الكيمياء والصيدلة > كيمياء

أملاح الذّهب لعلاج التهاب المفاصل

يعدّ الذّهب دواءً فعّالاً للتحكّم في بعض أنواع التهاب المفاصل والالتهابات المشابهة. فالعلاج به يساعد بعض الأشخاص على تخفيف آلام المفاصل وتورّمها، كما يقلّل من احتماليّة تشوّه المفصل أو عجزه، ممّا يعني قدرة المريض على استرجاع العديد من نشاطاته اليوميّة.

فغالباً ما يُستخدَم الذّهب كعلاجٍ في حالات التهاب المفاصل الرّوماتويديّ (الرَّثَيَانِيّ)، وأحياناً في حالات التهاب المفاصل الشّبابيّ أو الصّدفيّ، ويبدي آثاره العلاجيّة بصورةٍ أفضل إذا اُستُخدِم في المراحل المبكِّرة من المرض.

أشكال أملاح الذّهب الصّيدلانيّة:

يتمّ إعطاؤه إمّا حقناً في العضلات (عضلة الإلية أو العضد) أو على شكل كبسولاتٍ عبر الفم.

تُستخدم في حالات الحقن ثيومالات الصّوديوم الذّهبيّة Gold Sodium Thiomalate، أو مركّب أوروثيو غلوكوز Aurothioglucose، ويتمّ الحقن من قِبل الطّبيب أو الممارس المختصّ. فيما يتمّ إعطاء الكبسولات على شكل مركّب أورانوفين Auranofin.

آثاره الجانبيّة:

تتضمّن الآثار الجانبيّة الأكثر شيوعاً طفحاً جلديّاً مترافقاً باحمرارٍ وتحاديب صغيرةٍ متوسّفةٍ قد تظهر على أيّ جزءٍ من الجسم، بالإضافة لحدوث قرحةٍ في الفم وتساقط الشّعر. كما قد تسبّب الكبسولات الفمويّة الإسهالَ، وقد يسبّب الحقن ردود فعلٍ تحسّسيّةٍ تشمل الدّوخة والغثيان والإقياء. فيما تشمل الآثار الجانبيّة الأقلّ شيوعاً حدوث تضرّرٍ في نقيّ العظام أو الكليتين أو الكبد.

وبصورة عامّة، تكون الكبسولات ذات تأثيراتٍ جانبيّةٍ أقلّ إزعاجاً، وبالمقابل فإنّها أقلّ فعاليّةً.

العلاج بالذّهب ليس حلّاً مثالياً للجميع!

فقد أظهرت الدّراسات أنّه لم يكن فعّالاً سوى على نصف الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل ممّن خاضوا العلاج منذ المراحل المبكّرة. كما أنّ نسبة 2 إلى 3 من أصل 10 مرضى لم يستفيدوا على الإطلاق من علاج الذّهب، ونسبةً مماثلةً توقّفوا عن استخدامه لأسبابٍ أخرى، ممّا يعني أنّه لا يمكن التّنبّؤ مسبقاً فيما إن كان العلاج فعّالاً أم لا.

استراتيجيّة العلاج:

يبدأ العلاج بجرعة حقنٍ أوّليّةٍ قليلةٍ لمراقبة استجابة المريض وردود فعله التّحسّسيّة، ثمّ تُزاد الجرعة تدريجيّاً حتّى الوصول للجرعة المطلوبة، ويستمرّ الإعطاء أسبوعيّاً على مدى عدّة أشهرٍ، ويتمّ تعديل الجرعة فيما بعد حسب استجابة المريض. فيما يتمّ إعطاء كبسولات مركّب أورانوفين Auranofin بجرعة كبسولتين يوميّاً.

يُعتبَر الفعلُ العلاجيُّ للذّهب بطيئاً وتدريجيّاً ويتطلّب من شهرين إلى ستّة أشهر من بدء الاستخدام حتّى يظهر التّأثير، كما أنّه يصبح أقلّ فعاليّةً وتأثيراً بعد استخدامه لعدّة سنواتٍ.

ماتزال آليّة عمل مركّبات الذّهب في تخفيف آلام التهاب المفاصل قيد الدّراسة، وترجّح الدّراسات أنّ مركّباته تؤثّر على العمليّة التي تسبّب تورّم وألم المفصل. وبما أنّ العلاج يتضمّن بعض الآثار الجانبيّة غير المرغوبة، فإنّه يُستخدَم فقط عندما تفشل العلاجات الأخرى الأكثر سهولةً وأماناً بما فيها الأسبرين والأنواع الأخرى من مضادّات الالتهاب غير الستيرويديّة NSAIDs، أو الأدوية المشابهة للكورتيزون (prednisone)، بالتّزامن مع تمارين العلاج الفيزيائيّ.

المصدر:

هنا