البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي

تطوير لقاحات ضد سرطان المبيض

فتح علم الجينيوم آفاقاً جديدةً لمرضى السرطان عموماً ومرضى سرطان المبيض بشكلٍ خاص، دعونا نتعرف أكثر على هذا البحث الجديد.

استخدم باحثون تقنيات تحليل جينية جديدة لتحديد تسلسل بروتيني معين يسمى الحاتمة (وهي قطعة من المستضد يرتبط بها الضد) و يمكن أن يستخدمها الجهاز المناعي ليتعرف على الخلايا السرطانية و كانت الفكرة الرئيسية في هذا البحث هي إدخال الحواتم الأكثر فعالية في لقاحات مخصصة، ولا نقصد بالأكثر فعالية تلك التي تتفاعل بشدة مع الجهاز المناعي إنما المقصود الحواتم المختلفة بشكل أكبر عن تلك الموجودة في أنسجة المضيف الطبيعية.

دعونا بدايةً نعرف ما هي الحواتم...

تملك كل خلية في الجسم تسلسل بروتيني معين في جدارها الخارجي وهو بمثابة كلمة سر الخلية حيث يستجيب فقط لمفاتيح محددة، تدعى هذه التسلسلات البروتينية الحواتم epitopes وهي ما يراه الجهاز المناعي عندما ينظر إلى الخلية فالخلايا السرطانية تملك حواتم أيضاً وهي مشابهة جداً لتلك التي في الخلايا السليمة، وبالتالي لا يتعرف الجهاز المناعي إليها كعناصر غريبة يجب عليه تدميرها.

كيف يواجه الجهاز المناعي السرطان؟

يقوم الجهاز المناعي بمواجهة السرطانات وفق ترتيب معين، ففي البداية عليه التعرف إلى الخلايا السرطانية، التي قد تملك اختلافات أو اخطاء بسيطة في الحواتم يمكنها أن تظهر فقط إذا حدد الجهاز المناعي ما الذي يبحث عنه. على سبيل المثال، يمكن أن يكون هناك 1000 اختلاف بسيط في حواتم الخلايا السرطانية ، لكن 10 منها فقط حقيقية، وهذا يعقد الأمر أمام الجهاز المناعي، ولمعرفة التغيرات الحقيقية الهامة أخذ الباحث Ion Mandoiu تسلسل DNA من خلايا ورمية في جلد الفئران وقارنه مع DNA من أنسجة فئران سليمة، كذلك فعل باحثون سابقون بقصد معرفة مدى قوة ارتباط خلايا الجهاز المناعي إلى حواتم الخلايا السرطانية، واستفادوا من ذلك في صنع لقاحات ضد فيروسات وليس للسرطانات.

لكن ما الجديد في بحثنا هذا؟

بدلاً من ذلك جاء فريق (سريفاستافا) بفكرة مبتكرة، حيث وجدوا الاختلافات بين حواتم الخلايا السرطانية وما يقابلها من الحواتم في الخلايا السليمة، وقاموا بتلقيح الفئران بلقاحات مصنوعة من حواتم سرطانية مختلفة بدرجة كبيرة عن الأنسجة الطبيعية، وبالنتيجة كانت الفئران الملقحة مقاومة جداً لسرطان الجلد.

بذلك تم تحديد طفرات البروتين في الخلايا السرطانية، حيث استخدمت هذه الطريقة الجديدة لتطوير لقاحات مخصصة لعلاج مرضى سرطان المبيض، وهذا قد يغير بشكل كبير من طريقة معالجة السرطان، فإن هذا البحث بمثابة أساس لأولى التجارب السريرية التي تقوم على التحكم بالجينيوم لإيجاد علاج مناعي لسرطان المبيض، وسوف تبدأ في ( UConn Health) هذا الخريف.

لكن لم سرطان المبيض بالتحديد...

ركز الباحثون في تجاربهم السريرية على مرضى سرطان المبيض لأن هذا المرض يستجيب عادة بشكل جيد للجراحة والعلاج الكيميائي على المدى القصير، لكنه غالباً ذو إنذار سيئ و يسبب الوفاة خلال سنة أو سنتين مما أعطى الباحثون مجال مثالي لإعداد وتطوير لقاحات علاجية جديدة، وفي حال أثبتت هذه اللقاحات أنّها آمنة وفعالة ستصل إلى الطور الثاني من التجارب السريرية حيث يتم اختبار الفعالية السريرية من خلال قدرتها على إطالة عمر المرضى كما يجب أن نشير إلى أن هذا الأسلوب يمكن أن يعمل في سرطانات أخرى، لكن الأبحاث لم تعمل على ذلك بعد.

وقد أوجدت أبحاث ( سريفاستافا) لقاح ضد سرطان الكلى باستخدام أسلوب مختلف، وهو الآن مستخدم سريرياً ومتاح تجارياً في روسيا.

إنّ هذا البحث الجديد قائم تحت مظلة علم الجينيوم و يعمل لإنتاج دواء مصمم لشخص واحد بشكل خاص لذلك يندرج في حقل الطب الفردي في حال أثبت مزيد من الفعالية والأمان.

المصدر:

هنا

مصدر الصورة:

هنا

هنا

هنا