الفنون البصرية > فن وتراث

دمشق، عينُ الشرقِ وحاضرتُه.

في لوحةٍ زيتيةٍ رُسمت في القرنِ السابعِ عشَر لمدينة دمشق، بريشةِ رسّامٍ مجهول، يظهرُ الجامعُ الأمويُّ بفنائهِ الواسعِ في وسط الصورة، قَلعةُ دِمشق، التّكية السُليمانية، ومجموعةٌ من أحياءِ المدينة وبساتينها.

وصفها الكتّابُ وتغنّى بها الشعراء، ومن أحلى ما كُتب عنها، وصفُ مارك توين لها في كتابه "الأبرياء في الخارج"، اخترنا لكم مقتطفاتٍ منه:

"عُدْ في الماضي السحيقِ ما استطعتْ، ستجدُ دمشقَ دوماً. في كتاباتِ كلّ عصرٍ وحقبة، لأكثر من أربعةِ آلافِ سنة، بقيَ اسمُها يُذكر، ومدائحُها تُرتَّل.

ففي دمشق، السنواتُ ليست إلا لحظات، والعقودُ ليست سوى أوقاتٍ مبددّة.

إذْ لا تقيسُ دمشقُ الوقتَ بالأيامِ والأشهرِ والسنين، بل بما شهدَتْهُ من نهوضِ إمبراطورياتٍ وازدهارِها فانهيارِها حتى الخراب. فـ دمشقُ هي إحدى أشكالِ الأبديّة".

"هي جميلةٌ من أعلى الجبل، جميلةٌ حتى للغرباءِ الذين اعتادوا رفاهيةَ الخُضرة الخلاّبة، وبإمكاني تفهّمُ كم هي جميلةٌ بشكلٍ لا يوصفُ للعيونِ التي اعتادت القحلَ والدمارَ الذي نبذهُ الله في سوريا. وأظنُّ كلّ الظنِّ بأن السوريّ سيشعرُ بنشوةٍ عاصفةٍ عندما تبرزُ له مثل هذه الصورة لأوّل مرة".

"لم ينضبْ ماؤُها ولم تجفَّ خصوبتُها طيلةَ أربعة آلاف سنة، ومن هنا نفهمُ لمَ هي باقيةٌ تلك المدينة. فهي لا تموت. باقيةٌ طالما أنّ ماءَها سيظلُّ لها في غمرةِ تلك الصحراءِ الظمأى، باقيةٌ طالما أنّها ستعيشُ لتُباركَ مرأى عابرِ السبيل التّعِبِ وترويَ عطشَه".

"بالرغم من أنّكِ بقِدَمِ التاريخِ نفسِه، أنتِ فنٌّ جديدٌ كما نفَحاتُ الربيع، متفتحةٌ كما براعمُ ورودِك، عبقةٌ كما زهورُ البرتقال، يا دمشقُ، يا دُرّةَ الشرق!".

المصادر:

هنا

هنا

هنا