق حتى تكلفة الأوراق المطبوعة عليها.

هناك ميزة أخرى مهمة للأسهم وهي أن مسؤوليتها محدودة، ويعني ذلك عندما تمتلك سهم، لست مسؤولاً مباشراً عن الشركة في حال عدم قدرتها على دفع ديونها وهذه الحالة تكون في شركات الأسهم. وتختلف الحالة في عدد من أنواع الشركات الأخرى فعلى سبيل المثال: حالة شركات الأشخاص حيث إذا أفلست الشركة يمكن للدائنين أن يلاحقوا أصحاب هذه الشركة ويبيعوا منازلهم، سياراتهم، الخ .. لتحصيل هذه الديون. أن تملك سهم في شركة، فذلك يعني بغض النظر عن حالة الشركة، فإن أقصى قيمة يمكن أن تخسرها هي قيمة استثمارك في هذه الأسهم. حتى لو أفلست الشركة التي تمتلك أسهم فيها، لن يصل الأمر لبيع أصولك (ممتلكاتك الشخصية).

الأسهم والديون :

لماذا تقوم الشركة بإصدار الأسهم؟ لماذا يشارك مؤسسي الشركة الأرباح مع آلاف الأشخاص عندما يكون بإمكانهم الإحتفاظ بالأرباح لأنفسهم؟ السبب لذلك أنه عند حد معين تحتاج الشركة لمزيد من الأموال. من الممكن الحصول على هذه النقود من إصدارها للأٍسهم. في ذات الوقت من الممكن الحصول التمويل اللازم بواسطة قرض من البنك أو إصدار سندات (إصدار سند أي ان تصدر وثيقة بمبلغ مثلا مليون ليرة مع فائدة 5% يشتريها أحد المستثمرين ليحقق ربح ويتم تسديد هذا الدين حسب الإتفاق في نص السند ) وكلا الطريقتين – الحصول على القروض أو إصدار السندات - تصنفان تحت بند التمويل بالدين. في حين أن إصدار الأسهم يسمى التمويل بالأسهم. إصدار الأسهم مفيد لشركات الأسهم لأنها لاتتطلب من الشركة أن ترد النقود المحصلة من إصدار الأسهم.

من المهم أن نفهم الفرق بين شركة تحصل على التمويل من ديونها وأخرى من إصدار الأسهم. عندما تستثمر نقودك لشراء دين (سند) فإنك تضمن أن تستعيد نقودك مع ربح (فائدة).

أما عندما تحصل على ملكية في شركة (عند شرائك أسهم فيها)، ففي حال فشل الشركة،تكون الأولوية في سداد الديون التي على الشركة من قروض وسندات ومن ثم تلتفت لتوزيع ماتبقى من أملاكها على حملة الأسهم. وهذا يعني أنه في حال إفلاس الشركة وتصفيتها فإنك كحامل للأسهم لن تحصل على أية نقود في حال دفع كامل مبلغ التصفية لأصحاب السندات والقروض وهذا مانسميه بالأولوية المطلقة. يكسب حملة الأسهم الكثير من النقود إذا كانت شركتهم ناجحة، ولكنهم سيخسرون جميع أموالهم في حال كانت الشركة غير ناجحة.

المخاطرة:

يجب أن نؤكد أنه ليس هناك ضمان بأن يتم دفع أرباح الشركة لحملة الأسهم. بعض الشركات توزع الأرباح، ولكن في المقابل الكثير لايقومون بذلك. وليس هناك أي التزام يرغم الشركات على ذلك. وبدون هذه الأرباح يمكن للمستثمر صاحب الأسهم أن يحصل على الأرباح من خلال إعادة بيعه حصته من الأسهم.

المخاطرة قد تبدو بأنها كلها سلبية، ولكن هناك جانب مشرق للمخاطرة وهو أنه كلما ازداد عامل المخاطرة كل ماكان العائد على أستثمارك أكبر. وهذا السبب يوضح لماذا تكون معدلات الربح في الأسهم أعلى من معدلات الربح على السندات أو حسابات التوفير. على المدى الطويل، الإستثمار في الأسهم كان في الماضي بمعدل ربح 10-12%

المصدر:

HYPERLINK "هنا" هنا