علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

الرجال في مواجهة الإناث الجميلة.

استمع على ساوندكلاود 🎧

الجميلة: مرحبًا.

الشاب: -وضع الأخرق؛ تم التفعيل-

لطالما أخذت هذه النكتة مكانًا في علاقاتنا العاطفية والأحاديث المتعلقة بها، ولطالما عايشنا ذاك الارتباك حين نلتقي بمن نحب رغم محاولاتنا لترك الانطباع الأفضل، ولطالما وضع العلم بصمته في الأرجاء كلّها، وحتى إنّه وجد تفسيرًا لما يحدث في تلك المواقف! والبشرى لكُنَّ سيداتي؛ فأنتن الأقوى في هذه المفاضلة، وحظًّا أوفر أيها السادة!

بدأ الباحثون باستكشاف الحقائق عن ضعف الوظائف الإدراكية الذي يختبره الرجال عند التعامل مع النساء، وبينت دراسة -أُجريت في عام 2009- أنَّ الرجال يعانون من تراجعٍ في النشاط الذهني عند التعامل مع نساء جذابات، وتقترح دراسةٌ أحدث أنَّ هذا الضعف في القدرات الإدراكية يحدث وإنْ توقّع  الرّجال -مجرَّد توقع- أنهم على وشك التعامل مع النساء اللواتي يعرفون القليل عنهنّ.

في تجارب أجرتها Sanne Nauts وزملاؤها في Radboud University Nijmegen في هولندا؛ قيّموا الوظائف الإدراكية لمجموعة من الرجال والنساء باللجوء إلى اختبار ستروب؛ هو اختبار شائعٌ لتقييم القدرة على معالجة المعلومات، ويرى الخاضع لهذا الاختبار مجموعةً من الكلمات تصف ألوانًا متنوعة؛ فيما تكون هذه الكلمات مطبوعة بألوان أخرى تختلف عمَّا تصفه، على سبيل المثال؛ ستظهر لديك كلمة "أحمر" مطبوعة باللون الأخضر، وعليك أن تردد اللون الذي طُبعت به الكلمات بأسرع ما يمكن، ويتطلَّب هذا الاختبار إدراكًا يقظًا، وحين يكون المرء متعبًا ذهنيًّا؛ تنخفض السرعة التي يحققها في إنجازه.  

وفي تجربة أخرى؛ أدّى المشاركون -رجال ونساء- اختبارًا بسيطًا هو عبارة عن قراءة كلمات باللغة الألمانية بينما يجلسون أمام كاميرا ويب، وأخبر المشرفون على التجربة المشاركين بأنَّ شخصًا ما سيراقب أداءهم؛ إذ لا يعلم المشاركون  أيّ أمرٍ عن هؤلاء المراقبين سوى أسماءهم التي تشير بوضوح إلى كونهم ذكورًا أم إناثًا؛ لم يتفاعل المشاركون مع هؤلاء المراقبين أو يروهم أو يتواصلوا معهم بأيّة طريقة؛ بل تعرفوا على أسمائهم فقط، وخضع المشاركون بعد ذلك مرة أخرى إلى اختبار ستروب؛ وكانت النتيجة أن نتائج المشاركات النساء بقيت كما كانت في البداية، بغض النظر عن كون من راقبهن في الاختبار السابق ذكورًا أم إناثًا؛ فيما تراجعت قيم الاختبار لدى المشاركين الذكور الذين أيقنوا أنهم تحت مراقبة الإناث.

وفي تجربة مشابهة إلى حد كبير للتجربة السابقة، بيد أن الفرق الوحيد هو أن المشاركين أُخبِروا -وفقط أُخبِروا- أنهم سيكونون تحت المراقبة من قبل رجال أو نساء في أثناء اختبار قراءة الكلمات؛ لكنّهم  لم يُجروه؛ بل خضعوا مباشرة لاختبار ستروب مرة أخرى، ولا عجب بأنَّ النتائج كانت مماثلة تمامًا لنتائج التجربة السابقة؛ أي تراجعت الوظائف الإدراكية للرجال بمجرّد توقعهم أنهم سيكونون تحت مراقبة الإناث، على الرّغم من أنّهم لم يخضعوا لهذه المراقبة!

يفسّر العلماء هذه النتائج بأنّ الرجال يصرفون الكثير من القدرات العقلية لإثارة انتباه النساء الجميلات؛ ممَّا يقلل من كمية الجهد المبذول لإنجاز مهمات أخرى!

في مجتمعنا اليوم؛ يتواصل معظم الناس مع بعضهم عبر مواقع التواصل والهواتف وغيرها من الوسائل التي لا تتيح الكثير من المعلومات عن من نتواصل معهم، وعلى الرّغم قلة هذه المعلومات؛ يبدو أن الرجال يختبرون ذاك التراجع في الوظائف الإدراكية عند التعامل مع النساء، وقد لا تُوفِّر الدراسات تفسيرًا محددًا لذلك؛ لكن تقترح  Sanne Nauts وزملاؤها أن للأمر علاقة باعتقاد الرجال أن هؤلاء النساء قد يكنّ شريكات محتملات مستقبلًا، أو ربما هو العبء المُلقى على عاتق الرجال في محاولاتهم لإثارة إعجاب النساء عند التعامل معهن، وعلى الرّغم من أن تلك الفرضيات هي مجرد تخمين؛ لكن تشير التّجارب السابقة إلى معاناة الذّهن من الإرهاق كلَّما بذل الشخص مزيدًا من الجهد لترك انطباعات جيدة عن نفسه، وتقترح Jennifer Richeson و Nicole Shelton -علماء نفس- أنّ الأمر مشابه لتجربة وجدوا فيها أن الطلاب الأقل ثراءً في جامعات النخبة يعانون من تراجع الوظائف الإدراكية عند خضوعهم لمراقبة من نظرائهم الأكثر ثراءً أيضًا.

 

ومن جهة أخرى؛ على الرّغم من أن النساء قد لا تتأثَّرن بجمال الرجال وحده؛ لكنهنّ يبحثنَ عن دلالات أخرى إضافية؛ كالثروة و الشبوبية و اللطف أيضًا.

أي؛ يبدو أننا نواجه صعوبة في التفكير حين نُوضع في مواقف نقلق فيها بسبب محاولاتنا لترك انطباعات جيّدة عن أنفسنا أو عن أعمالنا.

المصادر :

هنا

هنا