الفيزياء والفلك > علم الفلك

NASA تطلق المركبة الفضائية الجديدة Orion في رحلة تجريبية

يبدأ هذا الاسبوع سعي وكالة الفضاء NASA لارسال رواد فضاء خارجا الى النظام الشمسي مع رحلة تجريبية بدورتين حول الارض.

Orion هي مركبة فضائية تم بناؤها لأخذ البشر الى أبعد مما قد ذهبوا في أي وقت مضى. سيكون الظهور الأول للمركبة الفضائية Orion يوم الخميس في رحلة من دون ركاب تستمر لاربع ساعات ونصف فقط ولكنه سوف يكون الاطلاق الأبعد من بين الكبسولات المصممة للبشر والتي تم اطلاقها منذ بعثات أبولو(1) نحو القمر.

سيكون الانطلاق حتى 3600 ميل ( 5800 كيلومتر ) خارجا في الفضاء وذلك من أجل اكتساب الاندفاع الكافي للدخول من جديد في الغلاف الجوي بسرعة 32 ألف كيلومتر في الساعة .

اذا سارت الامور جيدا فستنتهي هذه التجربة بهبوط على الماء عند ساحل باجا في المكسيك وستقوم السفن التابعة للبحرية باستعادة هذه الكبسولات من اجل استخدامها في المستقبل. سيتم تجهيز مركبة Orion الأولية هذه بـ 1200 حساس لقياس تحمله و متانته وذلك من أجل تحضيره لليوم الذي سيصعد فيه رواد الفضاء على متنه خلال العقد المقبل.

تشمل الوجهات التي تم الاعلان عنها : كويكبا سيتم دفعه لمدار حول القمر وذلك من اجل الاستكشاف البشري في عشرينات القرن الواحد والعشرين يلي ذلك المريخ في ثلاثينات القرن الواحد والعشرين. من الجدير بالذكر أن شركة لوكهيد مارتن قد قامت ببناء هذه الكبسولات كما انها ستقوم باطلاق ه1ه الرحلة تجريبية بقيمة 370 مليون دولار لصالح NASA .

يعد Orion المركبة الفضائية الجديدة الأولى من نوعها لـ NASA والمخصصة للرحلات المأهولة منذ أكثر من جيل، خلفا لمكوك الفضاء الذي سبقه ، وعلى عكس الكبسولات التي يتم تطويرها من قبل شركتين أمريكيتين من أجل نقل طاقم المحطة الفضائية فقد تم تصميم Orion من أجل المسافات الطويلة، وسوف يتم استكماله بمساكن بشرية (للطاقم ) من أجل رحلات المريخ المحتملة .

قال بريان اوستن من شركة لوكهيد مارتن و المدير السابق لرحلة المكوك الفضائي في NASA والذي سوف يشرف على الرحلة الأولى لOrion " نحن بحاجة مركبات فضائية قوية ومتماسكة

بمافيه الكفاية لنقل رواد الفضاء الى ماوراء المدار الأرضي المنخفض لأسابيع و شهور في كل مرة. "

من أجل هذه الرحلة التجريبية المدارية سوف يقوم صاروخ دلتا 4 برفع Orion من محطة القوات الجوية كيب كانافيرال ، حيث أن الوقت المقرر للإقلاع هو الساعة الثالثة وخمس دقائق عصراً بتوقيت دمشق ( 12:05 بتوقيت غرينتش ).

مستقبلا ستستخدم صواريخ ميغا (2) في رحلات اطلاق Orion المستقبلية والتي لاتزال قيد التطوير من قبل NASA ، والمعروفة بـ SLS أو منظومة إطلاق الفضاء . سيكون الإطلاق الأول لـ Orion –SLS من دون ركاب عام 2018 وسوف يليه اول بعثة تجريبية في 2021 .

تجدر الاشارة الى أن الجميع في NASA ليسوا مسرورين بهذا البطئ الزمني، ففي أحسن الأحوال سوف تنقضي سبع سنوات قبل أن يتمكن رواد الفضاء من الطيران بـ Orion الى اي مكان . ومن أسباب ذلك الوضع الحالي للميزانية ، كما أنه يمكن للانتخابات الرئاسية المقبلة ان تجلب مزيدا من التأخير .

من أبرز الفروقات بين Orion و كبسولات أبولو القديمة لNASA أنه سيتم تصميم Orion والذي طوله 11قدما (3 أمتار و70 سنتمتر تقريبا) ليتسع لأربع رواد فضاء ،بينما كان أبولو يتسع لثلاثة ومن أجل الرحلات القصيرة نسبيا ( ثلاث اسابيع او نحوها ) فيمكن لـ Orion أن يتسع لستة .

يقول سكوت ويلسون مدير عمليات انتاج Orion في NASA : " كل شيء من الصواريخ وحتى

منظومات التحكم البيئية وحتى البنى نفسها سوف تستفيد من هذا التقدم التكنولوجي". بدون وجود أي شخص على متنه ، فإن Orion الأول سوف يحوي كتلا من الألمنيوم عوضا عن المقاعد كثقالات ومحاكيات عوضا عن الشاشات الموجودة في قمرة القيادة و بدون وجود لأي أنظمة داعمة للحياة داخل هذه المركبات.

كما أن الدرع الواقي من الحرارة في قاعدة Orion والذي تم تصميمه لحماية المركبة من درجات الحرارة الحارقة لدى العودة إلى الغلاف الجوي بعرض 16.5 قدما (خمسة امتار ونصف تقريبا) كما أنه سوف يكون الأكبر والأكثر تطورا من نوعه وفقا لNASA . في هذه الرحلة ، سوف يصل Orion الى مايقارب 2200 درجة مئوية (بسبب الحرارة الناتجة عن احتكاك المركبة بالهواء عند دخولها الغلاف الجوي) وهذه القيمة ليست تماما ال 2760 درجة التي سيتم توليدها من رحلة القمر لكنها قريبة بما فيه الكفاية لاحداث تأثير ملحوظ على الدروع الحرارية وبالتالي اختبار فعالتيها. وهذا هو السبب في كون Orion يهدف للوصول الى ذروة ارتفاع 3600

ميل (5،800 كيلو متر ) - الأعلى بأكثر من 14 مرة من محطة الفضاء الدولية - وذلك لالتقاط السرعة الكافية ليعود بسرعة أكبر وبالتالي الوصول لحرارة اعلى عند دخول الغلاف الجوي.

(1) أبولو : هو برنامج الفضاء الذي كان يحمل رواد الفضاء الى القمر في ستينات وسبعينات القرن العشرين .

(2) صاروخ ميغا : صاروخ عملاق جديد قامت NASA بالاعلان عنه في أيلول 2011 ومن المتوقع أن يحمل رواد الفضاء في مهمات في الفضاء الى أهداف أبعد من أي وقت مضى ، وسيكون جاهزا لاختباره التجريبي الأول في تشرين الثاني 2018.

المصدر: هنا

حقوق الصورة: NASA