البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي

نتائج واعدة للقاح التهاب الكبد C عند الإنسان

تعتبر اللقاحات من أهم الوسائل لمنع الجراثيم والفيروسات من إحداث أمراض قد تكون قاتلة. هناك بعض الفيروسات التي كان الكلام عن اللقاح ضدها مستحيلاً حتى وقت قريب.. ومنها التهاب الكبد C. تقدّم هذه المقالة عرضاً موجزاً لآخر ماتوصل له العلماء في محاولة إيجاد لقاح لالتهاب الكبد C

ما هو التهاب الكبد C ؟

هوعدوى مزمنة يبقى الفيروس فيها ضمن الجسم لعدة سنوات وهو من الأسباب المؤدية لتليف الكبد (عدم علاجه يؤدي إلى تطوره إلى تليف كبدي بنسبة 10-40 %) ومن الممكن أن يسبب قصور كبدي أو سرطان كبد.

ماهو حجم المشكلة؟

حوالي 3 % من تعداد السكان في العالم مصابون بالتهاب الكبد المزمن (C) ويختلف هذا الفيروس عن نوعي الفيروسات المسببة لالتهاب الكبد (A-B) بعدم توافرلقاح له، مما يعني أنه يشكل عبئاً كبيراً على الصحة العامة.

ما هو الجديد في هذه المقالة؟

قام فريق من الباحثين في جامعة اوكسفورد بالوصول إلى مراحل متقدمة على طريق إيجاد لقاح فعال. وكما وصفت مجلة Science Translational Medicine، أبدى اللقاح أجوبةً مناعية فعالة ضد فيروس التهاب الكبد C، كما استطاعت أجسام المتطوعين تحمّله؛ وتتم الآن تجربة فعالية اللقاح بإعطائه للمرضى الذين يتعاطون المخدرات الوريدية في الولايات المتحدة، وهي المرة الأولى التي يصل فيها لقاح التهاب الكبد C إلى هذه المرحلة المتقدمة من التجارب السريرية.

ماهي أسباب الإصابة بالتهاب الكبد بشكل عام ؟

يوجد الكثير من الأسباب التي تقود إلى التهاب الكبد مثل الأدوية، الكحول، الأخماج الجرثومية، و من الممكن أن تسببه بعض الفيروسات أهمها A-B-C-D-E ؛ من هذه الفيروسات يعتبر A-B C هم المسؤولون عن معظم الإصابات بالتهاب الكبد الفيروسية في العالم. رغم أن فيروس التهاب الكبد A قد يزول دون علاج، إلا أن فيروس التهاب الكبد B وفيروس التهاب الكبدC قد يسببان إصابة مزمنة تؤدي إلى تندِّب الكبد ومن الممكن أن يسببا سرطان الكبد.

لمَ يتوفر اللقاح لكل من فيروسي التهاب الكبد A،B وغير متوفر للفيروس C حتى الآن؟

يستطيع فيروس التهاب الكبد C أن يغيّر نفسه أو أن يتحول مما جعل وجود لقاحٍ له أمراً صعباً. حتى أنه قدرته على التحول تفوق قدرة فيروس الايدز بعشرة أضعاف، ويعمل للقاح بشكل أساسي على التغلب على الاجزاء الثابتة من الفيروس؛، وتكمن خطورة الفيروس أيضاً أنه يبقى كامناً لسنواتٍ بدون أن يظهر ويلحق اثناءها الضرر بالكبد، وبرغم ذلك كله فإن حقيقة أن 25% ممن يصابون بهذا الفيروس لأول مرة قادرون على التغلب عليه ترجِّح أن ردود الفعل المناعيَّة بإمكانها أن تتغلب عليه.

كما أظهرت دراسات أخرى أن نوعاً معيَّناً من الخلايا المناعية تسمَّى خلايا T تلعب دوراً كبيراً في السيطرة على هذا الفيروس، وبذلك حاول الباحثون في جامعة اوكسفورد أن يطوروا لقاحاً ينتج ردَّ فعلٍ مناعي مشابه.

كيف قاموا بذلك ؟

طوروا نوعين مختلفين من اللقاحات وذلك بإضافة جينات لأجزاء من فيروس التهاب الكبد C إلى فيروسات معدلة غير قادرة على التضاعف وبذلك تكون غير قادرة على إحداث المرض، الفكرة تكمن في حقن المادة الوراثية في خلايا مضيفة تفرز بدورها بروتينات تحفِّز جهاز المناعة. حيث صُمِّمَ اللقاح الأول ليجعل الجهاز المناعي جاهزاً للهجوم، أما الثاني كان عمله أن يمثِّل دور محفِّز له. وقد قام الباحثون بتجربة اللقاح على 15 متطِّوع سليم فوجدوا أن ذلك يجعل استجابة الخلاياT أقوى ضد الفيروس والتي دامت لـ6 أشهر. كما أن الخلايا T التي تم إنتاجها بعد اللقاح كانت تُشاهد عند الأشخاص القادرين على التخلص من الفيروس لوحدهم وقد توجهت هذه لخلايا لتهاجم عدة أجزاء من الفيروس وهذا يعتبر واعداًجداً.

ما لم يعرف حتى الآن، هو كون هذا اللقاح قادراً على منع العدوى، ومازالت الدراسة قائمة للحصول إلى بعض الإجابات.

المصادر:

هنا

هنا

هنا