البيولوجيا والتطوّر > علم الجينات

نشأة الحياة وبدايتها لم تكن بالضرورة بحاجة للـ DNA أو الـ RNA

حتى وقت قريب، كان يعتقد بأنَ الحمض الريبي النووي منقوص الأوكسجين DNA أو الـحمض الريبي النووي RNA المادتان الوحيدتان القادرتان على إختزان المعلومات الوراثية، وبأنهما الجزيئات الوحيدة القادرة على تشكيل الأنزيمات، إلاَ أن التجارب التي أجريت أخيراً أظهرت أنه يمكن أن يتمَ ذلك بعيداً عن هذه النظرية مما يفتح الأفق أمام إمكانية تواجد الحياة على الكواكب الأخرى دون تواجد هذين الحمضين عند تلك الكائنات المفتَرَضة.

وبعيداً الـ DNA أو الـ RNA ، قام فريقٌ من العلماء البريطانيين بتشكيل أنزيمات صُنعيَة (تعتبر الأنزيمات إحدى المتطلبات الحيوية الأساسية في التفاعلات الحيوية للجسم) انطلاقاً من نقطة الصفر بالاعتماد على مادة وراثية مُحضَرة مخبرياً، لم تكن هذه الأنزيمات المحضَرة مُعتَمدة على DNA أو RNA، و بدلاً عنهما كانت المادة الوراثية المحضرة منها عبارة عن الـ XNA (xeno nucleic acid)؛ المادة الوراثية الصُنعيَة التي حُضِّرت مخبرياً، ويعتقد العلماء بأنَ هذه الأنزيمات المصنَعة يمكن استخدامها في إنتاج طرق طبية جديدة للعلاج وربما في وجود الحياة على الكواكب الأخرى!

فالنتيجة التي خَلُصت إليها هذه التجارب بالاستناد إلى المادة الوراثية الصنعية XNA، أشارت إلى أنَ المادة الوراثية الـ RNA أو الـ DNA لا تعتبر ضرورية لوجود الحياة!

بداية العمل على الـ XNA كانت قبل ثلاث سنوات، حيث تمَ تصنيعه إنطلاقاً من ذات الأسس النيكليوتيدتية الموجودة في الـ DNAو الـ RNA؛ (الأدنين، الثيامين، الغوانين،السيتوسين واليوراسيل) لكنَ الأسس السكرية كانت مختلفة ولا يمكن أن تكون موجودة بشكل طبيعي إنما يتم تحضيرها صنعياً.

ومنذ ذلك الوقت بدأ العلماء بالتفكير بأنهم لو تمكنوا من تطويع هذه المادة الوراثية الصَنعيَة لإنتاج الأنزيمات، حيث أنها ستتمكن لاحقاً من القيام بأدوارها المعروفة من قص و نسخ المادة الوراثية، تحطيم أو بناء جزيئات معينة وفقاً للحاجات الاستقلابية.

و يعتقد العلماء بأنَ تشكيل الحياة إنطلاقاً من الـ XNA لجعله مخزناً للمادة الوراثية و القيام بدوره كأنزيم يعتمد على تمكينه من مضاعفة نفسه تماماً كما يفعل الحمض الريبي النووي الـ RNA.

حالياً، تتركز الأبحاث على توليد المزيد من الـ XNA بغيةَ الوصول إلى طرق جديدة في علاج المرضى بالاعتماد على كونه مادة مصنَعة مخبرياً مما يجعله بعيداً تأثره بعمل أنزيمات التحطيم (التكسير) الموجودة في الجسم وهذا ما يُكسبه القوة و الفعالية في استخدامه لعلاج الأمراض المرتبطة بالـ RNA بحسب نظرة العلماء، كما أنه قد يفتح الاحتمالات إلى إمكانية تواجد كائنات على سطح الكواكب الأخرى لديها جزئيات خاصة ذات مقدرة على تخزين المعلومات الوراثية وتشكيل الأنزيمات اللازمة للحياة ليست DNA أو RNA.

المصدر: هنا

مصدر الصورة:

هنا