الفيزياء والفلك > علم الفلك

بعد إرسالها لأكبر قدر ممكن من المعلومات. مركبة Philae تضطر لإيقاف مهمتها حالياً

في العام 2004 تم إطلاق المركبة روزيتا في مهمة للدخول في مدار المذنب Churyumov-Gerasimenko أو اختصاراً 67P/، والذي يعتقد بأنه من الشواهد المتبقية على عملية تشكل مجموعتنا الشمسية منذ حوالي 4.6 مليار سنة. و في آب من العام 2014 نجحت المركبة روزيتا بالدخول في مدار المذنب بعد رحلة دامت عشر سنوات وعلى مسافة تبلغ 510 مليون كيلومتر من الأرض، ثم قامت بإطلاق الروبوت Philae نحو المذنب ليتمركز عليه ويبدأ بإجراء القياسات والتجارب على سطحه، وإرسال البيانات إلى الأرض.

الأربعاء 12 / 11: أطلقت المركبة روزيتا، الروبوت Philae من على بعد 12 كيلومتر عن سطح المذنب، قاطعاً رحلة مدتها 7 ساعات ليصل إلى المكان المخصص للهبوط. ولكن حدث مالم يكن بالحسبان. فبعد أن هبط على سطح المذنب بسرعة قدرها متر واحد في الثانية فشلت ركيزتين من ركائزه في أن تتثبت على السطح فارتد عنه بسرعة 38 سنتيمتر في الثانية ليهبط مجددا بعد حوالي الساعتين في مكان آخر يبعد حوالي 1 كيلومتر عن المكان الأصلي. لم ينجح في التثبت هذه المرة أيضاً، فارتد مجدداً بسرعة 3 سنتيمتر في الثانية ليستقر أخيرا بعد 10 دقائق في مكان صخري مظلم و غير معروف، بانتظار أن يبدأ ببث المعلومات حول وضعه الجديد. يسابق الروبوت فيلاي الزمن، فقد أصبح يعتمد فقط على بطاريته المشحونة التي تدوم لـ 60 ساعة والتي كان من المفترض أن يتم شحنها باستمرار اعتماداً على الطاقة الشمسية فيما لو هبط بنجاح في مكانه الأصلي المفترض. وفي النهاية استقر فيلاي على المذنب ضعيف الجاذبية مباشراً عملية حفر شديدة استمرت ل 7 ساعات على بعد 12 كيلومتر من المركبة الأم روزيتا. وبالرغم من كل الصعوبات فقد استطاعت مركبة Philae أن ترسل صورا فريدة من نوعها، هي الأولى في تاريخ البشرية، لأول عملية هبوط على سطح مذنب.

الجمعة 15 / 11: بدأت مركبة Philae ببث البيانات بمجرد أن تمت معاودة الاتصال بينه وبين المركبة الأم في وقت متأخر من الليل، منهيا بذلك أوقاتا عصيبة من الانتظار لقائدي المهمة والذين كانوا قلقين جداً من فكرة عدم معاودة الاتصال به أبداً. من ضمن مهام Philae أن يقوم بتوجيه ألواحه الشمسية نحو الشمس لامتصاص أكبر كمية من الطاقة اللازمة لعمله، ولكن هبوطه في ذلك المكان المظلم عقّد الأمور وقد أصبحت عملية الشحن الفعال متأخرة، ومن كان دخول Philae في مرحلة سبات خلال فترة قصيرة أمراً متوقعاً. إن عملية الحفر واستخلاص العينات من تحت سطح المذنب هي من أهم التجارب التي أرسل Philae من أجلها، و التي يأمل العلماء من خلال نتائجها الحصول على أفكار جديدة حول تشكل مجموعتنا الشمسية قبل 4.6 مليار سنة، وحتى حول تشكل الحياة على كوكبنا. وقد بدأ فيلاي فعلا بإرسال البيانات الخاصة بهذه العملية إلى المركبة الأم روزيتا، والتي تقوم بدورها بإرسالها إلى المحطة الأرضية.

السبت 16 / 11: " توقف المختبر الآلي Philae عن العمل بعد إرسال نتائج أول مهمة – وربما الأخيرة – في إجراء تجارب علمية من على سطح مذنب " يقول العلماء. لقد فرغت بطاريات الروبوت فيلاي التابع ل ESA بعد مهمة استغرقت 57 ساعة على سطح المذنب 67P. وفي سباقه مع الزمن، وقبل أن تفرغ بطارياته قام بإرسال جميع نتائج تجاربه إلى الأرض لتحليلها واستخلاص النتائج. مهمته الأخيرة كانت توجيه ألواحه الشمسية نحو الشمس، في محاولة لإعادة شحن بطارياته عندما يقترب المذنب أكثر من الشمس، وبالتالي يمكن أن يعاود مهامه من جديد. " لقد أنجزت المركبتان المسافرتان جميع المهام الموكلة إليهما، ولدينا كمية كبيرة من البيانات المثيرة للاهتمام" يقول البروفيسور مارك ماكاغرين الناطق الرسمي باسم ESA. " يمكن لـ Philae أن يعاود العمل لاحقا عند اقتراب المذنب من الشمس أكثر، بحيث تصبح ألواحه قادرة على الحصول على المزيد من أشعة الشمس، بدلا من الظل حيث يقبع الآن ". إن اهتمام العلماء الأكبر منصب على التركيب الكيميائي للمذنب الذي يعتبر من الأجسام الأصلية الباقية من تشكل المجموعة الشمسية. فهي تحتوي على صخور وجليد حافظ للجزيئات الأصلية، مما يوفر نظرة أعمق حول كيفية تشكل الكواكب وانطلاق الحياة.

لقد أصبحت روزيتا في آب المنصرم، أول مركبة فضائية تضع نفسها في مدار مذنب، وسترافقه برحلته باتجاه الشمس لما لا يقل عن 13 شهر إضافيا.

المصدر:

هنا

هنا