الكيمياء والصيدلة > صيدلة

المزيد من مسكّنات الألم قد يزيد المخاطر القلبية للنساء الأكبر سنّاً

ربط الباحثون مجموعة الأدوية التي تتضمن النابروكسين Naproxen بزيادة احتمال الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، لكن هذا الاكتشاف ليس جازماً.

فمن المعلوم للأطباء أن الأدوية من زمرة مضادّات الالتهاب اللا سيتروئيدية NSAIDs والتي تستهدف وتثبّط الأنزيم COX 2 يمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة بنوبات قلبية.

وقد وجدت هذه الدراسة الجديدة ترافُق المخاطر القلبية نفسها مع مضادات الالتهاب اللا ستيروئيدية، حتى تلك التي لاتستهدف أنزيم COX 2 بشكل خاص، ولكن تثبّط الأنزيم إلى حدٍّ ما. حيث ترافقت فئة مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية هذه بزيادة 17% في خطر إصابة النساء بسن الإياس menopause بنوبات قلبية وسكتات دماغية، بالمقارنة مع زيادة قدرها 13% عند تناول أدوية ال NSAIDs النوعية تجاه تثبيط أنزيم cox2.

وترافق دواء نابروكسين، الذي يثبط أنزيم cox 2 أكثر من cox 1، مع زيادة خطر الوفاة والنوبات القلبية و السكتات الدماغية بنسبة 22%.

مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية وأنزيم السايكلو أوكسيجيناز cox-1) و cox-2):

تؤثر هذه الأدوية (التي تدعى اختصاراً ب NSAIDs) على أنزيم السايكلو أوكسيجيناز cox وهو أنزيم يساعد في تنظيم حالة الالتهاب في الجسم.

ولهذا الأنزيم شكلان؛ cox-1 و cox-2.

الأنزيم cox-1: يساعد في حماية بطانة المعدة ويعزّز تشكل خثرات دموية.

أما الأنزيم cox-2: فيوجد في بطانة الأوعية الدموية (الطبقة الداخلية المبطّنة للأوعية الدموية) ويعمل على منع تشكل الخثرات الدموية.

وقد وجد بحث سابق أن تثبيط cox-2 بشكل نوعي (أي دون التأثير على الأنزيم cox-1) يمكن أن يزيد من خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية، ولذلك تم سحب دوائين من مضادات الالتهاب اللا ستيروئيدية التي تستهدف ال cox-2 نوعياً، وهما Vioxx و Bextra من الأسواق في منتصف العقد الأول من القرن الحالي (2000s) لأسباب السلامة.

حيث قامت الدراسة بتصنيف أدوية NSAIDs هذه في ثلاث فئات:

الأدوية التي تثبط ال cox2 بشكل انتقائي.

وتلك التي تثبّط النمط cox-1 أكثر cox-2.

وتلك التي تثبّط cox-2 أكثر من cox-1.

قام الباحثون بعد ذلك بمراجعة البيانات الطبية لأكثر من 160 ألف سيدة في سن الإياس (سن انقطاع الطمث). وطلبوا من المشاركات الإبلاغ عن الأدوية التي يستخدمنها سواء بوصفة أو بدون وصفة طبية.

وضمن هذه المجموعة من النساء، كان النابروكسين الأكثر استخداماً من بين ال NSAIDs التي تثبّط cox-2 أكثر من cox-1. في حين كان الإيبوبروفين هو الأكثر استخداماً من بين مضادات الالتهاب اللا ستيروئيدية التي تثبط cox-1 أكثر من cox-2.

النتائج والخلاصة:

وجد الأطباء زيادةً معتدلة في مخاطر النوبة القلبية والسكتة الدماغية ترافق مع استخدام كلا فئتي مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية المثبّطة الانتقائية لـ cox-2 وتلك التي تؤثر على أنزيم cox-2 أكثر من cox-1.

ولم يُظهر استخدام الأدوية التي تثبّط cox-1، والتي تتضمّن الإيبوبروفين، أي تأثير على مخاطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

وفقاً لما ذكره الباحثون في الدراسة: "يعتقد الكثير من الأشخاص أن النابروكسين هو من أكثر مضادات الالتهاب اللا ستيروئيدية مأمونيّةً وسلامةً، وهذه الدراسة تعاكس فهمنا السابق، وتعطي إشارة بالحاجة إلى بحث أعمق في هذه العوامل من أجل علاج متلازمات الألم المزمن لدى النساء بشكل آمن".

لذا ينبغي على كل شخص أن يتحدّث مع طبيبه عن ذلك إذا كان يستخدم مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية بصورة متكررة. كما عليك إعلام طبيبك عن كل الأدوية التي تتناولها حتى تلك التي تعطى دون وصفة، وعدم استخدام مضادات الالتهاب اللا ستيروئيدية بصورة روتينية ولمدة طويلة من الزمن.

عموماً، كلما كانت الأدوية من زمرة NSAIDs أكثر انتقائية تجاه cox-2 كان الخطر أكبر.

المصدر:

هنا

مصدر الصورة:

هنا