التاريخ وعلم الآثار > التاريخ

ممالك من العصر الوسيط لم يعد لها وجود اليوم

استمع على ساوندكلاود 🎧

تصارعت الحضارات فيما بينها لقرون طويلة ولأهداف مختلفة، هذا الصراع جاء بالنصر والفخر للعديد من الدول والشخصيات ولكنه في نفس الوقت جلب الدمار والانكسار للآخر ، فخريطة العصر الوسيط امتازت بالتغيّر المستمر نتيجة الحروب بين الدول في أوروبا وأسيا، كانت الثروة والانتقام وتوسيع الحدود مسوغات لتدمير واختفاء دول بأكملها في ذلك العصر المضطرب، الأمر الذي جعل أكثر الدول التي اختفت من الوجود في خريطة التاريخ تنتمي إلى العصر الوسيط، دونما الظهور على واقعنا.

وهنا سنستعرض معكم عشر دول من هذه الدول البائدة :

1- دال رياتا Dál Riata

في فترة العصور الوسيطة المبكرة، تم تقسيم الجزر الشمالية البريطانية إلى جزر صغيرة محدودة النطاق والقوة، وكانت هذه المملكة صغيرة ، فأراضي هذه المملكة تمتد حالياً في مساحات غرب اسكتلندا وشمال ايرلندا، سجل مؤرخوا ايرلندا في وثائقهم عدداً من الملوك بين القرن السادس والتاسع الميلادي، ومن جملة ما تم ذكره في تلك الوثائق هو انهيار هذه المملكة، حيث قامت ممالك البورتو الاسكتلندية بالتوسع وضم أجزاء من المملكة قبل أن يأتي الفايكينج على ما تبقى من هذه المملكة فأنهت وجودها على الخريطة.

2- مملكة بورغوندي Kingdom of Burgundy

إنها مملكة كبيرة، حازت على اهتمام المؤرخين الفرنسين ، إذ تقع أراضيها في جنوبي شرقي فرنسا في الوقت الحاضر، ظهرت هذه المملكة في القرن الخامس الميلادي، حيث هاجرت مجموعة من القبائل الجرمنية تعرف البورغونديين إلى تلك الأرضي، حيث استمرت تلك المملكة لأكثر من مئة سنة حيث تم غزو هذه البلاد من قبل سلالة الميروفينجيين الفرانكيين (Merovingian Franks) فوضعوا حداً لأول مملكة من ممالك البروغونديين، قبل أن تعود مملكة بروغوندي الثانية بين عامي 933 – 1033 م واستمرت هذه المملكة بعد ذلك لقرون واحتفظت هذه المملكة باستقلاليتها حتى وفاة الملك تشارلز الغامق (Charles the Bold) سنة 1477 حيث قام التاج الفرنسي بغزو المملكة وضمها إلى أراضيه.

3- ملوك الطوائف (الأندلس) :

بعد سنين من الحرب الأهلية في شبه الجزية الأيبرية – الأندلس – وبالتحديد في عام 1031 م انقسمت الخلافة الإسلامية التي كانت عاصمتها الأندلس إلى اثنتي و عشرين دويلة صغيرة تحكمها مجموعة من العائلات أو الطوائف (يقصد بالطائفة هنا طائفة من القوم أي عائلة ذات لقب أو منصب أو شرف)، ونتيجة لاستمرار الاقتتال بين تلك الدويلات في القرن الحادي عشر والثاني عشر، كان لابد للممالك النصرانية في الشمال أن تنتهز الفرصة لتنقض على تلك الممالك الواحدة تلو الأخرى فيما عُرف حينها "بحروب الاسترداد"، لتسقط غرناطة آخر تلك الدويلات سنة 1492 م معلنة نهاية وجود دولة الأندلس وملوك الطوائف .

4- مملكة الجزر الصغيرة - Kingdom of the Isles

تجمعت في هذه المملكة مجموعة من الجزر، أهمها جزيرة هيبردس Hebrides وجزيرة آيل أوف مان Isle of Man وجزء من الساحل الاسكتلندي لتكون مجتمعة مملكة شبه مستقلة بين القرن التاسع والثالث عشر، لتكون نهاية هذه المملكة نتيجة الصراع بين التاج النوريجي والاسكتلندي من أجل السيطرة على مناطق النفوذ في تلك المناطق، لتسقط تلك المملكة في قبضة اسكتلندا.

5- مملكة مايوركا Kingdom of Majorca

استولى الملك جيمس الأول ملك أرجون بين عامي 1229 – 1230 م على جزر البليار المغاربية، وبسيطرته هذه خضعت هذه المملكة للتاج الأرجوني في شبه جزيرة أيبرية – إسبانيا اليوم – لتصبح جزء من المملكة حتى وفاة الملك جيمس الأول في عام 1276 م حيث ورث العرش ابنه بيتر، لينشب الخلاف بينه وبين أخيه جيمس الثاني الذي انطلق ليأسس مملكته الجديدة مملكة مايوركا ويصبح ملك مايوركا بالتالي مملكة معادية لمملكة أراجون، وبحلول عامي 1343 و 1344 قام بيتر الرابع مملك أرجون بغزو تلك المملكة والسيطرة على الجزر ليموت آخر ملوكها جيمس الثالث وهو يحاول استعادة السيطرة على تلك الجزر سنة 1349.

6- مملكة ایلخانان Ilkhanate

وهي مملكة تورك مغولية ،أسسها بالأصل هولاكو خلال رحلته للسيطرة على الأراضي حتى نهر النيل، حيث استطاع السيطرة على بغداد 1258م قبل أن تتوقف قواته عن الزحف نتيجة الهزيمة من المماليك في معركة عين جالوت 1262م لينشأ هولاكو وذريته هذه المملكة التي تمتد على أراضي إيران والعراق والقوقاز فيش الوقت الحاضر، واستمرت هذه المملكة حتى عام 1335م حيث تفككت إلى دويلات صغيرة قبل أن تقوم الدول المجاورة لها بالسيطرة عليها لاحقا.

7- مملكة الأرمن في كيليلكيا Armenian Kingdom of Cilicia

تشكلت هذه المملكة من أعداد كبيرة من اللاجئين الأرمن في القرن الحاي عشر الذين فروا من السلاجقة، ليستقروا حول الركن الشمالي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط الخاضع لسيطرة الدولة البيزنطية، وفي عام 1080 م تمرد الأرمن ضد الامبراطورية البيزنطية، وأنشأوا إمارة مسقلة، وفي سنة 1199 م تلقت هذه الإمارة الدعم الكبير من أوروبا ليرقي حاكمها نفسه إلى ملك، ولكن استقلال هذه المملكة لم يدم طويلاً، حيث أجبر المغول تلك المملكة على أن تكون خاضعة لحكمهم، تبعها بعد ذلك حروب المملكة مع المماليك وهزيمتها ومن ثم غزوها، وانتهت حكايتها في عام 1375م حيث تم نفي ملكها الأخير ليفون الخامس .

8- دولة فرسان التوتونيك State of the Teutonic Order

في القرن الثالث عشر أطلقت الجيوش الصليبية الألمانية حرباً ضد القبائل الوثنية التي تقطن ساحل البلطيق، وكنتيجة لهذه الحرب سيطر فرسان التوتونيك – مجموعة من الفرسان القادة الذين يحملون وساماً شرفياً موحداً – على جملة من الأراضي الواسعة ليأسسوا دولتهم الخاصة، ولكن وبعد خسارتهم لبولندا وليتوانيا جرونوالد Grunwald سنة 1410 م دخلت دولتهم طور الانحطاط وبدأت تتقسم إلى دويلات صغيرة حتى تلاشت نهائياً .

9- إمبراطورية طرابزون Empire of Trebizond

أدى انهيار الدولة البيزنطية بسقوط عاصمتهم القسطنطينية على يد الصليبين سنة 1204 م إلى إنشاء العديد من الدول على أنقاض الدولة البيزنطية، وكان من بين تلك الدول دولة صغيرة قوية في مدينة طرابزون على طول الساحل الجنوبي للبحر الأسود، قامت هذه المملكة بضم أجزء كبيرة من الدول الصغيرة الناتجة عن سقوط الدولة البيزنطية، لتوسع نطاق نفوذها قبل أن يغزوها العثمانيين وينهوا وجودها أيضاً وذلك عام 1461م .

10- مملكة نافار Kingdom of Navarre

تُعرف أيضاً بمملكة بمبلونا، أنشأت هذه المملكة في القرن التاسع، حيث تتألف أساساً من شعوب الباسك، وتمتد أراضيها في الأراضي الموجودة على جانبي جبل البرانس بين فرنسا وإسبانيا حالياً، وجدت المملكة نفسها بين مطرقتي سندان ممالك إسبانيا النصرانية من جهة ودولة فرنسا من جهة أخرى مما أدخلها في العديد من الحروب من بينها حرب المئة عام،و في القرن السادس عشر تم تقسيم المملكة ؛ حيث ذهب قسمها الشمالي إلى فرنسا وقسمها الجنوبي إلى إسبانيا .

المصدر:

هنا